حذرت منظمة الصحة العالمية، الجمعة، من خطورة تفشي فيروس كورونا "كوفيد-19" بصورة مدمرة في دول عدة، ما ينذر بتكرار مأساة الهند.
وأعرب مدير برنامج الطوارئ في منظمة الصحة العالمية، الدكتور مايك راين، عن قلقه من أن فيروس كورونا لديه قوة هائلة للانتقال، وينبغي إبطاء سيره عبر تغيير سلوك البشر وقبل ظهور متغيّرات جديدة له.
وأضاف خلال المؤتمر الصحفي الاعتيادي للمنظمة في جنيف أن بعض البلدان تسير باتجاه "نفس المأساة" التي تحدث في الهند، قائلا "يجب على بعض الدول أن تنظر في المرآة لترى ما الذي تفعله لتخفيض معدلات الانتقال.. وإلا فستواجه الأنظمة الصحية مشاكل في الأسابيع والأشهر المقبلة".
وتابع رايان "الفيروس مدفوع بالتقارب بين الناس والاكتظاظ والمخالطة بدون حماية وبدون تنظيف يدين وفي مناطق فيها تهوية سيئة ودون ارتداء الأقنعة".
وأوضح أن اللقاحات وحدها ليست الحل الكافي حاليا، مشيرا إلى الإنتاج الضئيل للغاية والتوزيع غير المتكافئ للقاحات في العالم.
من جانبه، قال مدير منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم جيبرييسوس أن حالات الإصابة بفيروس كورونا "كوفيد-19" سجلت رقما قياسيا ويموت ما يقرب من 100 ألف شخص على مستوى العالم كل أسبوع، في ظل أزمة لقاح مزمنة.
وتابع "لكن في الوقت الحالي.. حجم اللقاحات وتوزيعها غير كافيين لإنهاء جائحة كورونا بدون التطبيق المستدام والمخصص لتدابير الصحة العامة التي نعلم أنها فعالة".
وأشار مدير الصحة العالمية إلى أن ارتفاع الإصابات بكورونا يعود جزئيا إلى المتحورات الجديدة، موضحا أن دولا أخرى قد تجد نفسها في وقت قريب في حالة طوارئ مماثلة لما في الهند.
وبحسب بيانات المنظمة فقد تم تقديم 1.2 مليار جرعة من اللقاحات المضادة لكورونا حول العالم، لكن أكثر من 80% منها وزعت في البلدان الغنية، بينما لم تحصل أفقر البلدان إلا على جزء ضئيل منها وهي خمسة ملايين جرعة.
وناشد أدهانوم الدول الغنية بالتبرع بمزيد من جرعات اللقاح، موضحا أن هذا ليس عملا خيريا، لكنه يصب في مصلحة الدول الغنية، لأنه بخلاف ذلك يمكن أن تتطور النسخ المتحورة في مكان آخر بصورة تؤدي إلى موجات جديدة من العدوى على مستوى العالم.