خلاف بين روسيا وتركيا ولقاء مرتقب بين بوتين وأردوغان

 


تتسع دائرة الخلاف بين روسيا وتركيا بسبب إسقاط سلاح الجو التركي الطائرة الحربية الروسية سوخوي 24، وباتت مرشحة لمزيد من الاحتقان، وطرحت الكثير من السيناريوهات المؤجلة لحين انعقاد قمة المناخ المقررة نهاية الشهر الحالي والتي ربما تشهد لقاء مرتقبا بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب أردوغان والذي دعا إلى عقده معولًا عليه نزع فتيل الأزمة.


 


وإلى أن يترجم هذا اللقاء على الأرض تستعر الحرب الكلامية بين الطرفين، حيث رفضت تركيا الاعتذار لروسيا عن إسقاط الطائرة، وشدد أردوغان أن بلاده ستواصل التعامل مع أي جهة تخترق الأجواء التركية مثلما تصرفت مع القاذفة الروسية "سوخوي 24"، وقال في كلمته أمام رؤساء المديريات والأرياف لمدينة أنقرة - إن "الجانب الروسي أصدر تصريحات نتابعها بأسى وأسف ونحتاج لتنسيق أكبر"، وتابع "نحتاج لغطاء دولي لحماية الجماعات السورية المعتدلة" ، مشيرا إلى أن "المعارضة السورية المعتدلة لا يجب ضربها وقصفها".


 


ونفى أن تكون بلاده تتعامل مع أي منظمة إرهابية وأن تركيا تشترى النفط والغاز من مصادر معروفة، وعلى من يتهمها بشراء النفط من تنظيم "داعش" الإرهابي أن يثبت ذلك، كما أنها تتخذ الاحتياطات لمنع تهريب النفط عبر حدودها.


 


وأكد أنه لا ينوي خلق توترات جديدة في المنطقة، بل يسعى جاهدا لإحلال السلام والهدوء فيها، فلا يوجد أي سبب يدفعه لاستهداف ‏روسيا، التي ترتبط مع تركيا بعلاقات قوية ومتينة، ما لم يكن هناك انتهاك لمجال تركيا الجوي، وهناك فرق بين خلاف تركيا مع الروس بخصوص القضية السورية، وبين تطبيق تركيا قواعد الاشتباك.


 


ومن جانبه، قال بوتين - خلال حفل في الكرملين لتسلم أوراق اعتماد السفراء - يبدو أن القيادة التركية تجر عمدا العلاقات (الروسية التركية) إلى طريق مسدود، وأن موسكو تنتظر اعتذارا من تركيا عن إسقاطها المقاتلة الروسية، أو تقدم عرضا للتعويض عن الأضرار التى لحقتها بسبب سقوط السوخوي، واصفا استهداف الطائرات الحربية الروسية بأنها طعنة في الظهر نفذها متواطئون مع الإرهاب، مشيرا إلى أن تقاعس بعض الدول وتعاونها مع الإرهاب أدى إلى ظهور "داعش"، مؤكدا أن الطعنات الغادرة في الظهر التي تلقيناها ممن اعتبرناهم شركاء في مكافحة الإرهاب لا تقبل التفسير بالمطلق، موجها أصابع الاتهام إلى القيادة التركية.


 


وكعادتها دائما دخلت الولايات المتحدة على خط الأزمة، مؤكدة أن واشنطن ترى أن هذا التوقيت أفضل ما يمكن، لتلعب الإدارة الأمريكية دورا فريدا كوسيط بين حلفائها عبر الأطلسي في أنقرة، وخصومها في موسكو وإن كان الهدف هو تطوير نهج مشترك لإلحاق الهزيمة بالدولة الإسلامية" داعش "في أعقاب الهجمات الأخيرة على باريس، وما تحقق من تقدم في قمة مجموعة العشرين في تركيا في الأسبوع الماضي.


 


توتر كبير بين موسكو وأنقرة أحدثته أزمة الطائرة بين البلدين، بعد علاقات من الصداقة وحسن الجوار والتعاون على مختلف الأصعدة السياسية والاقتصادية، حيث عمت روسيا موجة عارمة من الغضب الشعبي والتذمر، وصدرت تصريحات شديدة اللهجة عن المسئولين الروس على جميع المستويات، وتقرر نصب منظومة "اس-400" الصاروخية في القاعدة الجوية الروسية في سوريا، وقطع العلاقات العسكرية بينها وبين تركيا، ومطالبتها بتقديم اعتذار رسمي عن إسقاطها المقاتلة الروسية، أو تقدم عرضا للتعويض عن الأضرار التى لحقتها بسبب سقوط السوخوي.


جميع الحقوق محفوظة لموقع الخبر الاقتصادي