"الشارقة للاستثمارالأجنبي" نجح في تسليط الضوء على المميزات الفريدة لبيئة الأعمال في الإمارة

 


لا يكاد يمر يوم على إمارة الشارقة، إلا وهناك إنجاز اقتصادي يتحقق في ربوعها هنا أو هناك، تتنامى معه الحاجة إلى الحفاظ على ما تم إنجازه، وتكبر الرغبة في تحقيق المزيد، والهدف، الحفاظ على ريادة مستحقة اكتسبتها الإمارة على مر السنوات لمكانتها الاستثمارية، لتغدو معها نقطة لامعة على خارطة الاستثمارات الإقليمية، مع تطلع دائم لا يعرف الكلل إلى العالمية.


 


وبالأمس القريب، كانت الشارقة تسطر في كتاب إنجازاتها سطراً جديداً، فمع ختام "منتدى الشارقة للاستثمار الأجنبي المباشر 2016"، الذي نظمته كل من هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير (شروق) و"فاينانشال تايمز" البريطانية ومجلة الاستثمار الأجنبي المباشر، بحضور الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، رئيس هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير (شروق)، والذي انتهت فعالياته الخميس الماضي، بعد أن استمرت يومين، أثبتت الإمارة مجدداً أنها "الحصان الأسود" في ميدان الترويج لاستقطاب الاستثمارات الأجنبية في المنطقة، فهذا الحدث الفريد، عالمي المستوى، يمثل إحدى أهم الفعاليات الاقتصادية من نوعها في دول الخليج والشرق


 


الأوسط، ولا أدل على ذلك من حجم المشاركة العالمية الكبيرة التي استقطبها، والبالغة أكثر من 1000 من صناع القرار والمسؤولين ورؤساء الشركات والخبراء الاقتصاديين الذين حضروا من مختلف دول العالم.


 


آفاق الاستثمار


 


وشهد المنتدى تنظيم العديد من الجلسات الحوارية والنقاشية التي أوردت بمجملها طروحات مهمة ورؤى اقتصادية متنوعة وشاملة، إلا أن جلسته الختامية، التي حملت عنوان "الرؤى ووجهات النظر حول آفاق الاستثمار ونمو الأعمال في إمارة الشارقة ودولة الإمارات العربية المتحدة"، تميزت بأهميتها الكبيرة، فقد شكلت بالنهاية تلخيصاً لأهداف المنتدى، الساعي إلى تعزيز مكانة دولة الإمارات عموماً، وإمارة الشارقة تحديداً، على خارطة دول العالم الجاذبة للاستثمارات الأجنبية في مختلف القطاعات، عبر تعريف المستثمرين بشفافية بالواقع الاستثماري المحلي، وتوجيههم إلى القطاعات الاستثمارية التي من الممكن أن تشكل لهم فرصاً لتحقيق عائدات متنامية، إضافة إلى التأكيد على أهمية عقد الشراكات الاستراتيجية مع الشركات المختلفة الراغبة بالتوسع في أعمالها إلى الإمارة، والمجتمع المحلي والمؤسسات التعليمية لتوفير أجواء من الثقة المتبادلة تعزز جودة مناخ الاستثمار القائم.


 


شراكات استراتيجية


 


وخلال الجلسة، التي شارك فيها كل من سعادة خالد عيسى الحريمل، الرئيس التنفيذي لشركة الشارقة للبيئة "بيئة"، ومحمد جمعة المشرخ، مدير مكتب الشارقة للاستثمار الأجنبي المباشر في


 


(شروق)، وأدارها تيم روغمانز، الأستاذ المساعد، في كلية الاقتصاد جامعة زايد، أكد محمد المشرخ على أن هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير (شروق) تعمل منذ سنوات عديدة على استراتيجية متكاملة للاستفادة من المقومات الاقتصادية والتشريعات الاستثمارية المرنة في الإمارة، وأن علامة (استثمر في الشارقة) التي بنيت استراتيجيتها على أساس التكامل والعمل المشترك لتعزيز البيئة الاستثمارية والعمل المشترك، ستشكل انطلاقة جديدة لاستراتيجية الشراكات الاستثمارية، حيث تتضمن العلامة استراتيجية وخطة عمل ومجموعة من المبادرات لتعزيز البيئة الاستثمارية واستقطاب مزيد من الاستثمارات النوعية والمتنوعة إلى الإمارة".


