كرّمّ الاتحاد العربي للتنمية المستدامة والبيئة السفير بكر إسماعيل الكوسوفي مساعد وزير خارجية دولة كوسوفا؛ لجهوده في خدمة القضايا الإنسانية ودعم التعاون المشترك بين الدول العربية ودول منطقة البلقان.
وتسلم مساعد وزير خارجية كوسوفا درع التكريم من المستشار الدكتور أشرف عبد العزيز منصور الأمين العام للاتحاد، في حفل اقيم مساء الأحد 27 نوفمبر 2016م بمقر الاتحاد بمدينة نصر، بحضور نخبة من الخبراء والمتخصصين يتقدمهم الدكتور أحمد علي سليمان الأمين العام المساعد للاتحاد لشئون التعليم والبحث العلمي، وسعادة الأستاذ جمال محرم المستشار القانوني للاتحاد، والأستاذة عزة حسين الأمين العام المساعد للشئون الإدارية وعدد من أعضاء الاتحاد.
يُذكر أن الاتحاد العربي للتنمية المستدامة والبيئة هيئة عربية دولية تتخذ من جمهورية مصر العربية مقراً دائماً لها، وهو معني بتنظيم المؤتمرات والملتقيات بغرض تنمية الموارد وبحث سبل الاستدامة في شتى المناحي الحياتية وإبرام بروتوكولات الاستدامة مع مراكز البحوث الدولية والجامعات المصرية والعربية في شتى المناحي الحياتية بهدف تطوير البحث العلمي وتطوير المنظومة التعليمية في سائر البلدان العربية، كما يقوم الاتحاد بعمل اتفاقات مع وزارة الصناعة والتجارة بهدف دعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة لمحاربة البطالة وم ثم توفير فرص عمل لاأسر الفقيرة.
وتنطلق مبررات تكريم السفير الدكتور بكر إسماعيل الكوسوفي باعتباره يُشكل حالة فكرية نشطة، تزداد الحاجة يوماً بعد يوم للرجوع إليها والتزود من طاقتها، وقد استطاع بما حباه الله به من عقل ذكي وأريحية سمحة أن يجمع بين الثقافة الشرعية والثقافة العصرية وبخاصة الدبلوماسية والإعلامية، وساعده ذلك أيما مساعدة في خدمة قضايا وطنه وبني جنسه في جميع المناسبات التي تتصل بحاضرهم ومستقبلهم.
عشق العلم منذ طفولته، وغرس فيه أبوه الشيخ حقي إسماعيل الأخلاق والصفات الإسلامية فأحسن تربيته وحفظّهُ القرآن الكريم، وعلمهُ اللغة العربية.
وكان لاستشهاد أخويه نوح وإسماعيل وإحراق مكتبة والده على يد الصرب العنصريين أثر كبير لا يمكن فصله عن سياق رسالته التي كرس لها حياته، تلك الرسالة التي يمكن أن نسميها.. رسالة مناضل برتبة سفير.
وعندما قرّرّ أن يقضى مرحلة التعليم الثانوي في سوريا جاءته الفرصة ليلتحق بكلية اللغة العربية جامعة الأزهر بالدّرّاسة بالقاهرة فلم يتوان في اغتنامها.
وقرر أن يخطو لأبعد مدى في الأزهر الشريف وجامعته، فنال الماجستير والدكتوراه وعرفه الناس بنبوغه وتفوقه وإصراره ودأبه.
كتب عن "أثر اللغة العربية في اللغة الألبانية"، وعن "سياسة محمد علي باشا الدولية"، وعن "حركة اللغة العربية وآدابها في كوسوفا"، وهي الدراسات الثلاث الذي حصل بها على درجاته العلمية.
وعزّزّ من شهرته، خاصة بعد نيله درجة الأستاذية عام 2004م، اختيار الحكومة الكوسوفية له ليكون متحدثا رسميا باسم حكومة كوسوفا لدى الدول الإسلامية كافة.
