احتفل الآلاف بطول طريق ماليكون الساحلي في هافانا، عاصمة كوبا، على النغمات اللاتينية حتى الساعات الأولى من صباح يوم السبت، بعيد ميلاد زعيم كوبا المتقاعد فيدل كاسترو الذي بلغ التسعين عاما بينما أضاءت عاصفة رعدية على مبعدة سماء الليل.
وحين دقت الساعة معلنة انتصاف الليل عزفت فرقة في ساحة (أنتي إمبرياليست تريبيون) الواقعة أمام السفارة الأمريكية التي افتتحت مؤخرا أغنية "عيد ميلاد سعيد" احتفاء بالزعيم الثوري اليساري بينما انطلقت الألعاب النارية على الضفة الأخرى.
وانتشرت قوارب ملونة تحمل راقصين وفرق موسيقى الصالصا بطول كيلومترات من المجرى المائي الذي يطل عليه طريق ماليكون في وقت تزامن فيه كرنفال هافانا السنوي هذا العام مع الاحتفال بعيد ميلاد كاسترو.
وقالت راقصة الصالصا ليديس كابوس (25 عاما) "هذا الاحتفال هو أبسط هدية يمكننا أن نقدمها له.. احتفالا بتسعين عاما مضت وتسعين عاما ستأتي."
وجرت الاستعدادات على قدم وساق في كوبا هذا الشهر لتكريم "القائد" الذي قاد ثورة 1959 وأقام دولة شيوعية على أعتاب الولايات المتحدة ونجا كما يقال من مئات من محاولات الاغتيال.
وتراوحت الاحتفالات بالمناسبة من أحداث تقليدية مثل نشر صور تبرز لقطات من حياته إلى مظاهر غريبة مثل صنع سيجار طوله 90 مترا ليكون أطول سيجار في العالم.
وفي حين يلقى كاسترو انتقاد كثير من أبناء كوبا بسبب تقييد الحريات الشخصية وفرض اقتصاد موجه على غرار الاقتصاد السوفيتي يشيد به آخرون لتحرير كوبا من الهيمنة الأمريكية وتوفير الرعاية الصحية والتعليم.
وقال ألدو زامورا (40 عاما) الذي يبيع بالونات ملونة على هيئة حيوانات "فيدل هو أجمل شيء حدث لبلدنا"، وسلم فيدل مقاليد الحكم في عام 2008 إلى أخيه الأصغر راؤول بسبب مرض أصابه في الأمعاء وكاد أن يفتك به، لكنه ظل محتفظا بلقب "الزعيم الأسطوري".
ومنذ ذلك الحين لم يعد فيدل يظهر على الملأ إلا فيما ندر وازداد شحوبا وبات يرتدي الملابس الرياضية المريحة بدلا من الزي العسكري الزيتوني الذي اعتاد الظهور به.
وربما يلتقي فيدل بالرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو الذي يصل هافانا يوم السبت.
|