أمريكيات يكسرن القاعدة برفع الأثقال وجر الشاحنات

 


ترفع جيسيكا هوبكنز برميلا يزن 23 كيلوجراما بذراعيها وتضعه على قضيب معدني مرتفع عن الأرض لكنها لا تزال ترفض شرب الخمر لأنها ترضع ابنتها البالغة من العمر سبعة أسابيع.


 


ويتزايد عدد مثيلات جيسيكا بسرعة بين المتنافسين في مسابقة يطلق عليها اسم (سترونجمان) أو "الرجل القوى" وتتضمن الرمي والجر ورفع الأثقال الضخمة. وتشمل فعاليات المسابقة جر شاحنة إطفاء تزن 23 طنا بيد واحدة أو رفع صنبور ثقيل للإطفاء إلى مستوى مرتفع بشدة عن الأرض.


 


وقالت جيسيكا في أول أيام عودتها للتدريب على المسابقة منذ أن وضعت طفلتها "الأمر أشبه بالمخاض... عليك المكابدة فيه رغم كونه شاقا."


 


وتركت جيسيكا (34 عاما) عملها حتى تتفرغ تماما لرعاية ابنتها لوي لكنها لا تريد الخروج من منافسات الرجل القوى وتتدرب عليها في صالة للألعاب الرياضية بولاية كونيتيكت الأمريكية.


 


وقالت وهي تنظر لابنتها النائمة في سريرها الصغير "تفتخر بنفسك وهو أمر رائع."


 


وأشارت ديون ويسلز كبيرة المسؤولين التنفيذيين بشركة (سترونجمان) التي تنظم المسابقة إلى أن النساء يمثلن الآن ما يصل إلى 35 بالمئة من بين 20 ألف مشارك من الولايات المتحدة.


 


وقد تجلب المسابقة إلى الأذهان صور الرجال مفتولي العضلات لكنها في الحقيقة تجتذب أطباء وأساتذة جامعات ومندوبي مبيعات في شركات تكنولوجية وغيرهم.


 


ونجحت هؤلاء الأمهات في تغيير قواعد مسابقة الرجل القوى في فبراير حتى يتسنى للأمهات اللاتي وضعن أطفالهن حديثا العودة سريعا إلى المنافسة. ويسمح التعديل للمشاركات اللاتي قطعن شوطا كبيرا العودة إلى مستوى المبتدئين خلال ما يصل إلى عامين من الولادة.


 


وقالت جينا ملنيك (38 عاما) وهي باحثة حكومية جرت شاحنة ضخمة ورفعت إطار مقطورة "يمكن للأمومة أن تبتلع حياتك إذا سمحتي لها بذلك."


 


وأضافت جينا التي تنتظر ولادة طفلها الثاني في يونيو حزيران "لكن القدرة على المنافسة من جديد مهمة للغاية لسعادتنا وشعورنا بأننا أشخاص مكتملون مرة أخرى."


 


وأشارت إلى أن تعديل القواعد كان ضروريا لأن القائمين على المسابقة تعمدوا جعلها صعبة لدرجة تجعل عددا قليلا من اللاعبين هم فقط القادرون على الفوز.


 


وتقول ستيفاني تروبيا صاحبة صالة الألعاب الرياضية في كونيتيكت والفائزة بمسابقة أقوى النساء في الولايات المتحدة عام 2013 فئة الوزن الخفيف إن جسم المرأة يحتاج إلى قرابة عامين حتى يسترد قوته التي كان عليها قبل الحمل.


 


لكن مساعدة الأمهات الجديدات على مواصلة المنافسة تدعم النساء اللاتي يواجهن أحد أبرز تحديات الأمومة وهو اكتئاب ما بعد الولادة.


 


وترى دانيال سيمونز داونز أستاذة طب النساء والولادة في جامعة ولاية بنسلفانيا أن النساء اللاتي يمارسن الرياضة بانتظام ويواظبن على ذلك بعد الولادة ينظرن إلى أجسامهن بصورة أكثر إيجابية.


 


وتابعت "يمكن (لهذا) أن يحد من أعراض الاكتئاب أثناء الحمل وما بعد الولادة."


 


وقالت جيسيكا إن مسابقة الرجل القوى عززت من ثقتها بنفسها وإحساسها بالقوة فهي تشعر بالارتياح لأنها ستتمكن من المشاركة في مسابقة مقررة في أكتوبر تشرين الأول بعد أن استطاعت خلال دورة سابقة أن تدفع سيارة جيب رانجلر لمسافة 30 مترا.


 


وتقول جينا إن مشاهدة الأمهات وهن يظهرن مهارات قوة التحمل التي تبدو مستحيلة تغير وجهة نظر الصغار.


 


وأضافت "تظهر لهم أن الأم أيضا يمكن أن تكون بطلة."


جميع الحقوق محفوظة لموقع الخبر الاقتصادي