هذا الاختيار، سهّلّ له القيام بدور فعال في ربط العلاقات الثقافية والدينية فيما بين الدول الإسلامية ومسلمي البلقان.
كما زلل له الحركة والنشاطٌ الواسع تجاه قضايا منطقة البلقان، وبخاصة ما يتعلق منها بدول كوسوفا، ألبانيا، مقدونيا.
ويحكي الدكتور بكر إسماعيل الكوسوفي في أحد أحاديثه المتلفزة عن مأساة شعبه، فيقول: "احتسيت مرارة العدوان والحروب... والدمار والخراب الذي لحق بكل شبرٍ غالٍ في منطقة البلقان.. ولا أنسى إذ أنسى يوم وقفت عاجزاً مذهولاً أمام إحراق الصرب لمنزلنا.. هؤلاء الصرب الذين أحرقوا المنزل والمكتبة لم يتركوا شيئاً في البيت يصلح للانتفاع به مرة أخرى".
لم يعد الدكتور بكر إسماعيل من مصر ـ وطنه الثاني ـ إلى كوسوفا ـ وطنه الأول ـ وإنما ظل بمصر وحتى يومنا هذا ليكون ممثلاً رسمياً لكوسوفا في مصر، وممثلاً للمركز الإعلامي لكوسوفا في الشرق الأوسط.
ويؤكد الدكتور بكر إسماعيل أنه سخرّ وقته وجهده وقلمه من أجل قضايا منطقة البلقان بصفة عامة، وقضايا كوسوفا وطنه بصفة خاصة، أداءً للواجب الذي فرضه على نفسه تجاه هذا الجزء الغالي من الأراضي الإسلامية في أوروبا.
المهم أن د. بكر لا ينسى من أسهم بقلمه أو لسانه أو خدماته أو منصبه في نصرة مسلمي البلقان فشكر لهم صنيعهم في صورة مؤلفات، كتبها بيده ونشرها على نفقته، تحكي عن جهودهم ومواقفهم المشرفة ومن هؤلاء:
فضيلة الشيخ/ محمد متولى الشعراوى، فضيلة الشيخ/ محمد الغزالي، أ.د./ مصطفى محمود، أ.د./ علي جمعة، أ.د./ محمد الشحات الجندي، أ.د./ محمد رأفت عثمان، أ.د./ محمد سيد أحمد المسير، أ.د./ محمد عمارة، فضيلة الشيخ/ إسماعيل صادق العدوي، أ.د./ الحسيني أبو فرحة، أ.د./ عبد الحليم عويس، أ.د./ عبد الصبور مرزوق، أ.د./ عبد الغفار حامد هلال، أ.د./ عبد المعطي بيومي، أ.د./ محمد إبراهيم الجيوشي، أ.د./ محمد إبراهيم الفيومي، أ.د./ محمد محمد أبو ليلة، فضيلة الشيخ/ توفيق إسلام يحيى، فضيلة الشيخ/ علي زين العابدين الجفري، فضيلة الشيخ/ محمد أحمد سحلول، أ.د./ محمد المختار محمد المهدي.
قدم بعد ذلك كتابات عدة عن دعاة وشخصيات إسلامية كبيرة القامة والقيمة ومن هؤلاء:
فضيلة الأستاذ الدكتور/ أحمد محمد الطيب، فضيلة الأستاذ الدكتور/ محمد سيد طنطاوي، أ.د./ عبد الحليم محمود، فضيلة الشيخ/ حسنين مخلوف، أ.د./ أحمد عمر هاشم، أ.د./ جعفر عبد السلام، أ.د./ محمود فهمي حجازي، أ.د./ محمد شوقي الفنجري، أ.د./ مصطفى الشكعة، أ.د./محمد فؤاد شاكر، أ.د./ حسن عباس زكي، أ.د./ أحمد السايح، القائد فوزي محمود فرغلي، أ.د./ زغلول راغب النجار، أ.د./ كارم غنيم، أ.د./ محمود السيد شيخون، أ.د./ طه مصطفى أبو كريشة، أ.د./ محمود عاشور، فضيلة الشيخ/ صالح موسى، فضيلة الشيخ/ حليم شعباني، فضيلة الشيخ/ وهبي إسماعيل، أ.د./ آمنة محمد نصير، أ.د./ سعاد إبراهيم صالح، أ.د./ عبلة محمد الكحلاوي، أ.د./ محي الدين عبد الحليم، الأستاذ/ محمد عمر الشطبي، الأستاذ/ أحمد خليفة، أ.د./ أبو الوفاء عبد الآخر، الإمام أبو العزائم،.
