سجل الدولار الأمريكي تراجعات ملحوظة خلال الساعات الأولى من تعاملات اليوم الجمعة، عقب توارد أنباء عن تصاعد التحقيق في التدخل الروسي في مجريات العملية الانتخابية الأخيرة. وكان المحقق Robert Mueller، الذي يتولى ملف التحقيق، قد أصدر طلباً لاستدعاء حملة ترامب وإحضار بعض المستندات المزعم احتواءها على دلائل تؤكد تواصل أكثر من 12 عضواً بالحملة مع الحكومة الروسية. لكن كشفت تقارير عن صحيفة وول ستريت جورنال صباح اليوم بأن حملة ترامب لم تتقدم بكافة المستندات المطلوبة، مما يرفع حالة الشك حول سير عملية الانتخابات، وهو ما قد يطيح بحكومة ترامب إن ثبت بالفعل تورط الجانب الروسي. لكن أكدت التقارير أن أمر الاستدعاء لن يجبر ترامب أو فريق حملته على الإدلاء بشهادتهم أمام هيئة محلفين، بل يجبرهم فقط على تقديم المستندات المطلوبة. 

تعد تلك هي المرة الأولى التي تصدر فيها هيئة التحقيق استدعاء رسمي للمطالبة بإحضار مستندات. وقد صرحت الحملة بأن هذا القرار كان مفاجئاً بعد التعاون الذي أظهرته لتيسير مجرى التحقيقات. 

أدى هذا التصاعد إلى الإثقال على حركة الدولار الأمريكي، ليتراجع مؤشر الدولار والذي يقيس قيمة العملة أمام ستة من العملات الرئيسية بما يزيد عن 0.35% إلى المستوى 93.40. هذا، وقد حاول الدولار إظهار بعض التعافي ليجرى التداول حالياً قرابة المستوى 93.65 نقطة في الوقت الراهن. 

لكن على الرغم من تلك التراجعات، إلا أن خسائر الدولار لم تتجاوز أدنى مستويات الأربعاء عند 93.29 حيث ظل الدولار مدعوماً بموافقة مجلس النواب على مسودة خطة الإصلاح الضريبي التي تسعى حكومة ترامب إلى تنفيذها. وتنتقل الأنظار في الوقت الراهن إلى تصويت مجلس الشيوخ حيث لا يتمتع الحزب الجمهوري بالأغلبية كما هو الحال مع مجلس النواب، مما يجعل الأسواق تراقب موقف المجلس بحذر. لكن تشير الأنباء أن التصويت لن يتم قبل عطلة عيد الشكر بنهاية الأسبوع المقبل، مما يترك حركة الدولار عُرضة للمزيد من التقلبات حتى ذلك الحين.