"العبقرية تاتي من العمل الشاق، التبغ يساعدك على أن تصبح من الموهوبين"، هكذا تقول اللافتات التي تجدها معلقة على بوابات المدارس الابتدائية في عشرات القرى الصينية بمحافظات غرب الصين، بحيث أن أول ما يتعلمه الأطفال هو أن "التبغ" ما يجعل تعليمهم ممكنًا.
من جهته قال شو جيوان، لأمين العام للرابطة الصينية لمكافحة التبغ- الممولة من القطاع الخاص أن تلك المدارس من هذا النوع ترعاها وحدات محلية تابعة للحكومة الصينية التي تمتلك أحد شركات صناعة السجائر المحتكرة، مشيرًا إلى أنهم يعلقون آمالهم على الشباب باعتبارهم الشريحة المستهدفة في صناعة السجائر.
فطبقًا لما أفادت به وكالة "بلومبرج"، يوجد بالصين أكثر من 320 مليون مدخن، أي 33% من إجمالي المدخنين في العالم، يموت منهم مليون شخص سنويًا لأمراض مرتبطة بالتدخين، مثل أمراضالقلب والأوعية الدموية.
وللحد من وفيات الصينيين المرتبطة بالتدخين، ذكرتقرير للبنك الدولي شهر يوليو الماضي إن التكاليف اللازمة للحد من وفيات البلاد من أمراض القلب والأوعية الدموية، بنسبة 1% سنويًا على مدى العقود الثلاثة الممتدة حتى 2040، كانت ستولد قيمة اقتصادية تعادل 68% من إجمالي الناتج المحلي بالصين لعام 2010، أي بما يوازي 10.7 تريليون دولار، ومن ثم فهي تكاليف ضائعة على الاقتصاد بسبب التدخين.
وعلى الرغم من أن مجموعات مكافحةالتبغ في الصين تبذل جهودًا مضنية، إلا أنه عندما أصدرت الصين أول قانون بحظر التدخين في الأماكن العامة مثل المطاعم والمدارس والمستشفيات الشهر الماضي، وتم فرض عقوبات مخففة على من يخترقه، لم يقلع المدخنون عن تلك العادة السيئة، بل رأى الناشطون أن القانون الحكومي جاء أجوف مثل القوانين السابقة، وذلك لأن الحكومة، التي وعدت بالقيام بحملة مداهمات على استخدام التبغ، هي المالك وأكبر مستفيد من الصناعة التي تقدر بنحو 93 مليار دولار.
ولهذا، يتوقع أن تستمر مبيعات السجائر بالصين في الارتفاع، خلال الفترة الممتدة بين عامي 2011 و2015، لينمو سوق التبغ بنسبة 14% في المتوسط سنويًا، لتصل قيمته إلى 1.8 تريليون يوان في 2015، وفقًا لبيانات مؤسسة "يورومونيتور إنترناشيونال".