تقرير: "تخبط المرحلة الانتقالية"يضرب الصحف القومية.. والتوازنات السياسية تقود "المواقع الإخبارية"

 


قال تقرير "رصد التغطية الإعلامية للساحة السياسية" الذى تصدره المنظمة المصرية لحقوق الإنسان: إن الإعلام المصرى يعانى تخبطًا شديدًا كباقى القطاعات فى مصر، خلال المرحلة الانتقالية المضطربة التى تعيشها البلاد بعد ثورة 25 يناير.



وأضاف التقرير -الذى يقيس مدى التغيير الذى شهدته الساحة الإعلامية بعد الثورة- أن استمرار الاضطراب وعدم وضوح الرؤية السياسية خلال الفترة محل الرصد، انعكس على علاقة وسائل الإعلام المختلفة بالتيارات الإسلامية والتى بدأت بوادر التغير فيها بعد مليونية 29 يوليو.



وأشار إلى أن  التعامل الإعلامى استمر فى الاختلاف مع الإسلاميين ويركز على الخلاف معهم، خاصة مع صدامهم السياسى بباقى التيارات المدنية وابتعاد مواقفهم "سواء بشكل مقصود أو عفوي" عن المجلس الأعلى للقوات المسلحة.



وكشف انحياز صحيفتى الأهرام والأخبار للمجلس الأعلى للقوات المسلحة والحرص على عدم انتقاده، وبدا الابتعاد واضحًا عن التيارات الإسلامية، خاصة "السلفية"، بعد ما سمّته الأهرام بـ"غزوة العريش"، كما كان التباعد واضحًا أيضًا فى الأخبار عن علاقة الإخوان والولايات المتحدة، وبرز اتجاه التغيير أيضًا واضحًا تجاه الرئيس المصرى المخلوع والذى كان بمثابة الخط الأحمر للصحف القومية.



أما بالنسبة للصحف الخاصة والحزبية، فأكد التقرير أنها عكست أسهم التباعد بين التيارات الدينية والمدنية من خلال تغطيات الصحف المستقلة "المصرى اليوم والشروق" وتأييدها للتيارات المدنية وموقف مناهض للتيارات الدينية، وهو الموقف الذى ظهر على صفحات جريدة "الوفد" متأخرًا بعض الشيء حين اهتز التحالف مع الإخوان والسلفيين.



وعلى مستوى المواقع الإخبارية "اليوم السابع- مصراوي- بوابة الأهرام- البديل" كان الفارق الأبرز بينها وبين الصحف حالة الاستقطاب التى تتضح فى المواقع أكثر منها فى الصحف، ففى الوقت الذى يؤيد فيه كل من "اليوم السابع ومصراوي" المجلس العسكرى فى أغلب الأوقات، انحاز موقع البديل انحيازًا شبه كامل ضد المجلس ومع المتظاهرين على كل مستويات المظاهرات سواء لعمال أو طلاب أو أساتذة الجامعات أو متظاهرى التحرير.



أما بالنسبة لموقع بوابة الأهرام فكانت الملاحظة الأبرز هى الاختلاف الواضح بينه وبين النسخة الورقية، حيث مساحة أكبر من الانتقاد للمجلس العسكري. كما أن المتابع للموقع يلاحظ اختلافات بين يوم ويوم وبين وردية عمل وأخرى فأحيانا يكون الانتقاد واضحًا بقوة صباحًا ثم يختفى ليتحول الموقع إلى نسخة أخرى من المطبوعة.



أما بالنسبة للتحليل الكمى فقد اهتمت الصحف بشكل عام بالحكومة والمحافظين خاصة فيما يتعلق بمتابعة القرارات الحكومية والانطباعات عن حركة المحافظين، ويأتى فى الترتيب الثانى من الاهتمام الأحزاب السياسية ثم مرشحى الرئاسة بعدهم الجماعات الدينية ثم المجلس العسكري، ليأتى بعد كل هؤلاء الحركات والمستقلون والنشطاء والائتلافات والتحالفات والاتحادات.  



أما بالنسبة للمواقع الالكترونية؛ فقد كانت على عكس الصحف، حيث كان مرشحو الرئاسة هم الأكثر تواجدًا فى التغطية على المواقع الإلكترونية التى اهتمت أكثر بآرائهم حيال التطورات التى تجرى على الساحة السياسية خاصة مع نشاطهم جميعًا على صفحات التواصل الاجتماعى وبالتالى إتاحة تصريحاتهم لحظيًا، بعد ذلك جاء الحكومة والمحافظون، ثم المستقلين والأحزاب السياسية والجماعات الدينية وبعد كل هؤلاء المجلس العسكرى.



جدير بالذكر أن هذا التقرير هو الثانى الذى تصدره المنظمة المصرية لحقوق الإنسان ويعنى برصد التغطية الإعلامية للساحة السياسية والانتخابات خلال شهر أغسطس، والذى يتناول بالرصد والتحليل الكمى والكيفى لعينة من وسائل الإعلام المصرية هى صحف الأهرام والأخبار والمصرى اليوم والشروق والوفد، بالإضافة إلى مواقع اليوم السابع ومصراوى وبوابة الأهرام والبديل.



 





جميع الحقوق محفوظة لموقع الخبر الاقتصادي