يستقبل الرئيس عبدالفتاح السيسى، غدا الأحد، ولى العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، فى زيارة رسمية إلى القاهرة تستمرثلاثة أيام.
وكشفت مصادر مسئولة بوزارة البترول والثروة المعدنية، أن قطاع البترول سيكون له دور فعال ورئيسي فى هذه الزيارة، ويُعد من أهم القطاعات التى سيتم توقيع عدد من الاتفاقيات بشأنها مثل اتفاقية شراكة للعمل فى مجال البحث والاستكشاف بمنطقة البحر الأحمر، والتعاون المشترك بين الشركات المصرية للعمل بالتنقيب فى السعودية، بالإضافة إلى بحث إقامة مجموعة من المشروعات المشتركة مع شركة أرامكو لتجارة المنتجات البترولية، التابعة لشركة أرامكو السعودية العملاقة.
كانت شركة أرامكو زارت شركات بترول مصرية خلال فبراير الماضى، والتعرف على المشروعات التى تقوم بها هذه الشركات من بنية أساسية، وخطوط الأنابيب ومعامل التكرير، وذلك تمهيدا لإمكانية دخول الاستثمارات السعودية فى هذه المشروعات، وبخاصة بعد إصدار قانون الغاز الجديد، تمهيدا لتحويل مصر إلى مركز إقليمى للطاقة.
وقال الدكتور جمال القليوبى، أستاذ هندسة البترول والطاقة، إن زيارة ولى عهد السعودية لمصر تُعد خطوة جيدة لفتح أسواق جديدة فى مجال البترول والطاقة بالشراكة مع الجانب السعودية، وضخ استثمارات جديدة، من خلال نقطة الالتقاء بين مصر ممثلة فى القارة الإفريقية، والسعودية ممثلة فى قارة آسيا، وذلك بعد ربط جسر الملك سلمان بنحو 52 كيلومترا، ما يساعد على زيادة التبادل التجارى بين البلدين، ما يؤدى إلى تكامل اقتصادى عربى.
وأوضح «القليوبى»، أن الخط البرى بين مصر والسعودية سيكون أحد البدائل المهمة لتأمين احتياجات الدول العربية المجاورة من النفط والغاز، والبديل لخط الغاز القطرى، التى كانت تعتمد عليه الدول العربية بالدرجة الأولى، مشيرا إلى ان الغاز المصرى هو البديل لخط الدولفين القطرى العربى، وسيكون جسر الملك سلمان أداة سبيل لهذا الربط الأرضى الذى سوف يسهل عملية مد خط الغاز المصرى، والذى يصل إلى السعودية بسهولة.
وأشار إلى أنه سيتم مد خط الأنابيب المصرى عبر سيناء، ومن منطقة سيناء عبر الجسر البرى ومنها إلى منطقة تبوك ثم إلى داخل الأراضى السعودية، ثم إلى الإمارات والبحريت والكويت، ومستقبلا إلى العراق، التى تعد من أهم شبكات الدول العربية المصرية، والذى سيصل إلى دول أوروبا، بناءً على البروتوكول القبرصى المصرى، ويربط الدول العربية بأوروبا.
وقال القليوبى، إن شركة أرمكو السعودية تعتزم نقل 25% من استثماراتها بالدول الإجنبية، إلى منطقة البحر الأحمر للدخول فى شراكة مع مصر فى مجال البحث والاستكشاف، وذلك بما يوازى نحو 20 مليار دولار، خاصة أن منطقة البحر الأحمر من أهم المناطق الواعدة التى لا تقل أهمية عن منطقة البحر المتوسط.
من جانبه، قال رئيس شركة أرامكو إن هناك فرصا قوية للاستثمار والتعاون مع مصر، فى مجال البترول السعودى وضخه عبر خط أنابيب سوميد، وتحويل منطقة سيدي كرير كمركز رئيسي لدعم تسويق مبيعات أرامكو من الخام لأوروبا، وكذلك إمكانية استغلال جانب من الطاقات الفائضة بمعامل التكرير المصرية فى تكرير الخام السعودي.
واستأنفت أرامكو السعودية أمس الأول توريد 700 ألف طن شهريا لمدة خمس سنوات بموجب اتفاق بقيمة 23 مليار دولار بين شركة ارامكو السعودية والهيئة المصرية العامة للبترول جرى توقيعه خلال زيارة رسمية قام بها العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز لمصر العام الماضي.
وبموجب الاتفاق تشتري مصر شهريا منذ مايو 2016 من أرامكو 400 ألف طن من زيت الغاز «السولار» و200 ألف طن من البنزين و100 ألف طن من زيت الوقود وذلك بخط ائتمان بفائدة اثنين بالمائة على أن يتم السداد على 15 عاما.
|