أعربت المنظمة المصرية لحقوق الإنسان عن قلقها البالغ لما شهدته البلاد أمس من أحداث توتر وعنف أمام مبنى ماسبيرو على خلفية بعض الاحتجاجات التى شهدتها محافظة أسوان، مما أدى إلى وفاة 24 قتيلاً وإصابة 327 مواطنًا من المحتجين وأفراد الشرطة والقوات المسلحة على حد سواء.
أكد حافظ أبو سعدة، رئيس المنظمة المصرية لحقوق الإنسان، أن هناك تزايدًا للآراء العنصرية والطائفية والمتشددة كانت سبباً رئيسياً فى تفاقم الموقف، ولهذا يجب تنفيذ القانون على الجميع، وحضور الدولة بشكل قوى مما يقضى على الانقسام الذى يهدد وحدة المجتمع المصري.
وشدد "أبو سعدة" على أنه يجب حل القضية بشكل جذرى وعدم تقديم تبريرات وهمية بالإشارة إلى الخارج، خاصة أن المشكلة لدينا فى الداخل، وأن أول طرق الحل هى البحث فى الداخل المصرى، وإدارة حوار مجتمعى للتعرف على المشاكل المتراكمة وإيجاد سبل للحل، ولذا تعرب المنظمة عن شديد قلقها إزاء تفاقم أعمال العنف والنابع بشكل أساسى نتيجة قيام البعض بتنفيذ القانون دون الرجوع إلى المؤسسات القانونية وذلك مثلما حدث فى مبنى المريناب التابع لمركز أدفو بأسوان.
وأضاف: يجب عودة دولة القانون حتى يطبق على الجميع، فضلا عن ذلك فهناك قصور حكومى شديد إزاء التعامل مع الأزمة من حيث التدخل فى الوقت المناسب وأن أحداث أسوان كان يمكن تداركها بشتى السبل، إلا أنه لم يتم اتخاذ إجراءات حاسمة إزاء المعتدين على المبني، فغياب القدرة على التدخل السريع أدى إلى تفاقم المشكلة على هذا النحو، وأخيراً فإن التناول الإعلامى زاد من تفاقم الأمور بقوة حينما تناول الموضوع من وجهة نظرة طائفية بحتة.
وطالب الحكومة بضرورة العمل على حل الأزمة بأقصى سرعة مع إيجاد آلية للتواصل بين الحكومة والمجتمع، والعمل على حفظ الأمن والسلم داخل البلاد، وتفعيل سيادة القانون على الجميع حفاظًا على استقرار البلاد، وأن يتم تشكيل لجنة قضائية للتحقيق فى هذه الأحداث وإعلان نتائجها للرأى العام وبكل حيادية لمعرفة المسئول بشكل أساسى فى تفاقم الوضع بهذه الصورة.
وأشار رئيس المنظمة المصرية لحقوق الإنسان إلى أن المنظمة أرسلت اليوم الاثنين بعثة تقصى حقائق إلى موقع الحادث والمستشفى القبطى برمسيس للوقوف على حقيقة الموقف ومتابعة مجريات الأزمة التى تفجرت أمس وأودت بحياة العديد من المواطنين من العسكريين والمدنيين على حد سواء.
وقدم "أبو سعدة" خالص تعازيه لأسرة أحد موظفى المنظمة وهو الناشط الحقوقى مايكل مسعد جرجس المراقب بمشروع رصد التغطية الإعلامية للانتخابات والساحة السياسية فى مصر، والذى لقى مصرعه أمس على خلفية أحداث ماسبيرو.
يذكر أن تلك الأحداث جاءت على خلفية الاحتجاج على هدم مبنى المريناب التابع لمركز أدفو بأسوان، مما أدى إلى تصاعد الغضب حيال هذا الأمر، وبالفعل توجهت مسيرة من شبراً للتنديد بما حدث والتى اتجهت بدورها إلى مبنى الإذاعة والتليفزيون "ماسبيرو"، وسرعان ما شهدت الاحتجاجات أعمال عنف ورشق بالحجارة وإطلاق الأعيرة النارية، فضلا عن إضرام النيران فى بعض السيارات الخاصة وسيارات تابعة للشرطة العسكرية وأتوبيس نقل عام.
|