ثم توالت أعماله الفكرية لتقدم إحاطة شاملة بالقضية البلقانية ولا تزال الذاكرة العربية تحتفظ بعناوينها، مثل: أثر الأدب الألباني في الأبجدية العربية في كوسوفا، المؤسسات الإسلامية في كوسوفا ودورها في حركة اللغة العربية، اللغة العربية وأثرها في اللغة الألبانية، اللغة العربية في كوسوفا انتشارها وعوامل ازدهارها، الاشتقاق وأثره في الدراسات اللغوية، مختارات من موضوعات الأدب الألباني، أحداث كوسوفا الدامية إبان العدوان الصربي على لسان شهود العيان، أطفال كوسوفا بين مآسي الماضي وآمال المستقبل، بوادر الكارثة الكبرى في كوسوفا، الحصاد المر لمذابح كوسوفا، داخل محيط الحضارة الغربية "حصلت مجزرة البوسنة البشعة"، قضية مسلمي كوسوفا وهمومهم المأساوية، كوسوفا أمة مضطهدة، ما هي كوسوفا، مساجد كوسوفا المدمرة وأثرها في تنمية وعي الأمة، من آثار العدوان الصربي على شعب كوسوفا: شاهد عيان على الأحداث الأستاذ عبد الله إسماعيل، كوسوفا بين الاحتلال والاستقلال، كوسوفا في ميزان المجتمع الدولي، كوسوفا وحلف الناتو، جيش تحرير كوسوفا قوة فاعلة في تحقيق السلام، آفاق التعاون بين مصر وكوسوفا، دور آلبا برس في مصر والشرق الأوسط في طرح القضية الكوسوفية وإبرازها على الساحة الدولية.
ولا يمكن أن نسرد كل جهود سعادة الدكتور بكر إسماعيل الكوسوفي في هذه السطور لأن في كل جهد وفقه الله إليه لخدمة قضية المسلمين في البلقان قصة وذكرى أحسب أنها مؤلمة ومبكية.
ومع ذلك يمكن للمتابع سرد شهادات الراحلين من علمائنا ومفكرينا وهي شهادات بقدر ما تُثمن جهود بكر إسماعيل فإنها تضع على كاهله تحديات كبرى أخفها أن يكون عند حسن من شهدوا له بالفضل لأن الفتنة كما هو معلوم لا تُؤمن علي حي.
قال جمال الغيطاني: "لقد شعرت بالامتنان للأستاذ الدكتور بكر إسماعيل ابن كوسوفا وممثلها في مصر لاجتهاده في كتابة المؤلفات القيمة التي تلقى الضوء على الدعاة وعلماء المسلمين الأكثر حرصاً على الدعوة، وهنا أشير إلى أمر لا يعرفه كثيرون، فبكر يرفض تماماً أن يتقاضى أى مكافأة مهما صغرت أو كبرت عن النشاط الذي يقوم به للدعوة سواء كان محاضرة في قوم، أو برنامجاً مسموعاً أو مرئياً في وسائل الإعلام".
