أجاب علماء الكيمياء الأحيائية الأمريكيون عن سؤال لماذا يجبر الإشعاع، خلايا جسم الإنسان على تفعيل برنامج الانتحار حتى في حال تعرضها لإصابات بسيطة من الإشعاع.. ثم أعدوا دواء يسمح بمواجهة انفجار "قنبلة قذرة" أو حادث نووي في محطة كهروذرية.
ونقلت مجلة "ACS Chemical Biology" عن البروفيسور جون لازو من جامعة فرجينيا الأمريكية: "تعرضك لتأثير جرعة قوية من الإشعاع سيدمر خلايا جسمك بسرعة فتلقى مصرعك حتما. أما ما يهمنا فهو الجرعات الصغيرة من الإشعاع المؤين التي تنجم عن انفجار ما يسمى بـ "القنابل القذرة" أو الكوارث التي تضرب المحطات الذرية. هذه فقط قررنا الحيلولة دون تأثيرها السلبي على الإنسان.
إن احتمال بقاء الإنسان على قيد الحياة في حال إصابته بجرع صغيرة ومتوسطة من الإشعاع، يتوقف على قوة خلاياه الجذعية المسئولة عن إنتاج كريات حمراء وبيضاء جديدة في دمه، فضلا عن الجلد وغيره من مكونات جسمه التي تتقادم مع مرور الوقت.
وأجرى لازو وفريقه دراسة تأثير ما يزيد عن 3 آلاف من الأدوية المعمول بها في محاولة لفرز تلك العقاقير التي بمقدورها حماية الخلايا الجذعية من الانتحار بتأثير الإشعاع.
واستطاع العلماء فرز 30 دواءً كان تأثيرها على حالة الخلايا الجذعية إيجابيا، في حال تعاطيها خلال ساعة واحدة تعقب حدوث الإشعاع.
واكتشفوا أن تركيبة كل تلك الأدوية متشابهة، إذ إنها تؤثر على جين واحد، وهو (mTORCI) وعلى سلسلة من الجينات والبروتينات المتعلقة به والمتحكمة في تركيب البروتينات والأيض.
وحال إسكات ووقف عمل هذا الجين والبروتين بواسطة المضاد الحيوي Rapamycin يزداد عدد الخلايا التي تبقى على قيد الحياة بعد إشعاعها.
ويأمل العلماء بأن تساعد الدراسات اللاحقة في إعداد أدوية أكثر أمانا وفاعلية ومثيلة لدواء Rapamycin يمكن استخدامها كوسيلة آمنة لتقديم الإسعافات للمرضى الذين أصيبوا بتأثير الجرع الصغيرة والمتوسطة من الإشعاع.
|