وسط استمرار القلق بشأن الاقتصاد العالمى ومخاوف من الركود والعزوف الملحوظ عن المخاطرة، شهد الدولار الأمريكى تذبذبًا مقابل منافسيه من العملات الرئيسية امس الثلاثاء، بعدما تدخل البنك الوطنى السويسرى فى سوق العملات لإضعاف الفرنك مقابل كل من الدولار واليورو.
ورغم مواصلة تعرض العملة الموحدة لضغوظ فى ظل مخاوف تزايد أزمة الديون السيادية فى المنطقة حظى اليورو بالدعم السويسرى، بينما تخلى الجنيه الاسترلينى عن المكاسب التى حققها مع احتمالات تراجع الاقتصاد الأمريكى لحالة الركود.
واستهدف البنك عملته مضاعفًا اياها، واضعا حدّاً أدنى لسعر صرف لليورو مقابل الفرنك السويسرى عند 1.2000 فرنك لليورو الواحد، فى ظل القيمة المبالغ فيها للعملة المحلية، ما يعرض الاقتصاد السويسرى لخطر الانكماش.
كما أبقى البنك على معدل الفائدة عند أدنى مستوى له وتدخل بشراء العملات الاجنبية اما العملة المحلية دون كميات محددة ، كذلك احتوت المفكرة الاقتصادية ليوم أمس الثلاثاء على عدد من البيانات المهمة التى اثرت بشكل ملحوظ على اداء العملات، حيث ارتفع النشاط فى القطاع الخدمى فى الولايات المتحدة على نحو غير متوقع بواقع 0.6 نقطة مسجلاً 53.3 فى شهر أغسطس، مقارنة بقراءة شهر يوليو التى سجلت 52.7 فى مقابل التوقعات عند 51.0.
وفى نفس السياق الامريكى ارتفع مؤشر الطلبات الجديدة إلى 1.1 نقطة مسجلاً 52.8 فى حين تراجع مؤشر التوظيف إلى 0.9 نقطة مسجلاً 51.6.
وفى الشأن السويسرى الذى دفع البنك للتدخل بسوق الصرف، سجلت أسعار المستهلكين السويسريين تراجعا بواقع 0.3% فى شهر أغسطس، مقارنة بقراءة الشهر السابق التى سجلت 0.8%، متجاوزة التوقعات التى اشارت إلى تراجعه بنحو 0.2%، وعلى أساس سنوى، ارتفع مؤشر أسعار المستهلكين السويسرى بنسبة 0.2% فى شهر أغسطس الماضى، فى مقابل ارتفاع سابق بنحو 0.5% فى شهر يوليو واشارت التوقعات إلى ارتفاعه 0.3% فى شهر أغسطس.
وعلى المستوى منطقة اليورو، تراجع طلبات المصانع الألمانية على نحو غير متوقع فى شهر يوليو بواقع 2.8%، بعدما قفزت بواقع 1.8% فى شهر يونيو، فى مقابل التوقعات عند 1.5% فى شهر يوليو، وعلى أساس سنوى، ارتفعت طلبات المصانع الألمانية بنسبة 8.7% فى شهر يوليو، مقارنة بارتفاعها فى يونيو الماضى بنحو 9.4% وسط توقعات بأن تصعد بنسبة 9.8%..
كما سجل الناتج المحلى الإجمالى فى منطقة اليورو، ارتفاعا على نحو موسمى إلى 0.2% خلال الربع الثانى، وعلى أساس سنوى، ارتفع الناتج المحلى الإجمالى فى منطقة اليورو 1.6%، متراجعًا عن المكاسب التى حققتها القراءات الأولية بواقع 1.7%.
وتراجعت مبيعات التجزئة البريطانية خلال شهر أغسطس بواقع 0.6% على أساس سنوى، على خلفية رفع مستوى الضرائب إضافة إلى ارتفاع معدلات التضخم.
وعلى صعيد الاقتصاد الاسترالى أبقى البنك الاحتياطى الاسترالى على معدل الفائدة كما هو دون تغيير عند المستوى 4.75% وسط توقعات بالحفاظ على المعدل الثابت فى الفترة المقبلة فى ظل المخاوف العالمية من الركود.
وفى نفس السياق ارتفع عدد قروض الإسكان الممنوحة إلى الاستراليين بواقع 0.1% على أساس معدل موسمى، فى مقابل قراءة المراجعة فى يونيو 0.6%، بينما تراجع العجز فى مؤشر الحساب الجارى الأسترالى بواقع 3.69 مليار دولار أسترالى (3.87 مليار دولار أمريكى) بنسبة 33% وبواقع 7.41 مليار دولار أسترالى خلال الفترة بين شهرى أبريل ويونيو وعلى أساس موسمى، ارتفع صافى العجز بواقع 19% مسجلًا 10.22 مليار دولار أسترالى خلال الربع.
وحول اداء العملات على الصعيد الفنى، استمرت حالة الهبوط مسيطرة على تداولات اليورو مقابل الدولار الامريكى حتى بعد قرار البنك السويسرى ليصل الزوج إلى مستوى 1.4285 مكونا قمة عند المستوى السابق دفعته للهبوط صوب 1.3973 ليكون قناة سعرية هابطة على المدى المتوسط.
ومن المتوقع ان يواجه مستوى المقاومة 1.4105 و1.4170 عند الحد العلوى للقناة السعرية ليندفع منها للهبوط مجددا، محافظا على المقاومة ومختبرا مستوى الدعم 1.3973، اما فى حال تجاوزه المقاومة السابقة فانه سوف يستهدف مستوى 1.7285.
ولا يزال الجنيه الاسترلينى يعمل فى اطار قناة سعرية هابطة، حيث استطاع امس اختراق مستوى 1.6110، ليؤكد قوة الاتجاه وصولا لمستوى الدعم 1.5975 عند الحد السفلى للقناة، وتشير التوقعات لمزيد من الهبوط صوب مستوى 1.5875 مرتدا منه إلى 1.6110 دون اختراقه.
وشهد الدولار مقابل الفرنك السويسرى صعودا قويا خلال تعاملات أمس، حيث اثر قرار البنك الوطنى السويسرى على التداولات بشكل ملحوظ ليصل الزوج إلى مستوى 0.8625 مكونا قمة عنده، كما يتحرك الآن فى اطار قناة سعرية صاعدة بالقرب من الحد العلوى لها.
ومن المتوقع، ان يهبط مرتدا فى اطار حركة تصحيحية وصولا إلى مستوى الدعم 0.8413 ومنه إلى 0.8240، بشرط الثبات عند المستوى الحالى 0.8625 الذى مع اختراقه سوف يستهدف مستوى 0.8770.
وتمكن الدولار الامريكى مقابل نظيرة الكندى، من اختراق خط الميل الهابط على المدى المتوسط والقصير، مشيرا إلى احتمالات صعوده التى سوف يؤكدها مع اختراقه مستوى المقاومة 0.9940، الذى سوف يستهدف بعده 1.007 وعلى المدى الطويل سوف يصل الزوج إلى مستوى 1.0083.
كانت تداولات الأمس للدولار الاسترالى قد شهدت انخفاضا كبيرا، حيث كسر الزوج الحد السفلى للنموذج الفنى العاكس للاتجاه، وهو الوتد الهابط ليهبط مستهدفا مستوى 1.0485 ومنه إلى مستوى 1.0620 عند الحد السفلى للنموذج.
ومن المتوقع ان يواصل انخفاضه وصولا إلى مستوى 1.0485 ومنه لمستوياته اقل، بشرط ثبات مستوى المقاومة 1.0620 دون اختراقه.
|