تتصدر مدينة كينشاسا عاصمة الكونغو الصفحة الأولى للصحف العالمية على الرغم من كونها من أكثر الدول فقرا على مستوى العالم حسبما صنفها صندوق النقد الدولي.
وبرغم ذلك لم تحل الحرب الجارية شرقى البلاد وهى الأكثر دموية منذ الحرب العالمية الثانية دون وجود بصيص من الأمل لخروج هذه الدولة من مستنقع الفقر.
وسلطت صحيفة "لوموند" الفرنسية الضوء على هذه المدينة التى توقع معهد "ماكينسى جلوبال" أنها ستكون بحلول عام 2025 على قائمة الدول العشرين الأكثر ديناميكية فى العالم وتساهم شركة المنسوجات الهولندية "فيلسكو" فى التحول الاقتصادي الذي تشهده هذه المدينة، حيث أصبحت أول شركة منسوجات أوروبية تفتح مكاتب بل ومنافذ بيع، لذا فإنه من المتوقع أن تتخلى عاصمة الكونغو عن ثوبها الريفى لترتدى ثوبا يتواكب مع خطوط الموضة العالمية.
وتبعد كينشاسا عن مناطق النزاع الشرقية بحوالى 3500 كيلومتر ويهتم سكان البلاد بالتقدم والثورة الاقتصادية والموضة حيث ركزت مجلة الكونغو الأسبوعية للموضة على أسبوع الموضة الذى انتهى مؤخرا حيث حضر المصمم ليوسون "30 عاما" الذي شارك فى أكثر من 60 عرضا منذ 10 أعوام ومن أشهر عملائه المطرب الكونغي بابا ويمبا.
وتعد الكونغو من الدول الهشة اقتصاديا وأمنيا حيث لا تستطيع السلطات العامة حماية المواطنين أو تلبية احتياجاتهم، ومن أجل البقاء على قيد الحياة فى هذه الدولة، ينبغى أن يحذو المواطن حذو ليوسون الذى فقد عند بلوغه 17 عاما والده بسبب مرض الإيدز عقب فقدان والدته ، حيث أوضح أنه ينبغى قبول الدولة التى تأخذ أكثر مما تعطى لذا تعلم ليوسون التكيف مع محيطه ومن ثم أصبحت وسيلة لاكتشاف مواهبه.
وتجمع كينشاسا دائما بين نمط الحياة العالمى الفخم والفقر الذى يعانى منه 40% من الشعب الذى لا يجد مياه الشرب ويعيشون بأقل من دولار فى اليوم إلا أن كينشاسا تدين بالإبداع والثروة الى سكانها الذين أضفوا عليها هذه الهالة التى جعلت منها الدولة الأكثر ديناميكية.
وصرحت المصممة جلوريا متييو"29 عاما" بأن افتتاح شركة فليسكو للمنسوجات فرعا فى الكونغو سيكون بمثابة نقلة نوعية فى عالم الموضة فى كينشاسا قائلة "أنا أعمل فى مجال الموضة وقد تسنى لى أن أعرض فى عدة بلدان وعدة قارا… فأردت العودة إلى دياري لاتخاذ المبادرات عينها وتنظيم عرض يكشف مواهب المصممين الكونغوليين".
وأضافت "لا يشارك الكثير من الكونغوليين في فعاليات أسابيع الموضة، لذا ستكون هذه الفعالية أول فرصة تتاح لتسليط الضوء على المصممين الكونغوليين الذين يتقنون عملهم".
ويقضي الهدف الآخر من فعاليات الموضة التى تنظم فى كينشاسا بإنعاش الاقتصاد وإثبات أن الحرب لم تنسف موارد البلاد جميعها، في حين لايزال شرق البلاد يعانى منذ عقدين اضطرابات ناجمة عن تواجد مجموعات مسلحة محلية وأجنبية سبب الموارد المنجمية التي تزخر بها البلاد.
|