شهدت سوق العملات منذ تفجر أزمة الديون الامريكية حالة من تعافى شهية المخاطرة، إلا أن أزمة منطقة اليورو حدت من انتعاش العملات مقابل الدولار، لتحقق نوعا من التذبذب حتى مع انحسار أزمة الولايات المتحدة، لتتوالى المؤشرات الاقتصادية التى تشهد تحسنا نسبيا، رغم وجود مخاوف من ركود اقتصادى عالمى.
جاءت البيانات الامريكية أمس الأربعاء على نحو ايجابى، حيث أثرت على عملات المخاطر أمام الدولار بالاضافة إلى الإسترلينى، كما انتعشت العملة الامريكية مقابل الفرنك والدولار الكندى، وحققت تعافيا أمام الين بعد خفض التصنيف الائتمانى لليابان أمس. وسجل مؤشر طلبات السلع المعمرة الامريكية ارتفاعا على نحو قوى بقيمته الأساسية الموسمية بقراءة قدرها 0.7% مقارنة بالقراءة السابقة التى بلغت 0.6% وتمت مراجعتها من 0.1%.، بينما أشارت التوقعات إلى بلوغه قراءة قدرها - 0.4%.
وفى نفس السياق الأمريكى، تراجعت مخزونات النفط الخام الأمريكى الأسبوعية دون التوقعات بنحو -2.2 مليون برميل فى مخزونات الخام خلال الأسبوع المنتهى فى 19 أغسطس، فى مقابل قراءة سابقة ارتفعت فيها المخزونات بنحو 4.2 مليون برميل، بينما أشارت التوقعات إلى ارتفاعها بنحو 0.7 مليون برميل. كما سجل مؤشر أسعار المنازل الأمريكية ارتفاعا بنسبة 0.9% خلال شهر يونيو الماضى مقارنة بـ0.4% سجلها فى قراءة سابقة، وكانت توقعات السوق تشير إلى 0.2%.
وفى الشأن الأوروبى، تراجعت الطلبات الصناعية الجديدة بمنطقة اليورو، حيث انخفضت بنسبة -0.7% فى شهر يونيو، بعدما سجلت ارتفاعًا لتصل إلى 3.6% فى شهر مايو، مقابل التوقعات عند 0.4%، وفقا لبيانات مكتب الإحصاء الأوروبى. وعلى أساس سنوى، سجل مؤشر الطلبات الصناعية الجديدة بمنطقة اليورو ارتفاعا ليصل إلى 11.1% فى شهر يونيو، دون التوقعات بأن يسجل ارتفاعًا ليصل إلى 11.9%. كما تراجعت ثقة الأعمال الألمانية أكثر من التوقعات فى شهر أغسطس وسط مخاوف بشأن أزمة الدين المسيطرة على منطقة اليورو، ليسجل مؤشر "Ifo" لمناخ الأعمال الألمانى قراءة قدرها 108.7 فى شهر أغسطس وسط توقعات تشير إلى تراجعه إلى مستوى 111.0.
وتراجع أيضا مؤشر توقعات الأعمال إلى 100.1 مقارنة بـ105.5 خلال شهر يوليو، خلافا للتوقعات بأن يسجل المؤشر تراجعًا إلى 102.8. أما الأخبار الاسترالية، فقد هبط مؤشر مشاريع الإنشاءات المنتهية ليسجل قراءة قدرها 0.7% لتوافق القراءة نظيرتها السابقة، بينما سجلت التوقعات قراءة قدرها 1.1%. . الجدير بالذكر أن المؤشر يقيس التغير فى إجمالى قيمة مشاريع الإنشاءات المنتهية والمعدلة وفقا للتضخم، كما أنه يعد مقياسا مهما لصناعة الإنشاءات، التى لها تأثير كبير على مستويات التوظيف والإنفاق بشكل عام. وتراجع المؤشر الرائد باستراليا الذى يقيس مستوى التغير فى مستوى المؤشر المركب الذى يعتمد على 7 مؤشرات اقتصادية، ليسجل قراءة قدرها - 0.8% خلال شهر يونيو، مقارنة بالقراءة السابقة التى بلغت -0.1%.. وتعرضت إحدى عملات الملاذ الآمن "الين" لضربة قوية لصالح الدولار بعدما خفضت وكالة "موديز" التصنيف الائتمانى لليابان من Aa3 ليصبح Aa2 فى ظل استقرار التوقعات، معللة ذلك بأنه جاء نتيجة العجز الكبير الذى تشهده ميزانية الدولة وزيادة الديون التى تعانى منها الحكومة منذ عام 2009. ومن الناحية الفنية، يتحرك اليورو أمام الدولار فى إطار قناة سعرية صاعدة على المدى المتوسط والقصير، حيث لا يزال مستوى الدعم 1.4370 مما يعطى تأكيد الزوج على الصعود مستهدفا مستوى المقاومة 1.4535.
وشهدت تداولات أمس للإسترلينى أمام الدولار اختراق مستوى الدعم 1.6423 ليستمر فى تشكيل الاتجاه الهابط على نحو تصحيحى، وعلى مستوى التداولات اللحظية، من المتوقع أن يندفع الزوج من مستوى الدعم السابق وصولا إلى 1.6423 صاعدا ليكون قمة يهبط منها إلى مستوى 1.6364 ومع اختراقه المستوى السابق فإنه سوف يواصل الهبوط إلى 1.6304 بشرط الاحتفاظ بالمقاومة 1.6423 دون اختراقها لأعلى. ولا يزال تحليل الأمس قائما لتحركات الدولار أمام الفرنك فى إطار قناة سعرية عرضية، وعلى مستوى تداولات الدولار أمام نظيرة الكندى، لم ينته الزوج بعد من إتمام النموذج المثلث المتماثل حيث من المتوقع أن يستهدف الزوج الصعود إلى مستوى المقاومة 0.9891 عند الحد العلوى ومنه إلى 0.9955 وصولا لأعلى مستوياته عند 1.0026. وتمكن الدولار الاسترالى من تصحيح الاتجاه الهابط أمام الدولار الأمريكى إلى أن استقر عند مستوى الدعم 1.0364، وسط توقعات بأن يستهدف الزوج مستوى المقاومة 1.0495، والثبات أعلاه وصولا إلى 1.0633 ومنه صوب 1.0957 بشرط الإغلاق فوق مستوى المقاومة 1.0495.
|