تسود اسرائيل حالة من القلق المشوب بالحذر تجاه الزيارة المرتقبة لرئيس الوزراء التركى، رجب طيب أردوجان، للقاهرة "الاثنين"، لا سيما أنه يتوقع أن يقوم فيها بتوقيع عدد من الاتفاقيات العسكرية والاقتصادية للتعاون فى المجالين بين بلاده ومصر.
وعلى ذلك، فإن الارتباك والحزن والتشتت هو ما يصف حالة المسئولين الاسرائيليين، فى ظل توتر العلاقة بين مصر واسرائيل، ووصول العلاقة بين اسرائيل وتركيا إلى طريق مسدود، تنتظر فيه الثانية من الأولى اعتذارًا، وتأبى اسرائيل الاعتذار.
وينظر المحللون إلى تلك الزيارة التركية باعتبارها استعاضة تركية عن دور اسرائيل فى المنطقة بالدور المصرى، ما يعنى تحول النظرة التركية فى المنطقة.
ويصحب أردوجان وفد تركى رفيع المستوى، يضم وزراء الخارجية والصناعة والتجارة ونحو 100 رجل أعمال تركى.
كما تقيم السفارة التركية يوم الثلاثاء المقبل حفل عشاء على شرف رئيس الوزراء التركى، فى الثامنة والنصف مساءً بفندق الفور سيزونز، فى زيارته الأولى بعد ثورة 25 يناير، والأولى لرئيس الوزراء التركى منذ 15 عامًا.
ومن المقرر أن يحضر الحفل مجموعة من المثقفين المصريين والمهتمين بالعلاقات التركية المصرية.
كان ستانلى فيشر، محافظ البنك المركزى الاسرائيلى، حذر الأسبوع الماضى من العواقب الوخيمة على المستوى الاقتصادى التى ستتعرض لها بلاده، بعد تصعيد الموقف الدبلوماسى التركى تجاه اسرائيل.
وأشار "فيشر" إلى أن تركيا تعتبر شريكًا تجاريًا مهمًا لبلاده، بحيث أن تدهور العلاقات الدبلوماسية بين الطرفين قد يكون له الضرر الأكبر على الاقتصاد الاسرائيلى.
وأضاف أن قطع تركيا علاقاتها التجارية مع اسرائيل سيكون مكلفا للغاية بالنسبة للثانية، ودلل على تصريحاته بأن إجمالى الناتج المحلى التركى يتجاوز الـ700 مليار دولار، بمعنى أن الاقتصاد التركى هو الأكبر بالمنطقة، وكاد يقترب ليصبح من أكبر الفاعلين على المستوى الدولى، نظرًا للعلاقات التجارية الكثيفة مع الدول الآسيوية والأوروبية وشرق الأوسطية.
يشار إلى أن تركيا أقدمت مؤخرًا على تخفيض التمثيل الدبلوماسى بينها وبين اسرائيل، وتسلمت البعثة الدبلوماسية الاسرائيلية فى تركيا أمر طرد لها من انقرة.
ومع طرد البعثة الدبلوماسية تكون تركيا قد قلصت علاقاتها الدبلوماسية مع اسرائيل الى أدنى مستوياتها، إذ بقى فى تركيا الناطق بلسان السفارة الاسرائيلية نزار عمار، وطاقم مقلص يقدم خدمات فى القنصلية الاسرائيلية.
|