يتوجه المواطنين الايرانيين إلى صناديق الاقتراع يوم الجمعة لاختيار الرئيس القادم ويرى العديد من الخبراء أن تلك الأحداث تمثل أهمية كبرى للأسواق نظرًا للدور التي تقوم به إيران في الملف النووي وامدادات النفط.
فمنذ أن وقعت الحكومة الايرانية على الاتفاقية النووية في عام 2015 والتي تنص على تخليها عن بعض بنود برنامجها النووي مقابل رفع بعض العقويات المفروضة عليها من قبل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي مما سمح لها برفع معدل ضخها للنفط في الأسواق العالمية.
وتجدر أهمية تلك الانتخابات في أنها تعرض الصادرات النفطية إلى الخطر، في حالة إضعاف أو التخلي عن الاتفاق النووي - المعروف رسميًا باسم خطة العمل الشاملة المشتركة(JCPOA) - تحت ولاية الرئيس القادم.
وقد تعهد جميع المرشحين، بمواصلة الالتزام ببرنامج العمل المشترك (JCPOA)، بما في ذلك الرئيس حسن روحاني، ومنافسه المتشدد إبراهيم رئيسي، بالرغم من أن تصريحاتهم بالالتزام لم تكن كافية لطمئنة الأسواق.
وكان الوضع الاقتصاد من أحد الملفات الساخنة بالنسبة المرشحين الذين يحاولون إثارة نزعة الناخبين مع النظام الحالي من تسليط الضوء على انتشار الفساد المزعوم والانتعاش الاقتصادي المتراخي الذي من المفترض أن يحقق نتائج أفضل بعد رفع العقوبات.
وإذا قرر المرشح المنتصر إعطاء الأولوية للمسائل التي تتعارض مع بنود الاتفاق أو أعلن أن الفوائد الاقتصادية لخطة العمل الشاملة لا تستحق استمرار العمل بالاتفاقية، فهناك خطر كبير بأن يقرر الرئيس دونالد ترامب انسحاب الولايات المتحدة من الصفقة.
ويقوم الرئيس الأمريكي كل 90 يوم بالإدلاء بشهادته أمام الكونجرس بالتزام ايران الكامل ببنود الاتفاقية للاستمرار في رفع العقوبات الاقتصادية.
وقد أعرب الرئيس دونالد ترامب سابقًا عن عدم رضاه عن الاتفاقية النووية التي عقدها الرئيس السابق أوباما مع ايران وقال أن هذا الملف يتربع على رأس أولوياته. وبالرغم من أن نبرته تجاه بعض الاتفاقيات قد قلت حدتها إلى أن موقفه المعارض للاتفاقية النووية الايرانية لا يزال كما هو.
ويتظل إيران واحدة من أخطر المخاطر السياسية بالنسبة لأسواق النفط، وسوف تحدد الحكومة القادمة مستقبل الأسعار بناء على مجريات القرارات المرتقبة وردة فعل الحكومة الأمريكية خاصة والعالمية عامة على الاتجاهات السياسية والاقتصادية الايرانية خلال الفترة المقبلة.
هذا، وقد تراجعت نسبة التأييد للرئيس الإيراني المنتهية ولايته حسن روحاني أمام منافسه إبراهيم رئيسي قبل أيام معدودة من الاستحقاق الرئاسي في البلاد، وسوف نوافيكم بالمزيد من التقارير حول المشهد السياسي إيراني بشيء من التفصيل.
|