فى مبادرة منها لتوظيف المخلفات الزراعية وعلى رأسها قش الأرز، تبنت أكاديمية هليوبوليس مشروعاً لتحويل قش الأرز إلى وقود حيوى للسيارات، وذلك لمنع السحابة السوداء من الظهور فى سماء مصر والتى تنتج عن حرق قش الأرز. يتحول قش الأرز حسبما أعلنت الأكاديمية إلى وقود عن طريق تخميره، وتتم عملية التخمير بإضافة فطر يحلل مكوناته إلى جلوكوز، وهو ما يتحلل بدوره إلى كحول منتجاً للوقود الحيوي.
قال د.الشحات رمضان رئيس قسم البيوتكنولوجى بأكاديمية هليوبوليس إن المشروع الذى أقامته الأكاديمية بالتعاون مع خبراء من جامعة عين شمس، وبدأت فى تنفيذه عام 2009، نجح فى تحويل قش الأرز إلى كحول، ليستخدم فى النهاية كوقود حيوى، وهو ما تنفذه بعض الدول الأوروبية، حيث تستخدم الجازولين فى تحريك عرباتها، كما تقوم دول آخرى مثل الأرجنتين والبرازيل فى تحويل حبوب الذرة إلى وقود حيوى.
وأكد رئيس قسم البيوتكنولجى بأكاديمية هليوبوليس أن استخدامات قش الأرز الذى يمثل حوالى 17% من إجمالى المخلفات الزراعية بمصر- لا تقف عند هذا الحد فحسب- وإنما يمكن استخدامه فى صناعة علف الماشية، أو استخدامه فى إنتاج فطر عيش الغراب، أو استخدامه كأحد مكونات البناء للمنازل الخضراء، وكذلك يساهم فى إنتاج مادة السيليكا بفعل المعاملات الكيماوية المختلفة، بالإضافة إلى أن استخدام بالات قش الأرز المضغوطة فى القضاء على أمراض التربة والأعشاب الضارة والديدان الخيطية.
ورغم استخداماته المتعددة، إلا أنه يتم توظيف أقل من 20 % من قش الأرز حسب التطبيقات سالفة الذكر، كما يستخدم حوالى ربع قش الأرز الموجود بمصر فحسب فى السماد العضوى أو فى علف الماشية وذلك وفقاً لما أوضحه د.رمضان.
وحذر د.رمضان من ترك قش الأرز بلا أى استخدام، حيث أن تنائج تركه توازى نتائج حرقه، فإذا ترك أصبح عرضة للتحلل، منتجاً بدوره غازات سامة للإنسان وللبيئة مثل غاز الميثان، وأكاسيد الأوزوت.
ولفت د.رمضان النظر إلى أن مصر لم تكن تعانى مطلقاً من مشكلة حرق قش الأرز فى خمسينات القرن الماضى، حيث كان يستخدم دائماً كوقود للأفران فى منازل المزارعين، وحينما دخل البوتجاز إلى الريف المصرى فى سبعينات القرن الماضى، أصبح قش الأرز يمثل عبئاً على المزارعين.
وفى نفس السياق، أطلقت أكاديمية هليوبوليس حملة ضد حرق قش الأرز على موقع التواصل الاجتماعى الشهير بعنوان " لا لحرق قش الأرز بلدنا أولى بيه!"، من أجل نقل أحدث الأخبار والطرق العلمية المستخدمة فى مجال توظيف قش الأرز.
|