كان لموافقة البرلمان اليونانى على تمرير خطة التقشف فى البلاد تأثير ايجابى على اسواق المال العالمية فى الاسبوع الماضى، حيث أدت الى تهدئة المخاوف حيال تعثر البلاد فى سداد ديونها ودفعت بارتفاع شهية المستثمرين نحو المخاطرة، وبالتالى صعود جماعى الى مستويات مرتفعة للأسهم على ضفتى الاطلنطى.
وسجلت الاسهم الامريكية أكبر مكاسب اسبوعية فى عامين بعد اتخاذ اليونان خطوات لتجنب التعثر فى سداد الديون، بالاضافة الى الارباح الجيدة للشركات ونمو نشاط القطاع الصناعى.
وحقق مؤشرستاندرد آند بورز500 ارتفاعا بنسبة 5.6% ليصل الى 1339.67 نقطة، كما أضاف مؤشر داو جونز الصناعى نحو 5.4% الى قيمته ليصل الى 12582.77 نقطة فى الاسبوع الماضى. وارتفع كلا المؤشرين فى الاسبوع الماضى ليحصدا اكبرمكاسب اسبوعية لهما منذ يوليو عام 2009.
كان أكبر المكاسب فى موجة الصعود بالاسبوع الماضى من نصيب الاسهم التى يطلق عليها "الأسهم الدورية"، حيث قفزت اسهم شركات الطاقة بنسبة 7.2%، كما ارتفعت اسهم شركات صناعة الكمبيوتر السوفت وير بنحو 6.8%، كما أضافت شركات التجزئة والفنادق والسيارات حوالى 6.6% الى قيمتها.
وسجلت اسواق المال الامريكية صعودا فى الاسبوع الماضى، بعد ان استطاع ان يحصل رئيس وزراء اليونان "جورج باباندريو" على اصوات كافية يوم 29 يونيو الماضى لتمرير الجزء الأول من خطة التقشف المستهدفة لتأمين المساعدة من الاتحاد الاوروبى، وتجنب التعثر فى سداد الديون.
وقد تحصل اليونان على حوالى 85 مليار يورو(124 مليار دولار) فى تمويل جديد متضمنا الاسهامات من مستثمرى القطاع الخاص فى خطة انقاذ ثانية تستهدف منع التعثر وانهاء أزمة ديون منطقة اليورو.
وأظهرت البيانات الاقتصادية نمو القطاع الصناعى الامريكى بوتيرة سريعة غير متوقعة فى شهر يونيو الماضى فى علامة تدل على انتعاش الصناعة.
وفى اسواق المال الاوروبية، تمكنت الاسهم من الارتفاع الى مستويات عالية فى العام الحالى بالاسبوع الماضى بقيادة البنوك وشركات التعدين بعد ان مرر صانعو السياسات باليونان خطة تقشف لمدة خمس سنوات مما يؤهل البلاد للحصول على مزيد من المساعدات.
وقفز مؤشر "ستوكس 600" بنسبة 4.1% ليصل الى 274.92 نقطة فى الاسبوع الماضى لينهى ثمانية اسابيع متتالية من الخسائر.
وقال "ايوان سميث"، مدير بشركة نايت كابيتال يوروب، إن "اليونان كانت أكبر خطرا فى الاسبوع الماضى"، مشيرا إلى أنه لم يحدث تغير بشكل اساسى وانما استغرقت التأثيرات الايجابية للتصويت على خطة التقشف بعض الوقت، كما أضفت شعورا بالراحة من افتراض ان خطة الانقاذ الجديدة ستؤتى ثمارها.
وقفزت جميع البورصات الاقليمية فى غرب اوروبا فى الاسبوع الماضى باستثناء ايرلندا، وارتفع مؤشرا الفاينانشيال تايمز100 بنسبة 5.1% وداكس الالمانى بنسبة 4.2%، وسجل مؤشر كاك 40 الفرنسى صعودًا بنحو 5.9%، وأضاف مؤشر ASEلبورصة اليونان نحو 6.2% الى قيمته بالاسبوع الماضى.
كانت البنوك الأفضل اداء فى مؤشر ستوكس 600 فى الاسبوع الماضى لترتفع بنحو 7.6%.
وانتقالا الى القارة الآسيوية، ارتفعت الاسواق للاسبوع الثانى على التوالى لتعوض فترة التراجع ربع السنوية فى ظل التفاؤل حيال تجنب اليونان التعثر والعلامات التى تشير على زخم تعافى الاقتصاد الامريكى، مما سيدفع بالتوقعات للصادرات الآسيوية ونتائج ارباح البنوك.
وقال "ستيفن هالماريك"، مدير استثمارات بحوث السوق بشركة "كولونيال فيرست ستيت جلوبال أسيت مانجمنت"، إن الاحداث فى الولايات المتحدة واليونان كانت تؤثر على توقعات نمو الاقتصاد العالمى وشهية المستثمرين للاقبال على المخاطرة، ولكن البيانات الامريكية كانت معقولة الى جانب خروج اليونان من عائق كبير.
وحقق مؤشر "إم إس سى آى آسيا باسيفيك" ارتفاعا بنسبة 2.5% ليصل الى 135.53 نقطة فى الخمسة اسابيع الماضية ليغلق عند اعلى مستوياته فى شهر، وقد حقق المؤشر هبوطًا بنحو 0.6% فى الربع الثانى من العام الحالى، وهو ثانى تراجع ربع سنوى له على التوالى، بسبب القلق ازاء التأثيرات السلبية لتعثر اليونان فى سداد ديونها على نتائج ارباح الشركات فى منطقة آسيا الباسيفيك.
وتمكنت اسواق المال الاقليمية من تحقيق المكاسب حيث ارتفع مؤشر نيكاى 225 للاسهم اليابانية بنحو 2% فى الاسبوع الماضى، وارتفع مؤشر كوسبى لبورصة كوريا الجنوبية بنحو 1.7%، وأضاف مؤشر S&P/ASX 200الاسترالى نحو 1.8% الى رصيده، وصعد مؤشر شنغهاى المجمع للبورصة الصينية بنحو 0.5%.
|