 


من جانبه، أوضح سعادة خالد عيسى الحريمل، خلال الجلسة، أن "ترابط شركة (بيئة) مع المجتمع كان سبب نجاحها ونموها"، مضيفاً: "سهلت معرفتنا بالأسواق المحلية من أعمالنا التجارية في المنطقة، فنحن جزء من نسيج هذا المجتمع، وعلاقاتنا الوثيقة امتدت لتشمل الطلاب أيضاً، فعلى سبيل المثال، لدينا علاقات تعاون مباشرة مع الجامعة الأمريكية بالشارقة، حيث نقوم بمشروع مع الطلاب هناك لقياس جودة الهواء، كما أننا نشرف على مبادرة مماثلة مع الجامعة الأمريكية تركز على قياس جودة الماء، وهكذا، فإن تداخلنا في المجتمع على هذا النحو هو المحرك الرئيس لنمونا".


 


التكامل مبدأً


 


ويبدو واضحاً لمن يراقب المشهد الاقتصادي في الشارقة عن كثب، أن الإمارة حددت هدفاً لا حياد عنه، يتمثل في تبني مبدأ التكامل في كل شيء، إذ يبدأ الأمر بالتكامل بالتشريعات والقوانين، ويمتد إلى التكامل في عمل الدوائر الحكومية، ثم التكامل في التواصل مع المستثمرين


 


والمجتمعات المحيطة، وأخيراً، التكامل مع الإمارات الست الشقيقة في منظومة واحدة بهدف الارتقاء بمكانة الدولة الاستثمارية والاقتصادية، إلى أعلى المراتب العالمية.


 


وحول هذا المحور، قال محمد المشرخ، على هامش أعمال المنتدى: "أدركت الشارقة مبكراً أهمية ترسيخ مبدأ التعاون في مختلف النواحي، لاسيما في العمل الحكومي، وسعت إلى تعزيزه، وكان هذا نابعاً من رؤية قيادتها الرشيدة وإدراكها بأن التعاون، وبمفهومه الأوسع الذي يشمل التكامل، يعتبر الأساس المتين لصرح النجاح العالي".


 


وأضاف: "انتهجنا هذا المبدأ الحكيم وطبقناه في عملية الترويج الاقتصادي والاستثماري للإمارة في مختلف الأحداث والفعاليات الكبرى والصغرى، محلياً ودولياً، فلم تعقد (شروق) حدثاً ترويجياً للشارقة، إلا وكان للهيئات الحكومية الأخرى المعنية ولشركائنا الاستراتيجيين حضور فيه، وقد أثمرت هذه السياسة في تعزيز الإدارة الكفؤة للموارد الحكومية، وفتح قنوات الحوار على أوسع أبوابها، وبالتالي تذليل العقبات الاستثمارية، وتسهيل الإجراءات على المستثمرين إلى أقصى الحدود".


 


وأوضح مدير مكتب الشارقة للاستثمار الأجنبي المباشر في (شروق): "تتويجاً لمستوى التكامل الرفيع الذي وصلنا إليه في العمل الحكومي بالإمارة، شهدنا خلال منتدى الشارقة للاستثمار الأجنبي المباشر الإعلان عن علامة (استثمر في الشارقة)، هذه العلامة التي هدفنا من خلالها إيصال رسالة مباشرة إلى المستثمرين في جميع أنحاء العالم مفادها بأن جميع الجهات الحكومية والرسمية في الشارقة تعمل على قلب رجل واحد لتسهيل أعمالكم وازدهارها، ضمن مختلف القطاعات الاقتصادية، لتشعروا في النهاية أن أعمالكم لم تغادر أوطانكم".


 


وأفاد المشرخ بأن "منتدى الشارقة للاستثمار الأجنبي المباشر، بكل ما احتواه من محتوى معلوماتي وفكري ثري، وتنظيم راقي، ومشاركة محلية ودولية واسعة، وإطلاق لعلامة (استثمر في الشارقة)، هو خير دليل على نجاح التكامل في العمل الحكومي بالشارقة.


 


كما أنه دليل على نجاح آخر لسياسة الترويج الاستثماري التي ننتهجها في الشارقة، لكن هذا لا يعني أبداً أن نركن إلى ما وصلنا إليه ونتوقف عنده، لأننا عندها سنفقد لذة النجاح، فالترويج للفرص الاستثمارية إنجاز كلما حققنا منه جزءاً، ازدادت رغبتنا في تحقيق جزء أكبر، وفي النهاية، سنجد أن هذه العملية بكل بساطة لا تنتهي، طالما أن الطموح في الوصول إلى القمة لا يزال قائماً".


 


يشار إلى أن منتدى الشارقة للاستثمار الأجنبي المباشر، اختتم أعمال نسخته الثانية الخميس الماضي، بعد أن شهد على مدار يومين استعراضاً لآفاق الاستثمار في دولة الإمارات العربية المتحدة عموماً، والشارقة على وجه التحديد، وتناولاً للأحداث الاقتصادية الأبرز على الساحة المحلية والإقليمية والعالمية.


 


جميع الحقوق محفوظة لموقع الخبر الاقتصادي