"روتانا" تستكمل حربها ضد الأغنية المصرية

 


أكدت شركة «روتانا للصوتيات والمرئيات»، انضمام الفنان اليمنى الشاب فؤاد عبدالواحد إلى نجوم شركة «روتانا» الأهم والأكبر في عالم الإنتاج الفنى في الوطن العربى، بعد الاجتماع مع الأستاذ سالم الهندى، الرئيس التنفيذى لشركة «روتانا» بمقر الشركة بدبى، الذي أثمر عن توقيع عقد إنتاج ألبوماته وأعماله الفنية المقبلة، وقد بدأ عبدالواحد بالفعل وضع اللمسات النهائية على تسجيل معظم الأغانى التي قرر ضمها لألبومه الغنائى الأول في مشواره الفنى، الذي تقرر صدوره في ١٧ مارس الجارى من إنتاج وتوزيع «روتانا»، بحيث يتضمن الألبوم ٢٠ أغنية، كما انتهى من تصوير أولى أغانيه بطريقة الفيديو كليب مع المخرج ياسر الياسرى. 


 


بذلك يكون قد انتهى الخبر الذي أصدرته الشركة في بيان صحفى كترويج لانضمام المطرب اليمنى لها، لكن الخبر يحمل بين طياته العديد من المؤشرات الواضحة التي تؤكد ما كتبناه عن محاولات «روتانا» المستمرة في الاعتماد على نجوم الطرب العربى بشكل، وطرحهم والدفع بهم إلى سوق الغناء العربى، لضرب الأغنية المصرية، ليحل بدلا منها الطرب العربى كبديل، خاصة أنها الشركة الأكبر والأهم في إنتاج الأغنية بشكل عام، فهناك تعثر كبير في أغلب شركات الإنتاج تحول دون وجود منافسة أو غريم لها في السوق، وهنا نحن لسنا بصدد توجيه اتهامات إلى الشركة لمجرد الهجوم عليها دون مبرر، لكن الشواهد العامة لأداء الشركة مع نجوم الطرب المصرى بشكل خاص تجبرك على أن تستشف تلك النتيجة التي بدت واضحة لكل المعنيين بالموسيقى.


 


أول تلك الشواهد التي تؤكد حقيقة كلامنا هو قرارها المفاجئ منذ شهر تقريبا بالاستغناء عن عمود فقرى رئيسى في الشركة كانت تعتمد عليه «روتانا» بشكل كبير، وهو عمر ودياب، الذي دائما ما كانت تقول إنه الفتى المدلل للشركة.


 


أزمة «روتانا» وعمرو والمتابع لها يتأكد أن الشركة كانت تتصيد له الأخطاء، فمن المعروف عن عمرو أنه دائما ما يعمل بطريقة المنتج المنفذ في كل ألبوماته، وقد اعتاد أغلب المنتجين الذين تعاملوا معه على هذه الطريقة سواء محسن جابر أو غيره بمن فيهم «روتانا» نفسها، وفكرة أن يتأخر دياب في تسليم الماستر لهم فيقاضونه ويفسخون تعاقدهم معه لا يعطى سوى تفسير واحد فقط، وهو محاولة طمس هوية الأغنية المصرية بدفن رموزها، ومحاولة تكسيرهم، ووضعهم في الثلاجة إن جاز التعبير، فمن مِن الممكن أن ينتج للهضبة سوى «روتانا» (على حد تفكيرهم)، فهو بغيرها لن تقوم له قائمة، لكن أفكارهم تحطمت عندما قرر دياب إنشاء شركة إنتاج خاصة به وهى «ناى» التي ستكون هي المسئولة عن إنتاج ألبومه، وتتبقى مسألة التوزيع التي غالبا ما سيكون لها ترتيبات يشرف عليها الهضبة بنفسه.


 


المشهد الثانى هو توقف المفاوضات التي كانت تجريها الشركة مع كبار المطربين المصريين منذ فترة، وصلت إلى عام، ومنهم محمد منير الذي ما زال حتى الآن يبحث عن شركة إنتاج خاصة لألبومه الجديد الذي قارب على الانتهاء، لكنه حتى الآن لم يوقع مع أي شركة إنتاج. نفس الأمر تكرر مع عدد كبير من المطربين المصريين المعروفين منهم هشام عباس وخالد عجاج ومحمد فؤاد، وشيرين عبدالوهاب التي فهمت اللعبة مبكرا وقررت أن تبتعد عنهم متجهة إلى شركة «نجوم ريكورد»، لتوقع معها ألبومها الغنائى الماضى والقادم. كل هؤلاء النجوم يبحثون الآن عن فرصة لطرح ألبوماتهم الغنائية، بل إن هناك من قرر عدم الانتظار، وقرر أن يطرح ألبومه الغنائى عبر مواقع الإنترنت وعن طريق قناته الخاصة مثل إيهاب توفيق الذي طرح ألبومه الأخير «عمرى ما أنسى» عبر الإنترنت. إيهاب استعان بفريق عمل كامل من خبراء السوشيال ميديا، لوضع حملة دعاية ضخمة على مواقع الإنترنت، ولم يكتف بهذا القدر، بل ينوى تدشين مكتبة كبيرة من الأغانى التي سبق وطرحها إيهاب، وذلك من خلال إحدى شبكات المحمول. 


 


وكان إيهاب قد أكد للمقربين منه أن اهتمامه ينصب على محبيه الذين طال انتظارهم للألبوم، وغضبوا من تكرار التأجيل لأسباب إنتاجية التي دفعته في النهاية إلى طرح ألبومه الغنائى عبر الإنترنت، لم تقتصر المسألة عند إيهاب فقط، بل قرر عدد كبير من المطربين أن يطرحوا ألبوماتهم وكليباتهم الغنائية عبر «اليوتيوب» حتى لا يقعوا في فخ احتكار المنتجين. 


 


المشهد الثالث في المؤامرة على مستقبل الأغنية المصرية وعلاقة شركة «روتانا» به هو ما حدث بالفعل مع المطربين المصريين المبتدئين الذين كانت «روتانا» قد وقعت معهم بالفعل عقود تقديم ألبومات غنائية لهم، وتلزمهم بعدم التعامل مع شركات إنتاج أخرى لمدة خمس سنوات، وهو الأمر الذي جعلهم يدخلون في حائط سد معها، فلا هم قادرون على مخالفة التعاقد ولا يوجد التزام من الشركة بما اتفقوا عليه، وهذا جعل الجميع ينتظر انتهاء مدة التعاقد، ليبحث عن شركة جديدة في الوقت الذي توقع فيه «روتانا» مع نجوم طرب جدد، ومنهم مثلا ياسمين نيازى ومى كساب وغيرهما.


جميع الحقوق محفوظة لموقع الخبر الاقتصادي