سوق السلع الفاخرة يعود إلى مستويات نموه الطبيعية لتصل قيمته إلى 262 مليار يورو

 


عاد سوق المنتجات الفاخرة العالمي، بشقيه السلع والتجارب الفاخرة، إلى مستوياته المعهودة ليحقق نمواً بنسبة 5% حيث وصلت قيمته إلى 1.2 تريليون يورو على مستوى العالم خلال العام الجاري.


 


وأشارت نتائج النسخة السادسة عشرة من دراسة "بين آند كومباني" لسوق السلع الفاخرة العالمي والتي صدرت بالتعاون مع الجمعية الإيطالية لمصنعي السلع الفاخرة "فوندازيوني التاغاما"، إلى مواصلة مبيعات السيارات الفاخرة قيادة هذا السوق، حيث حققت نمواً بنسبة 6% ليصل إجمالها إلى 489 مليار يورو.


 


أما التجارب الفاخرة فحافظت على جاذبيتها القوية بالنسبة للعملاء، حيث يتضح ذلك من خلال مبيعات الأغذية الراقية والنبيذ والتي ارتفعت بنسبة 6% عن العام الماضي، وكذلك مبيعات الرحلات البحرية التي تشهد نمواً كبيراً وبنسبة 14% سنوياً.


 


وسجل السوق الأساسي للسلع الشخصية الفاخرة رقماً قياسياً جديداً بلغ 262 مليار يورو، مدعوماً بعودة عملية الشراء من قبل أثرياء الصين سواء داخل البلاد أو خارجها، بالإضافة إلى ظهور اتجاهات شراء أكثر قوة في المناطق الأخرى من العالم.


 


وقال سيريل فابر، شريك في "بين آند كومباني" ورئيس قسمي التجزئة والمنتجات الاستهلاكية في الشرق الأوسط: "لاحظنا بعض النمو الإيجابي في النصف الأول من العام الجاري على المستوى العالمي، حيث استمر هذا النمو في الفترة الأخيرة، ما سمح لسوق السلع الشخصية الفاخرة باستعادة بريقه.


 


وبدأ سوق الشرق الأوسط بالاستقرار، حيث من المتوقع أن يحافظ على هدوئه خلال العام الجاري بالمقارنة مع العام الماضي."


 


انتعاش عالمي مدفوع بنمو قوي في المناطق الرئيسية


 


يواصل سوق السلع الفاخرة تعافيه في أوروبا مرة أخرى، ليحقق نمواً بنسبة 6% وفق أسعار الصرف الحالية، حيث وصلت قيمته إلى 87 مليار يورو من مبيعات التجزئة لتستعيد أوروبا بذلك مكانتها


 


على قمة مبيعات السلع الفاخرة من حيث القيمة. كما واصل تدفق السياح دعم هذا السوق في المملكة المتحدة وإسبانيا وفرنسا، بالإضافة إلى انتعاش الاستهلاك المحلي، لا سيما في ألمانيا.


 


وعززت عمليات الشراء المحلية من جانب العملاء الصينيين المولعين بالأزياء من المبيعات في الصين بنسبة كبيرة بلغت 15% وفق أسعار الصرف الحالية خلال العام الجاري، ليصل حجم السوق الإجمالي إلى 20 مليار يورو.


 


وأما عمليات الشراء خارج الصين فقد شهدت زيادة أيضاً، حيث بلغت نسبة مشتريات المواطنين الصينيين من السلع الشخصية الفاخرة العالمية 32% خلال العام الجاري.


 


كما شهدت بقية الدول الآسيوية (باستثناء البر الصيني الرئيسي واليابان) نمواً قوياً أيضاً وبنسبة 6%، وساعد الانتعاش في هونغ كونغ وماكاو في تعزيز النمو، حيث بلغ حجم السوق 36 مليار يورو خلال العام الجاري.


 


ودفع التحسن الذي طرأ على سعر صرف العملة في النصف الثاني، إضافة إلى زيادة إنفاق الصينيين، سوق السلع الفاخرة في اليابان إلى تحقيق نمو بنسبة 4% وفق أسعار الصرف الحالية لتصل قيمته إلى 22 مليار يورو خلال العام الجاري، ومستقبلاً، سيشكل عملاء الألفية تحدياً للعلامات التجارية في هذا السوق.


 


وشهد السوق الأمريكي (أمريكا الشمالية والجنوبية) بعض المعاناة، لكنه تمكن من إنهاء العام على نحو إيجابي محققاً نمواً بنسبة 2%. ومع قيمة تصل إلى 84 مليار يورو، يبقى هذا السوق مهماً للعلامات التجارية الفاخرة التي لا تزال تواجه ظروفاً صعبة بالنسبة لمتاجر الأقسام. وتعتبر كندا والمكسيك من بين الأسواق المزدهرة في هذه المنطقة.


 


أما في المناطق الأخرى، فكان النمو ثابتاً عند 1%، مع تقييد منطقة الشرق الأوسط بحالة عدم اليقين الاقتصادي.


 


كيف يشتري العملاء السلع الفاخرة؟


 


حققت قنوات البيع بالتجزئة نمواً بنسبة 8% خلال العام الجاري وحده، 3% من هذه النسبة جاءت من عمليات افتتاح المتاجر الجديدة، والـ 5% الباقية جاءت من نمو المبيعات المتماثلة خلال فترتين زمنيتين. أما قنوات البيع بالجملة فحققت نمواً بنسبة 3%، مدفوعة بالأداء القوي للمتاجر المختصة، لكن قابل ذلك جزئياً أداءً مخيباً لمتاجر الأقسام على المستوى العالمي.


