أحياناً، تحاول صناعة الإلكترونيات الاستهلاكية بيع تكنولوجيا جديدة، لكن يرفضها المستهلكون تماماً، ونتيجة لذلك، تذهب إلى مستودع نفايات المنتجات التي كانت يوماً ما "سابقة لزمانها".
وإليك مثال عظيم: التلفاز ثلاثي الأبعاد (3D)، الذي مات رسمياً، ولن يقوم أحد من صناع التلفاز الكبار بإنتاج أجهزة ثلاثية الأبعاد بعد الآن، نقلا عن صحيفة مال وبحسب ما نشره موقع Business Insider.
إذ أعلنت شبكة CNET أن آخر صانعيْن للتلفاز المنتجين للوظائف ثلاثية اﻷبعاد في أجهزتهما، LG وSony، لن يُنتجا أي أجهزة ثلاثية الأبعاد جديدة هذا العام.
وجاء قرار الشركتين عقب قرار كل من Vizio، وSharp، وTCL، الإطاحة بتكنولوجيا الـ3D من خطوط الإنتاج.
وفي عام 2010، بعد وقت قصير من نجاح فيلم Avatar، أول الأفلام الثلاثية الأبعاد، بدأت شركات التلفاز التخلص من كل الطاقات الهندسية والتسويقية المتخلفة عن التكنولوجيا ثلاثية الأبعاد، لكن أحد مديري منتجات LG صرح لشبكة CNET في نهاية المطاف، وبعد 7 سنوات: "لم تكن القدرة ثلاثية الأبعاد أبداً مرحَّباً بها في الاستخدام المنزلي على مستوى العالم، وهي لم تكن حتى عاملاً رئيسياً للشراء عند اختيار تلفازٍ جديدٍ".
وفي عام 2012، شكلت أجهزة التلفاز ثلاثية الأبعاد 23% من كل الأموال المنفقة على أجهزة التلفاز، وفقاً لمجموعة NPD.
فيما تركّز صناعة التلفاز الآن على ميزات 4K، وHDR، وأجهزة التلفاز الذكية باعتبارها وسائل لحث المشترين على ترقية أجهزتهم.
ويعد ما حدث لأجهزة التلفاز ثلاثية الأبعاد تحذيرٍاً سريعاً لأولئك الذين يدعمون تقنيات مثيرة مثل الواقع الافتراضي، والواقع المعزز، والأجهزة القابلة للارتداء: حتى لو كان الجميع يفعل ذلك، لا يعني هذا أنها ستلقى رواجاً عند المستهلكين.
بعض الأسباب المحتملة لعدم رواج أجهزة تلفاز 3D:
– المحتوى غير كاف، إذ توقفت DirecTV وESPN عن بث قنواتها ثلاثية الأبعاد في 2012 و2013.
– النظارات اللازمة لمشاهدة المحتوى ثلاثي الأبعاد مزعجة وغير مريحة، وتجعل الناس يشعرون بالخجل حين ارتدائها.
– أجهزة التلفاز ثلاثية الأبعاد تعمل كأجهزة تلفاز ثنائية الأبعاد بشكل جيد تماماً. لذلك، لا تُستخدم ميزات ثلاثية الأبعاد في كثير من الأحيان.
– ارتبطت الأفلام ثلاثية الأبعاد بشكل وثيق بأقراص Blu-ray والتي لم تلقَ رواجاً مع بدء عرض الأفلام بالطلب (movie streaming).
– قد تسبب أجهزة التلفاز ثلاثية الأبعاد إجهاداً العين.
|