حذرت السلطات في السلفادور السيدات من الحمل قبل عام 2018، في محاولة لوقف موجة من التشوهات الخلقية التي يُشتبه في حدوثها نتيجة لفيروس "زيكا" الذي ينقله البعوض، وذلك بعد الانتشار السريع للفيروس في أمريكا اللاتينية وحوض الكاريبي.
ووفقا لصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، فإن السلفادور قد اتخذت الخطوة الأكثر درامية حتى الآن بين بقية الدول المضارة، رغم أن التوصية التي أُطلقت هذ الأسبوع ليست سياسة رسمية.
ونظرا لوقوع السلفادور في منطقة تتبع لحد كبير الكنيسة الكاثوليكية الرومانية، فإن هذا الطلب أثار مخاوف الكنيسة، وتشكك الكثير من المواطنين في الأساس المنطقي للتأثير الشديد على معدل المواليد الوطني لمواجهة التأثيرات المشتبه بها لفيروس،كما شككت جماعات مدنية في التطبيق العملي للتوصية، موضحة أن الحمل في السلفادور غالبا ما يكون غير مخطط له، وقال آخرون إن ذلك يعد دليلا على عدم وجود سياسة متماسكة من جانب الحكومة، مشيرين إلى صعوبة مواجهة انتشار ومراوغة البعوض.
بدورهم، دافع المسئولون عن التدابير الجديدة، وقال نائب وزير الصحة، إدواردو أنطونيو إسبينوزا فيالوس " لو لم نصدر أية توصيات للسكان ستزيد حالات التشوه لصغر حجم المخ"، مضيفا أن " 99 % من هؤلاء الأطفال سينجون من الموت ولكن بقصور في قدراتهم العقلية".
وانتشرت مخاوف كثيرة بشأن الفيروس في تلك المنطقة في الآونة الأخيرة، حيث اتخذت كل دولة تدابير عدة لمواجهة انتشاره، كما أوصت دول أخرى بأمريكا اللاتينية، ككولومبيا والإكوادور إضافة إلى جامايكا في حوض الكاريبي، بتأخير حمل السيدات، ولكن ليس لعامين كاملين، بينما ردت بقية دول أمريكا اللاتينية بتكتيكات مختلفة، تتراوح بين جهود التطهير الواسعة وتوجيه المواطنين لعدم التعرض للدغات بعوض "أيديس"، الذي يسبب الحمى الصفراء وحمى الضنك وحمى شكونجنيا.
وتعد البرازيل أكثر دولة مضارة بذلك الفيروس حتى الآن، حيث تأكد وجود أكثر من مليون إصابة، بينها أكثر من أربعة آلاف حالة صغر غير عادي في الرأس في المواليد الجدد، والتي يحتمل أن تكون لها صلة بـ"زيكا"، وتُعد هذه حالة نادرة ولا يمكن علاجها.
|