أعلن الدكتور عصام شرف، رئيس الوزراء، حزمة من القرارات التى تحاول تلبية مطالب المعتصمين بميدان التحرير منذ "مليونية الإصرار" التى نظمتها القوى السياسية بالأمس.
قرر شرف في بيان مقتضب له مساء اليوم السبت، أذاعه التليفزيون المصرى اتخاذ الإجراءات اللازمة داخل الحكومة بما يلبي مطالب الشعب ويستجيب لمتطلبات المرحلة الحالية، في أقرب وقت ممكن.
القرارات التى أعلنها شرف تضمنت إصداره تعليمات مُباشرة لوزير الداخليةبإنهاء خدمة كافة القيادات والضباط المتهمين في قضايا قتل الثوار، والإسراع بتحقيق أقصى درجات الانضباط الأمني في الشارع المصرى، مع حفظ كرامة الوطن والمواطن، والتأكيد أن الأمن ضرورة مُجتمعية، وأن الجماهير مُتطلعة لدور أمني فاعل يُعيد الاستقرار والأمان الضروريين لمُمارسة الحياة الطبيعية.
ثانى القرارات التى تضمنها خطاب شرف كان التنسيق مع السيد الأستاذ المُستشار رئيس محكمة استئناف القاهرة بأن يُفرغ الدوائر التي تنظر قضايا قتل المُتظاهرين ومحاكمة الفاسدين، لنظر تلك القضايا دون غيرها، وهو ما يكفل سرعة إنجازها دون التقييد بالإجازة القضائية بالنسبة لهذه النوعية من القضايا.
ثالث القرارات كان إعلانه الاتفاق مع النائب العام على اختيار فريق من أفضل وأكفأ رجال النيابة العامة للانتهاء من التحقيق في قضايا قتل المُتظاهرين، وقد تم بالفعل إحالة كافة المتهمين إلى المحاكمات الجنائية، كما قرر النائب العام الطعن على كافة الأحكام التي صدرت بالبراءة في قضايا قتل المُتظاهرين ورموز الفساد.
وكشف بيان "شرف" عن تأسيس آلية مُستدامة للحوار مع القوى الوطنية وشباب الثورة لبحث كل ما تتطلع إليه تلك القوى، وما يمكن تحقيقه على المدى القريب والبعيد أيضا.
وقال: إنه أصدر تعليمات صارمة بصرف حقوق شهداء ومصابي الثورة، دون تأخير أو تباطؤ أو تعقيدات إدارية، باعتبارها حقوق وليست منحه أو هبه من الدولة.
فيما كان القرار الأخير الذى أعلن عنه شرف أنه كلف وزير التضامن الاجتماعى بتشكيل لجنة برئاسته تتولى بحث المطالب المُتعلقة بتحقيق العدالة الاجتماعية والتى رفعتها الجماهير فى التحرير، والخاصة بموضوعات ارتفاع الأسعار والعلاج والصحة والسكن والتعليم والتوظيف والمعاشات والأجور، وتضم كافة الوزراء المعنيين، بحيث تلتقى بممثلين عن القوى السياسية ومُمثلى شباب الثورة وعرض نتائج أعمالها فى أقرب وقت.
وحيا رئيس الوزراء جماهير الثورة الملهمة والقائدة ، قائلا "أشكر كل من عبر عن ثقته فى شخصى، وأؤكد لهم أننى لن أدخر جهداً لتنفيذ كافة ما حددته جماهير الثورة، وأعاهدكم أن أبقى وفياً للثورة .. ووفياً للوطن.
على الجانب تباينت ردود الفعل بين المعتصمين فى ميدان التحرير، ونقل نشطاء على المتتديات الإجتماعية عن شباب الثورة رفضهم لخطاب الشرف، واستنكارهم تجاهل المتظاهرين المعتصمين فى خطابه، رافعين شعارات "الشعب يريد إسقاط المشير" و"مسرحية مسرحية.. العصابة هى هى"، "معتصمين والحق معانا ضد حكومة بتتحدانا"، "اعتصام اعتصام حتى يسقط النظام"؟، فى أجواء تذكر برد فعل المتظاهرين على خطابات الرئيس المخلوع قبل تنحيه، معتبرين أن البيان لا يحقق مطالب الثورة، داعين الدكتور عصام شرف للنزول للميدان.
من جانبها قال ممثلين لقوى سياسية أنهم سيعقدون مؤتمرا صحفيا، غدا الأحد، بميدان التحرير، للإعلان عن مطالب القوى الوطنية المصرية، بعد نجاح "مليونية الإصرار" أمس الجمعة.
وقال ممدوح حمزة، الأمين العام للمجلس الوطني المصري: إنه تم تجميع كافة المنشورات التي تم توزيعها في الميدان، أمس الجمعة، وكذلك المطالب التي نشرت في الصحف، التي تعبر عن مطالب الشعب وتحقق باقي مطالب الثورة، وتم تجمعيها في بيان واحد سيتم الإعلان عنه غدا.
يذكر أن القوى السياسية اتفقت على عدد من المطالب التي تم رفعها في مليونية "الإصرار"، أبرزها إعادة هيكلة وزارة الداخلية، وتطهيرها، وفرض رقابة قضائية ومدنية على أدائها، وإعادة النظر في قطاع الأمن المركزي.
رابط الفيديز: