تسبب حادث إطلاق النار الذي وقع في شارع الشانزليزيه بالعاصمة الفرنسة باريس الخميس الماضي في إلغاء الحملات الانتخابية للمرشحين. وقد أسفر عن الحادث مصرع ظابط وإصابة أثنين أخرين بجروح خطيرة. وكان اليوم هو الأخير للحملات الانتخابية مع الاستعداد للجولة الأولى المقرر انعقادها يوم الأحد المقبل. وبعد وقوع تلك الأحداث المريرة، أطل علينا كل من; لوبين، فرانسوا فيون، وإيمانويل ماكرون ليؤكدوا على تعليق حملاتهم الانتخابية.
وقد أثار الحادث الإرهابي المزيد من المخاوف بشأن مستقبل الانتخابات ومصير الاقتصاد الفرنسي بوجه عام خلال الأعوام المقبلة. وأظهرت أخر استطلاعات الرأي قبل وقوع الحادث تقدم المرشح إيمانويل ماكرون على نظيرته لوبين خلال الجولة الثانية يوم 7 مايو والمقرر انعقادها ما لم يحصل أحد المرشحين على أغلبية الأصوات خلال الجولة الأولى.
ولكن بعد الأحداث الأخيرة، عادت شعبية لوبين لتلوح في الأفق من جديد خاصة مع اعتزامها تقنين معدلات الهجرة وإجراء استفتاء بشأن الخروج نهائيًا من منطقة اليورو، وهو ما يراه البعض أمرًا ملائمًا بعدما أصبحت فرنسا تعاني من الهجمات الإرهابية بشكل مستمر في الآونة الأخيرة.
فقد أشارت معظم استطلاعات الرأي أن هناك فئة كبيرة من المواطينين لم يقرروا بعد، وبالتالي قد يتجه أغلب تلك الفئة نحو لوبين ليتحرروا نهائيًا من الإرهاب مع توعدها باتخاذ إجراءات متشددة بشأن هذا الأمر. وبعد وقوع هذا الحادث المؤسف، دعت مرشحة اليمين المتطرف الحكومة لطرد جميع المهاجرين خارج البلاد وأكدت على أن ملف الهجرة سيعتبر من أولى اهتمامتها مجرد توليها السلطة.
ومن جانبها أشارت أن فرنسا عليها مهاجمة الإرهاب بكل ما أُوتيت من قوة رافضة بأن يعتاد المواطنين على التعايش مع هذا الخطر. وعلى الرئيس الفرنسي القادم أن تكون الحرب ضدر الأرهاب من أولوياته المطلقة. وفي النهاية صرحت قائلة "علينا إنهاء تلك السذاجة نهائيًا".
وقد حذر البعض بأنه حتى اللحظة الأخيرة قد يؤثر شيء ما على النتيجة النهائية لافتين بأن استطلاعات الرأي قد أظهرت تقارب نسب الفوز بشكل كبير، حيث من المتوقع أن تكون هناك جولة ثانية مع تقارب نسب استطلاعات الرأي بهذا الشكل. فمن المتوقع أن يؤثر هذا الهجوم على عقول الناخبين وهم على أهبة الاستعداد للذهاب إلى صناديق الاقتراع يوم الأحد في الجولة الأولى للانتخابات.
ولكن يجب الوضع في الاعتبار، بأن حادث باريس لن يؤكد فوز مرشحة اليمين لوبين. فبالعودة إلى عام 2015 وقت وقوع هجمات باريس، نجح حزب الجبهة الوطنية في الحصول على أكبر عدد مصوتين في الانتخابات المحلية بعد ثلاثة أسابيع من وقوع الحادث. وكانت النتيجة أعلى بنسبة 3% مقارنة بالانتخابات السابقة. ولكن فشل الحزب في الفوز خلال الجولة الثانية بعد استقرار الأوضاع نسبيًا.
|