نشبت أزمة حادة بين الجمهوريين والديمقراطيين في الكونجرس الأمريكي بعد تعثر المحادثات بشأن رفع سقف الدين الحكومي،وألقى كل طرف بفشل المحادثات على الآخر، مما دعا الرئيس الأمريكي باراك أوباما، إلى دق ناقوس الخطر بأن كل مواطن أمريكي سوف يتضرر حال فشلت الجهود الرامية الى رفع سقف الدين.
وذكرت وكالة "رويترز"، أن "أوباما" أعرب عن كامل يقينه بأن الكونجرس سيتوصل الى اتفاق من أجل تفادي التخلف عن سداد الديون، قائلًا: "لم يحدث مطلقا أن تخلفنا عن سداد ديوننا ولسنا على وشك أن نتخلف الان"، وهو ما أكد عليه رئيس مجلس نواب البلاد.
وفي ظل تعثر المحادثات، دعا "أوباما" –خلال زيارته اليوم لجامعة ميريلاند- الديمقارطيين والجمهوريين إلى الاجتماع اليوم لبحث الأزمة، كما قدم طرحًا للديمقراطيين بأن يقدموا مشروعهم لحل الزمة ووعد ببحثه لحل الأزمة.
من جهته أعلن جون باينر، رئيس مجلس النواب الأمريكي، أنه أنهى المحادثات مع "أوباما"، لافتًا إلى أنه ليس من مصلحة بلاده زيادة الضرائب أو زيادة النفقات.
وتسعى الولايات المتحدة جاهدة لسد عجز موازنتها قبل حلول 2 أغسطس المقبل، نتيجة للحروب باهظة التكاليف في العراق وأفغانستان وبرامج الانفاق التحفيزي والقرارات الأخرى التي تسببت في اتساع عجز الميزانية.
وكان مشروع بحثى حديث بعنوان "تكاليف الحروب" لمعهد "واطسون" للدراسات الدولية التابع لجامعة براون، قد أظهر الشهر الماضي أن فاتورة الحرب الامريكية على العراق وافغانستان وباكستان بلغت نحو 3.7 تريليون دولار، وقد تصل الى 4.4 تريليون دولار.
وسبق وأشار "أوباما" إلى أن التكلفة بلغت نحو تريليون دولار، كان وفقا لما علله الرئيس لرجوع القوات الامريكية من افغانستان، ولكن هذه الارقام تقلل بشكل كبير من اجمالى تكلفة الحرب الامريكية فى الثلاثة بلدان بالنسبة لوزارة الخزانة الامريكية، كما تتجاهل التكلفة التى مازالت ستأتى بعد.
وبلغ اجمالى الانفاق على الحرب خلال الأعوام الـ 10 الماضية منذ ان وصلت القوات الامريكية الى افغانستان للقضاء على تنظيم القاعدة بين 2.3 تريليون دولار و2.7 تريليون دولار.
وستواصل هذه التكلفة الارتفاع عند حساب التكاليف التى يتم اغفالها عادة مثل الالتزامات طويلة الأجل للمحاربين القدامى والمستهدف من الانفاق على الحرب فى الفترة ما بين عام 2012 و2020، وهذه التقديرات لا تتضمن على الأقل تريليون دولار على الاقل اضافية فى دفع الفوائد المستحقة ومئات المليارات الأخرى فى نفقات لا يمكن حسابها، وفقا للدراسة.
وعلى الجانب الانسانى، فقد قتل ما يتراوح بين 224 ألف و258 ألف شخص بشكل مباشر فى الحرب ومنهم 125 ألف مدنى فى العراق، وهناك من قتل بشكل غير مباشر نتيجة عدم وجود مياه شرب نظيفة ورعاية طبية بالاضافة الى الغذاء، ووصل عدد الجرحى الى 365 ألف شخص آخر وتم تشريد نحو 7.8 مليون شخص.
.
|