أوصى باحث أكاديمي صيني بضرورة أن يسارع شركاء القارة الأفريقية في مجالات التنمية بضخ المزيد من الاستثمارات في البنية التحتية الأساسية والتعليم ومحطات توليد الطاقة إذا كانوا مخلصين حقيقيين في التعاطي مع التحديات المزمنة والصعبة التي تواجه القارة السوداء التي يتضخم تعدادها السكاني بصورة ملفتة للأنظار.
وشدد مدير معهد الشئون الدولية في جامعة رينمين الصينية، البروفيسور، وانج يويي، على أن مستقبل أفريقيا بات مرهونا بمدى تدفق الاستثمارات إلى تلك القطاعات على المدى البعيد.
وقال البروفيسور الصيني، في محاضرة أدلى بها أمام حشد من الصحفيين الأفارقة في بكين، إن هناك تناظر بين أفريقيا والصين، مؤكدا أن "الإنجازات الهائلة" التي حققتها بلاده تتجسد فيما تحقق فعليا في مجالات التعليم، والبنية التحتية الأساسية، وإمدادات الطاقة، غير أنه سارع بالإشارة إلى أن تصاعد النمو الاقتصادي العالمي كانت له تأثيراته في الحفاظ على الوتيرة المعتدلة في العلاقات المحلية والخارجية التي هيأت تحقيق النمو على مدار سنوات طويلة.
وأشار إلى أنه "بفضل تلك الوتيرة تمكنت بلادنا من البقاء في حالة هادئة نسبيا، على الرغم من أنها محاطة بست دول قوية تتمتع بقدرات نووية، بعضها يواجه نزاعات خارجية، أو في صراع مع بعضها بعض"، وكان رئيس الوزراء الصيني، لي كيكيانج، قد قال في افتتاح الدورة البرلمانية السنوية إن بلاده واجهت معركة صعبة للحفاظ على نموها الاقتصادي بما لا يقل عن 5ر6 % خلال السنوات الخمس المقبلة في الوقت الذي تواصل فيه خلق المزيد من فرص العمل وإعادة هيكلة الصناعات.
ولفت محللون إلى أن معدل نمو 5ر6 % سيمثل نموذجا حالما بالنسبة لمعظم الدول، لكنه يعد المعدل الأبطأ خلال ربع القرن الأخير بالنسبة للصين، ثاني أكبر اقتصاد يمر بمرحلة تطوير لأسواقه المالية، وتراجع التجارة العالمية، وجهود وقف التدهور البيئي.
ومنذ بداية العام الجاري، أثيرت العديد من المخاوف بشأن قدرة بكين على إحكام قبضتها على السياسة الاقتصادية، ولاسيما بعد أن تصدرت قمة قائمة المخاطر بالنسبة للمستثمرين العالميين في عام 2016، في أعقاب تجدد حالة الانحسار في أسواقها المالية.
وقال البروفيسور وانج "إن تنمية الصين كانت نتيجة لسياسات قوية تمكنت، على مر السنين، من دحض الانتقادات الغربية"، مؤكدا أن البلدان الأفريقية يتعين عليها التعلم من العملاق الآسيوي في تعاطيه مع قضية محاربة الفقر والوصول إلى هدف الدولة ذات الدخل المتوسط. وأضاف الأكاديمي الصيني أن أفريقيا بحاجة إلى استثمار المزيد في البنية التحتية الأساسية لأن ذلك له مردود مباشر على حياة الناس العاديين ومستوى معيشتهم، كما أن ذلك سيساعد في تحسين الاتصالات في عصر المعلومات.
وكان عدد من الإعلاميين في وسائل إعلامية أفريقية قد أثاروا عددا من التساؤلات بشأن السياسة الخارجية للصين، معتبرين أن الاستثمارات الضخمة التي تضخ في أرجاء القارة الأفريقية، لم تصب لسوء الحظ في مصلحة المواطن العادي في الدول المستقبلة لتلك الاستثمارات.
وقالت الإعلامية، أنا ريتا كاردوسو، من موزمبيق، إن المساعدة الصينية في العديد من البلدان الأفريقية لم تتعاط مع الحاجات الراهنة والملحة للشعوب، وساقت على ذلك أمثلة بقولها إن الطرق الرئيسية وتشييد الكباري، التي تمولها الحكومة الصينية، تقام في بعض مناطق من أفريقيا لازالت تفتقر إلى احتياجاتها الرئيسية من الخدمات التعليمية والصحية.
وفي رده على تلك الانتقادات، أكد البروفيسور وانج أن الميل الصيني للتركيز على تنمية البنية التحتية الأساسية هو جزء من ثقافتها المتجذرة بداخلها، لافتا إلى أن الصين طرحت قبل ثلاث سنوات، فكرة بنك التنمية كوسيلة لتمويل احتياجات تشييد مشروعات البنية التحتية الأساسية العملاقة في القارة الآسيوية.
|