 


وتواصل المبيعات عبر الإنترنت نموها، مع وجود ارتفاع في حجم هذه المبيعات بنسبة 24% خلال العام الجاري. ويشكل سوق الولايات المتحدة الأمريكية ما يقرب من نصف المبيعات عبر الإنترنت- التي يمثل مجموعها 23 مليار يورو- إلا أن نمو هذه المبيعات كان قوياً في أوروبا وآسيا بشكل خاص. وحافظت الاكسسوارات على مكانتها في صدارة السلع المباعة عبر الإنترنت، متقدمة على الملابس؛ في حين شهدت مبيعات منتجات التجميل والسلع الفاخرة الصلبة (المجوهرات والساعات) ارتفاعاً على حد سواء. وبدأت العلامات التجارية أخيراً في وضع بصمتها في عالم التسويق عبر الإنترنت من خلال إنشاء مواقعها الخاصة، التي باتت تمثل اليوم 31% من حجم المبيعات.


 


وتقدر شركة "بين آند كومباني" أن مبيعات السلع الشخصية الفاخرة عبر الإنترنت ستشكل 25% من السوق بحلول العام 2025، حيث لا تزال المتاجر تستحوذ على 57% من حجم المبيعات.


 


وقال فابر: "لا يرتبط الأمر بمسألة المستهلكين من جيل الألفية فقط، بقدر ما يتعلق بمفهوم "المزاجية الألفية". وهذا يعني أنه وفي حين ستستمر أهمية جيل الألفية، فإن الطريقة التي يتسوقون بها قد أثرت بالأجيال الأخرى أيضاً. وينبغي على العلامات التجارية تطوير أدواتها التسويقية عبر الإنترنت وفي المتاجر، حيث نرى بأن العلامات التجارية التي ستتمكن من القيام بذلك، ستشهد نمواً في سوق السلع الشخصية الفاخرة."


 


من هم عملاء السلع الفاخرة اليوم، وما الذي يقومون بشرائه؟


 


تقوم العلامات التجارية الناجحة بوضع استراتيجياتها بما يتناسب مع فئات محددة، وإنشاء منظومة يكون فيها لكل تفاعل وتواصل مع العميل تأثير يعبر عن قصة العلامة التجارية.


 


فالأحذية والمجوهرات والحقائب هي الفئات الثلاث الأسرع نمواً هذا العام، إلا أن الملابس ومنتجات التجميل والساعات لا تزال تمثل الجزء الأكبر من السوق.


 


وتعمل العلامات التجارية الفاخرة على إنتاج تصاميم جديدة من الملابس غير الرسمية في محاولة منها لجذب المستهلكين الشباب، حيث تأتي قمصان الـ "تي شيرت" والأحذية الرياضية والسترات بين فئات الصادرة في هذا المجال.


 


ويعتبر التغير في ذوق الأجيال هو محرك النمو الرئيسي لسوق السلع الفاخرة، حيث إن 85% من نمو سوق السلع الفاخرة خلال العام الجاري كان مدعوماً من جيل الثمانينات والتسعينات وجيل الألفية.


 


مستقبل سوق السلع الفاخرة


 


تتوقع شركة "بين آند كومباني" أن يستمر هذا النمو الإيجابي بمعدل نمو سنوي من 4 إلى 5% خلال السنوات الثلاث المقبلة، حيث ستصل قيمة سوق السلع الشخصية الفاخرة من 295 إلى 305 مليار يورو بحلول العام 2020.


 


وفي حين أن هذا القطاع لا يزال بمثابة نقطة استقطاب بالنسبة للفائزين، الذين يحققون نمواً في المبيعات؛ والخاسرين، الذين يعانون من انخفاض في المبيعات، إلا ظروف السوق تتطور باتجاه إيجابي. وشهدت ما يقرب من ثلث العلامات التجارية (65%) نمواً خلال العام الجاري، صعوداً من 50% فقط في العام الماضي.


 


أما مستويات الربحية فبقيت مرتفعة في المتوسط (حوالي 19% من الأرباح التشغيلية خلال العام الجاري). ومع ذلك، فإن ظاهرة الاستقطاب أكثر ميلاً للربحية من نمو الإيرادات، إذ تمكنت ثلث العلامات التجارية الناجحة خلال العام الجاري من زيادة أرباحها أيضاً.


 


وقال فابر: "وصل سوق الشرق الأوسط إلى نقطة انعطاف، حيث تعمل العديد من العلامات التجارية على تخفيض الفجوة السعرية مع أوروبا، كما بدأت المبيعات بالنمو من جديد. إلا أن هذا النمو لا يزال متقلباً بين فئات المنتجات والعلامات التجارية بحيث لا يكون الجميع فائزاً دائماً. ومع دخول "أمازون" أسواق المنطقة، وإطلاق أسواق التجارة الإلكترونية "نون" و"أوناس" و"نت أيه بورتر"


 


وغيرها، فإن انتشار مفهوم التجارة الإلكترونية سيواكب بسرعة المستويات الأوروبية وبالتالي الاستحواذ على حصة أكبر من السوق."


جميع الحقوق محفوظة لموقع الخبر الاقتصادي