جهاد عودة: دوائر بنظام مبارك كانت تتمنى أن يتحول المصريون كلهم الى سلفيين

 


ألقت وكالة رويترز للأنباء - فى تقرير لها نشر اليوم الخميس – الضوء على كتاب "ثقافة الدولة الليبرالية" للدكتور جهاد عودة -استاذ العلوم السياسية بجامعة حلوان، والعضو البارز بالحزب الوطني "المنحل"، مشيرة الى عودة أكد بكتابه الذى صدر  بالقاهرة قبل ثورة 25 يناير أن نظام مبارك كان به أجنحة ترعى السلفيين لانهم لا يمثلون خطرا ولا يعترضون على الحاكم مهما يكن فاسدا، وأن "المناخ السياسي فى مصر هو مناخ غير ثوري ولكنه يعبر عن مناخ تعددي ربما يتحول الى ثوري."



والكتاب الذي يقع في 255 صفحة من القطع الكبير صدر عن (الدار المصرية اللبنانية) ويتضمن فصلا عن (ملامح الخطاب السلفي الجديد) يقع في أكثر من 50 صفحة.



ويسجل عودة فى كتابه أن سعيد عبد العظيم أحد رموز السلفيين أعلن مبادرة اصلاحية لتيار الدعوة السلفية في مصر بمدينة الاسكندرية في نوفمبر 2009 وجاء فيها أن الاصلاح الذي ينشدونه "يقوم على أساس من كتاب الله وسنة نبيه واتباع السلف الصالح." ورفض عبد العظيم "الديمقراطية والانتخابات متهكما على أصحاب الدعوات الاصلاحية والليبراليين الذين يقفون ضد توريث الحكم ويطالبون بتداول السلطة" حتى لا يحكم مصر "كافر" أو امرأة.



ويضيف موضحا أن عبد العظيم لا يقصد بالكافر "القبطي فقط" بل كل من له ملامح ثقافية علمانية حتى لو كان مسلما مستنيرا "وعندما يخرج البعض ينادي باشتراكية أو قومية أو بديمقراطية فلا بد أن نرد عليه دعوته لمخالفتها كتاب الله وسنة رسول الله... نحن أمة حكمت عبر عصورها بكتاب الله وسنة رسوله... فالحكم لله والاحكام لا ترد لاكثرية ولا لاقلية."



ويشدد عبد العظيم على أن "الصوفية والشيعة لا تصلح كدعوات اصلاحية" وأن الديمقراطية "عفن من شأنه أن يدمر البلاد والعباد" ويعتبر التظاهر في الشارع "خيبة وضيق أفق وغباء مستحكم" ويسخر من الذين يرفعون شعار "لا للتمديد لا للتوريث.. انها قضايا فارغة لقد فرغوا الاسلام من محتواه... لقد نسوا الاسلام... فليحكم ولو عبد حبشي وليحكم طيلة حياته والمهم في المسألة أن نحكم بكتاب الله وبسنة رسوله."



وعلى الرغم من بعد التيارات السلفية عن المشهد السياسي في العقود الماضية فان عودة يتوقع أن تكون لها تأثير في سيناريوهات الحكم والنظام السياسي استنادا الى أن لهم حلفاء ضمن النخبة الحاكمة في عصر مبارك على الرغم من انطلاق الخطاب السلفي من مفاهيم بعضها لا يتفق مع الديمقرطية ومنها "الضغط على حرية الاخرين مع اعطاء الذات حق الوصاية على الجميع.. وتعطيل عمل العقل خوفا على الوحي."



ويصنف الكتاب الحركات السلفية الى ثلاث.. سلفية تقليدية تعنى بمكارم الاخلاق وتحذر من الغزو الثقافي وسلفية جهادية "تقوم على التغيير بالقوة" لانظمة الحكم أو القوى الغربية أو الاحتلال العسكري وسلفية اصلاحية قبلت خوض التجربة السياسية واعترفت بالديمقراطية وبحق الشعب في اختيار حاكمه ومحاسبته.



ويقول ان هناك تحولا فكريا لدى "هذه الجماعات التي ظلت لسنوات حبيسة المساجد منغلقة على نفسها ومعزولة عن العالم الخارجي ولكن التحول للاسف كان لطريق أكثر وعورة.. مأساة حقيقية نعيشها مع هؤلاء المشغولين بقشور الدين.. ويرفضون مناداة الاقباط بالمسيحيين رغم كونهم مصريين تجمعهم معا رابطة المواطنة بل يصرون على نعتهم بالنصارى."



ويعترف عودة -الذي كان مقربا من دوائر السلطة- بأن في الدولة أجنحة "ترعاهم وتحبهم وتتمنى أن يتحول المصريون كلهم الى سلفيين.. لانهم لا يمثلون خطرا ولا يطمعون في الحكم ولا يخرجون على الحاكم ولا يعترضون على الفقر ويرون الحاكم جزءا من نسيج الشعب.. فان كانت الرعية صالحة اختار الله لها حاكما صالحا.. وهو اختيار رباني ليس لهم أن يعترضوا عليه."



ويفسر ميل السلطة في عصر مبارك الى السلفيين استنادا الى شعاراتهم المعلنة ومنها "امام غشوم خير من فتنة تدوم" و"امام ظالم جائر يضرب ظهور الناس ويأخذ أموالهم خير من فتنة تدوم".



وشهد يوم الجمعة 29 يوليو الماضي حشودا لجماعات سلفية رفعت شعارات منها "الشعب يريد تطبيق الشريعة" و"اسلامية..اسلامية" وعلق البعض على صدره صورا لاسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة الذي أعلنت الولايات المتحدة انها قتلته في قجوم شنته قوات خاصة في مايو الماضي.



 



 





جميع الحقوق محفوظة لموقع الخبر الاقتصادي