أجواء الخوف تخيّم على أسواق المال العربية

 


بدت أجواء الخوف بوضوح على أسواق المال الخليجية اليوم "الثلاثاء"، بعد حالة التفاؤل المشوب بالحذر الذي سادها أمس، إذ مُنيت البورصات بخسائر قياسية، وبدت الانخفاضات واضحة على الأسواق متأثرة بتهاوي مؤشرات البورصات الأمريكية بنحو 6%، لتحصد أكبر خسائر منذ عام 2008، وهبوط أسعار النفط إلى أدنى مستوياتها منذ عام، تزامنًا مع خفض وكالة التصنيف الائتماني للولايات المتحدة، فضلًا عن المخاوف من أزمة الديون الأوروبية وأن تؤدي إلى ركود اقتصادي عالمي جديد.



وكان لعدم نجاح السياسيين في الولايات المتحدة وأوروبا في طمأنة المستثمرين بالأسواق، أكبر الأثر على لجوء المستثمرين إلى "التحوط" بالملاذات الآمنة والذهب والعزوف عن الاستثمار في الأسهم والسندات، وبدا ذلك واضحًا في ارتفاع أسعار الذهب، والاجحاف عن التداول.



وتراجعت المؤشرات الرئيسية لجميع بورصات الخليج، وكانت بورصة "دبي" الخاسر الأكبر، ثم تلتها بورصات "مسقط" و"قطر" و"أبوظبي" و"الكويت" و"السعودية" و"البحرين".



ففي بورصة "دبي"، تراجع المؤشر الرئيسي بنسبة 1.95% مسجلًا 1444.29 نقطة، بضغط من الأسهم القيادية، حيث تراجع سهم "إعمار" بنسبة 3.8% وهوى سهم "بنك دبي الامارات الوطني" بنحو 2.3%.



من جهته أوضح شاكيل ساروار، رئيس إدارة الأصول في شركة سيكو "SICO"، أنه لا يوجد مستثمر يريد الامساك بورقة غير رابحة، مشيرًا إلى أن الأسعار الحالية للأسهم تمثل فرصة جيدة للشراء، لا سيما وأن هناك أسهم لشركات جيدة للغاية تراجعت قيمتها خلال هذا العام.



وكانت بورصة "مسقط" في المركز الثاني من حيث التراجع، إذ هوى مؤشرها الرئيسي بنسبة 1.78%، بعد تراجع سهم "عُمانتل" بنحو 0.2%، إثر الاعلان عن ثبات صافي أرباحها خلال الربع الثاني عند ذات المستوى منذ عام، نتيجة ارتفاع التكاليف على خلفية ارتفاع أجور الموظفين وعددهم.



وحلت بورصة قطر -ثالث أكبر بورصة خليجية- في المركز الثالث من حيث الهبوط، فقد تراجع مؤشرها الرئيسي بنحو 1.76% ليقف عند 8070.69 نقطة، وهو أدنى مستوى له منذ 5 أشهر، ما وصفه المحللون بـ "النزيف الحاد"، وتبعتها في الانخفاض بورصة أبوظبي، بعد أن تراجع مؤشرها الرئيسي بنسبة 1.34%.



وعلى الرغم من أن بورصة الكويت، جاءت في المركز الخامس من حيث الهبوط بين بورصات المنطقة الخليجية، إلا أن تراجع مؤشرها الرئيسي بنسبة 1.25% كان كفيلًا لأن يدفع بها إلى أدنى مستوى منذ 7 سنوات عند 5882.20 نقطة، ولحقت بها بورصة "السعودية" في المركز السادس، بعد تعرض مؤشرها الرئيسي "تداول" إلى الهبوط بنسبة 0.81%، وكانت بورصة البحرين في المركز السابع والاخير من حيث التراجع، إذ هبط مؤشرها الرئيسي بنحو 0.73%.



كانت بورصات الخليج سجلت تراجعات ملحوظة أمس وأمس الأول، بعد ما أثار قرار وكالة ستاندرد آند بورز "S&P" للتصنيف الائتمانى بشأن تخفيض الجدارة الائتمانية للولايات المتحدة قلقًا كبيرًا فى بورصات الخليج، لا سيما أن اقتصادات تلك الدول مقومة بالدولار ولا يريدون فك هذا الارتباط، وخيم جو من التشاؤم على المستثمرين الذين توقعوا أن يؤدى تراجع التصنيف الائتمانى الأمريكى وأزمة الديون فى أوروبا إلى ركود عالمى جديد.



ووجهت "S&P" ضربة غير متوقعة للاقتصاد الأمريكى أمس الأول، بعد أن خفضت الوكالةُ التصنيفَ الائتمانى الرفيع (AAA) الذى تمنحه الولايات المتحدة، بدرجة واحدة، لتضع أكبر اقتصاد فى العالم على درجة "AA+"، بسبب مخاوف بشأن العجز فى الميزانية الحكومية وارتفاع أعباء الديون، بعد أن وصل حجم الدين الأمريكى إلى 14 ألف مليار دولار، أى بما يعادل 100% إلى إجمالى الناتج المحلي.



 



 





جميع الحقوق محفوظة لموقع الخبر الاقتصادي