وقال الأستاذ الدكتور/ سعد عبد المقصود ظلام: "الدكتور بكر إسماعيل الذي تخرج في كلية اللغة العربية، جامعة الأزهر، هو غنى عن التعريف، فهو عضو فعال في مجالات كثيرة إعلامية وعلمية، ونشاطه يغطى أصعدة كثيرة في داخل كوسوفا ومصر والعالم الإسلامي والعالم الغربي ممثلاً ومندوباً وعضواً ومحاضراً وباحثا، ولقد سخر نفسه وقلمه من أجل المسلمين في البوسنة والهرسك ثم قضية كوسوفا بلده ووطنه، وفضلاً عن ذلك فهو أستاذ في اللغتين العربية باعتباره أزهريًّا تخرج في كلية اللغة العربية، وهو ألباني يتكلم الألبانية باعتباره أحد أبنائها".
وقال الأستاذ الدكتور/ عبد الحليم عويس: " في هذه الملحمة الدموية على الأرض الأوروبية.. ملحمة البوسنة والهرسك بقيادة الزعيم الرئيس المثقف العالمي الدكتور علي عزت بيجوفتش، وملحمة ألبانيا، وملحمة كوسوفا.. كان الأخ الصديق بكر إسماعيل جسراً رائعاً ينقل إلى الناطقين بالعربية - وربما بغيرها- وقائع الملحمة يوماً بيوم- ويقدم إلينا ساحة المعركة على الأرض البلقانية، بين شعب مسلم أوروبي يريد أن يعيش بدينه ولدينه، مع احترام كامل لعقائد الآخرين وثقافاتهم وجنسياتهم.. وبين صربيين وأوربيين متعصبين يرفضون.. بالفعل والقوة والإرهاب والإبادة، أن يتمتع هؤلاء المسلمون بهذه الحقوق".
وقال الأستاذ الدكتور/ عبد الصبور مرزوق: " أشهد ولا أزكى على الله أحداً، أن الأخ بكر إسماعيل ممثل كوسوفا يقوم بدور إيجابي نشيط في خدمة قضايا كوسوفا في جميع المناسبات وذلك بالتوازي مع دور إيجابي نشيط آخر في خدمة ما يتصل بالقضايا الإسلامية عامة، وأسال الله أن يجعل في ميزان حسناته ما يقوم به والله خير الشاهدين".
وقال الشاعر الكبير/ فاروق شوشة: "سعدتُ منذ سنوات بالتعارف على الأستاذ الدكتور/ بكر إسماعيل الكوسوفي الذى كان مدخلاً إنسانياَ رائعا للتعرف على كوسوفا وقضيتها العادلة ومن خلاله أتيح لي أن أتابع النضال الشاق والطويل والعظيم للشعب الألبانى في كوسوفا من أجل تحقيق استقلاله ووحدته".
وقال الأستاذ الدكتور/ محمد سيد أحمد المسير: "لعل ممثل حكومة كوسوفا في مصر الأستاذ الدكتور بكر إسماعيل خير نموذج للاتصال بين هذه الشعوب والحكومات الإسلامية لتذليل العقبات وإبرام الاتفاقات وتيسير اللقاءات وندعو له بمزيد التوفيق والعون الإلهي على هذه المهمة المقدسة".
وقال الأستاذ الدكتور/ مصطفى محمود: "الدكتور بكر إسماعيل هو في نظري مشروع زعيم كبير في كوسوفا ومكافح عظيم في المسألة البلقانية، فله خبرة كاملة بكل ما يحتاجه هذا الجزء من العالم الذي يمثل بصمة الإسلام في أوروبا".
وبعد، فالشهادات الحسنة لا تصنع بطلاً، ولكن البطل.. نعم البطل هو من يعرف نفسه فلا ينساق لهواها، ويعرف ربه فيؤدي حقه، ويعرف ما يحتاجه بنو وطنه فيضحي بالغالي والنفيس حتى يسد حاجتهم، ونحسب أن الأستاذ الدكتور بكر إسماعيل الكوسوفي من هؤلاء الأبطال المناضلين في سبيل الحق والعدل والحرية والكرامة.