تكلفة كبيرة تتكبدها الشركات نتيجة التكتم على المشاعر السلبية

 


أصدر مايكل بارك الأستاذ المساعد في السلوكيات التنظيمية لدى كلية لندن للأعمال، بحثاً جديداً يؤكد فيه بأن الشركات لا تدرك مدى الخسارة التي تتكبّدها نتيجة لتكتّمها على المشاعر السلبية بهدف الحفاظ على الهدوء في بيئة العمل، وأنها تضيّع على نفسها الكثير من المنافع الإيجابية إثر ذلك.


 


وبالرغب من أن معظم الموظفين يفضلون العمل في بيئة عمل مريحة وهادئة، إلا أنهم غالباً ما يميلون إلى كبت الغضب والمشاعر السلبية خوفاً على السمعة أو تجنباً لإفساد علاقات العمل مع زملائهم.


 


وقال بارك من : "يسعى معظم الناس إلى تسليط الضوء على المشاعر الإيجابية فقط، مما يترتب عواقب عديدة على هذا الأمر، وذلك لعدم عدم قدرة المرء على التعبير عن مشاعره الحقيقية يجعله مضطراً لإخفاء ذاته الحقيقية، وهو ما قد يؤدي إلى الإحباط، وبالتالي يؤثر سلبًا على حوافز العمل؛ حيث أن التهذيب والسعادة المصطنعين قد يتسببان بشروخ كبيرة بين زملاء العمل، على العكس مما يظن معظمنا".


 


وأشار بارك إلى أن المشاعر السلبية قد يكون لها آثار مفيدة، إذ أن التوتر والإحباط والغضب قد تكون بمثابة أعراض تلفت النظر إلى الجوانب التي تستوجب العناية فعلاً.


 


وأضاف: "إن الشعور بالخطر أو القلق أو الشبهة ضمن حدود معقولة من شأنه مساعدتنا على الانتباه لما يستدعي الاهتمام في بيئة العمل، ولاسيما ضمن المؤسسات التي تتعامل مع المخاطر دومًا مثل الشرطة وشركات الأمن".


 


وقد يكون الإحباط إيجابيًا ضمن المؤسسات التي تسعى للتحفيز على التغيير، نظراً لإمكانية ترجمته إلى تغذية راجعة أكثر صراحة بين زملاء العمل.


 


وعلّق بارك بالقول: "إن التعبير الصريح عن المشاعر السلبية يشجّع على الإبداع والابتكار، ويرفع سوية الإنتاجية في العمل، كما أنّه قد يعزّز النمو عن طريق المنافسة. وعلى سبيل المثال، قد يكون التعبير عن الإحباط بمثابة إشارة إلى وجود خللٍ في علاقات العمل، ما يمثّل حافزًا لتوفير المزيد من الموارد التي قد تعزّز الابتكار بدورها".


 


وبالمقابل أكّد بارك بأن الأمر ليس بهذه السهولة، وإنما يتطلب إدارة جيّدة للمشاعر السلبية على الصعيدين الفردي والمؤسسي، وهو ما يقتضي من القادة بذل قصارى جهدهم لبناء بيئة من الانفتاح بما يعزّز الصراحة بين الموظفين.


 


وقال بارك في هذا السياق: "على القادة السعي لبناء بيئة عمل تجريبية وصريحة، بغض النظر عمّا إذا كانت هذه الصراحة إيجابية أم سلبية، وهو ما يتطلب التزاماً طويل الأمد من أجل إرساء الأسس التي تشجّع على الانفتاح في العمل. كما ويتوجب على القادة أن يكونوا مستعدين للتعامل مع هذه المشاعر عندما يبدأ الموظفون بالتعبير عنها، وفي هذا الإطار تعتبر جلسات التغذية الراجعة الصريحة فرصة رائعة لممارسة مشاركة المشاعر الحقيقية دون أي تزييف او تكتّم".


 


وفي الختام أكّد بارك بأنّه إذا ما كان قادة الشركات عازمين على توفير بيئة عمل تسودها الصراحة والصدق، فإن ذلك سيعود بثمار مجزية عليهم، حيث أن الاستفادة من المشاعر الإيجابية والسلبية على حد سواء تلعب دوراً هاماً في الارتقاء بمستويات الإنتاجية والإبداع ضمن المؤسسة.


 


للاستماع إلى التسجيل الصوتي كاملاً، يرجى النقر هنا


 


 


جميع الحقوق محفوظة لموقع الخبر الاقتصادي