دعت منظمة الأغذية والزراعة العالمية "فاو FAO" التابعة للأمم المتحدة إلى عقد قمة طارئة اليوم فى روما لبحث أزمة المجاعة الفتاكة فى القرن الأفريقى، والتى تشير التقديرات الرسمية العالمية إلى أنها تُهدد 12 مليون شخص فى المنطقة.
وأعلنت منظمة الأمم المتحدة "UN" رسميًا أن الملايين يواجهون خطر المجاعة فى افريقيا، حيث يحيق الخطر بالقرن الافريقى كما تهدد 12 مليون شخص فى مناطق أخرى على مستوى القارة الافريقية، وقدرت المنظمة الدولية أن 3.7 مليون شخص -نصف الشعب الصومالى تقريبًا- فى جنوب الصومال يواجهون أزمةً غذائية.
وأطلق عبد الرحمن آدم ابراهيم، نائب رئيس الوزراء الصومالى "الاثنين" استغاثة وتحذيرًا بشأن الوضع فى بلاده، لاسيما أن الصومال يواجه أول مجاعة له منذ 18 عامًا.
تأتى تلك القمة الطارئة للفاو فى روما، بتنظيم من فرنسا -التى ترأس مجموعة العشرين فى الوقت الحالي-ومنظمة الفاو، لتتزامن مع شبح انتشار المجاعة المحدق للقرن الافريقي.
وفى هذا السياق، أرجع "إبراهيم" السبب الرئيسى للمجاعة إلى هشاشة الدولة الصومالية واستمرار النزاع الذى يعرقل تقديم الخدمات الأساسية، موجهًا اللوم إلى المتمردين الذين يمنعون تقديم المساعدات المنقذة للحياه.
كانت وكالة "فرانس 24" قد نقلت حجم المعاناة التى يتكبدها الصوماليون، جراء ما يواجههم فى الوقت الراهن، إذ يمشى عدد كبير من الصوماليين فى الصحراء مئات الكيلومترات تاركين بلادهم التى تعانى من حرب أهلية طاحنة وموجة حادة من الجفاف.
ولم يترك الجوع لهذه العائلات من سبيل لإنقاذ أطفالها، إذ إن حوالى نصف مليون طفل من الصومال يواجهون خطر الموت بسبب المجاعة.
وطبقًا لما أفادت به صحيفة "لو موند" الفرنسية، فإن أزمة المجاعة التى تواجه الصومال والقرن الافريقى منذ خمسينيات القرن الماضى هى أزمة سياسية بحتة وليست بسبب الجفاف.
وبالنسبة لكينيا، يُلقى باللوم على زراعة الذرة، وتنتشر الدعوات باستبدالها بزراعة لا تستهلك الكثير من المياه.
وأطلقت لاجئة صومالية استغاثة إلى المنظمات الدولية والعالم الاسلامي، مستنكرة موقفهم السلبى تجاه ما يواجهونه من أزمات، فالوسائل محدودة وغالبًا ما يستقر الوضع بهؤلاء الصوماليين فى مراكز لجوء عشوائية.
ومما يدعو للأسف أنه على هؤلاء أن يصبروا غاية انعقاد مؤتمر روما يوم الاثنين المقبل ودراسة كيفية مساعدة اللاجئين المختلفين.
ولم يقتصر الوضع المزرى على الصوماليين فقط، حيث فقدت القبائل المتناقلة فى كينيا كل ما تملكه من مواشى بسبب نقص المياه والغذاء، وباتت مكسرات نخيل الزيت هى مصدر غذائهم من أجل البقاء بل ومحل صراع بينهم.
وقد تأثرت كل من جيبوتى واثيوبيا وكينيا وأوغندا بموجة الجفاف، ودعت الولايات المتحدة اريتريا الى الكشف عن مدى معاناتها أيضًا من الكارثة المناخية.
.
|