عوض الدولار الأمريكي خسائره خلال مدعوماً بثلاث عوامل أولها تحسن البيانات الاقتصادية الصادرة هذا الأسبوع بداية من ارتفاع طلبات السلع المعمرة بأسرع وتيرة لها منذ عام كامل في أكتوبر الماضي، وانتهاء بالقراءات التقديرية التي أظهرت ارتفاع الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 3% خلال الربع الثالث لتتفوق على توقعات الأسواق عند 2.6% فقط. ثانياً، مازال الدولار مدعوماً بتحسن تطلعات الوضع الاقتصادي والسياسي خاصة بعد أنباء استبعاد جانيت يلين من قائمة المرشحين لرئاسة الفيدرالي الأمريكي، لينحصر السباق حالياً بين جيرومي باول و جون تايلور
. الأمر الذي قدم دعماً واضحاً للدولار الأمريكي. وقد سجل الدولار الأمريكي أعلى مستويات جديدة له خلال 3 شهور، حيث تجاوز مؤشر الدولار حاجز الـ 95 نقطة للمرة الأولى منذ يوليو الماضي.
كان اليورو محط أنظار الأسواق العالمية هذا الأسبوع. وقد تكبد خسائر قوية أمام معظم العملات الرئيسية مدفوعاً بقرارات المركزي الأوروبي حيث قرر مد فترة برنامج التيسير النقدي 9 شهور إضافية ولكن بوتيرة أقل عند 30 مليار يورو شهرياً، أي نصف حجمه الحالي الذي يُقدر بـ 60 مليار.
أما الجانب الأكثر سلبية كان إعلان البنك أن نهاية البرنامج ستكون مفتوحة، أي أن سبتمبر مجرد موعد انتهاء أولي وقد يتم تمديد البرنامج إلى ما بعد ذلك إن لزم الأمر، كذلك قد يتم زيادة حجم البرنامج مرة جديدة. وقد كثف المتداولين من عمليات البيع على اليورو في أعقاب هذا القرار، على الرغم من أنه كان متوقعاً. فقد رجحت الأسواق أن يكون خفض البرنامج تمهيد لإنهائه، إلا أن دراجي أكد على أن هذا القرار مجرد "خفض" لحجم البرنامج استناداً على تحسن الوضع الاقتصادي، ولكنه ليس تحويلاً لمسار السياسة النقدية الحالي. وعليه، سجل اليورو انخفاضات حادة أمام العملات الرئيسية وخاصة الدولار الأمريكي هبوطاً إلى مستويات الـ 1.15.
تباينت حركة العملة البريطانية على مدار الأسبوع، إلا أنها ظلت محتفظة بقدر كبير من مكاسبها بدعم من إيجابية بيانات النمو والتي أظهرت ارتفاع الناتج المحلي الإجمالي بوتيرة أقوى من المتوقع عند 0.4% خلال الربع الثالث من العام. الأمر الذي عزز من فرص قيام بنك إنجلترا برفع معدل الفائدة خلال اجتماعه القادم مطلع نوفمبر.
رغم ذلك، لم يستطع الاسترليني مقاومة ارتفاعات الدولار ليهبط زوج الاسترليني دولار دون مستويات 1.31 من جديد. لكن من المتوقع أن يبقى مدعوماً بوجه عام حتى اجتماع بنك إنجلترا الأسبوع المقبل، وهو ما سيحدد اتجاهات العملة القادمة.
بالرغم من تحسن شهية المخاطرة، إلا أن الين الياباني نجح في جني الزخم الكافي لتعويض خسائره أمام مختلف العملات الأخرى فيما عدا الدولار الأمريكي. فقد سجل زوج الدولار ين أعلى مستوياته خلال 3 شهور عند 114.43 قبل أن يعود للتداول عند 113.90 في أواخر الجمعة.
بينما سجل الياباني أعلى مستويات جديدة له أمام الدولار النيوزلنيدي منذ مايو الماضي، لينخفض زوج النيوزلندي ين إلى 77.80. كما تراجع زوج الاسترالي ين إلى 87.00 وتراجع زوج الكندي ين إلى 88.50.
|