اكد المهندس طارق قابيل وزير التجارة والصناعة ان زيارة الرئيس البرتغالي الحالية للقاهرة وزيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي الاخيرة للبرتغال تمثلان نقطة تحول هامة في مسار العلاقات الاستراتيجية المصرية البرتغالية وتمهدان الطريق لبدء مرحلة جديدة من العلاقات السياسية والاقتصادية بين مصر والبرتغال ، مشيرا الي ان تبادل الزيارات الرسمية بين مصر والبرتغال علي المستوي الرئاسي تنقل رسائل دعم وتشجيع واضحة لمجتمعي الاعمال بالبلدين لتعزيز العلاقات الثنائية الاقتصادية والتجارية بين البلدين .
جاء ذلك في سياق كلمة الوزير خلال الاجتماع الاول لمجلس الاعمال المصري البرتغالي المشترك والتي ألقاها نيابة عنه السيد/ أحمد عنتر رئيس جهاز التمثيل التجاري وذلك بحضور السيد/مانويل كابرال وزير الاقتصاد البرتغالي ورئيسا مجلس الاعمال المشترك المصري والبرتغالي والذي يترأسه عن الجانب المصري السيد/ محمد ابو العنين الي جانب أعضاء المجلس من مصر والبرتغال .
وقال الوزير أن مجلس الأعمال المصري البرتغالي يمثل منصة مشتركة وفرصة مميزة لمجتمعي الأعمال بالبلدين لبحث سبل تعزيز التعاون في مختلف المجالات وخاصةً المجالات التجارية والاستثمارية، مشيراً إلى أن التعاون بين الحكومة المصرية ونظيرتها البرتغالية إلى جانب مجتمعي الأعمال بالبلدين يمتد لسنوات طويلة ويتسع ليشمل مختلف مجالات السياسية والتجارية والاقتصادية.
واشار الي اهمية انعقاد الاجتماع الاول لمجلس الاعمال المشترك لبحث الفرص الاستثمارية المتاحة بمصر والبرتغال، مؤكداً أهمية دور المجلس في تعظيم الاستفادة من الفرص المتاحة بالبلدين لبدء شراكة حقيقية بين القطاع الخاص في الجانبين .
واوضح قابيل ان مجلس الاعمال الجديد تم تشكيله بهدف دفع العلاقات الاقتصادية بين البلدين لمستويات غير مسبوقة حيث يضم نخبة من رجال القطاع الخاص يمثلون مجالات التعاون الاقتصادي ذات الاهتمام المشترك في الجانبين .
واشار الوزير الي ان برنامج الاصلاح السياسي والاقتصادي لمصر يسير في الاتجاه الصحيح حيث تبنت مصر منذ عام 2014 خطة اصلاح اقتصادي شملت اصلاحات مالية تضمنت خفض دعم الوقود واصلاحات ضريبية استهدفت خفض عجز الموازنة ، وتبني نظام مرن لاسعار الصرف استهدف تعزيز تنافسية مصر الخارجية واعادة بناء احتياطي النقد الاجنبي بالاضافة الي دعم الصادرات والسياحة وجذب الاستثمارات الاجنبية ، لافتا الي ان الاصلاحات الاقتصادية تضمنت ايضا رفع اسعار الفائدة وتطبيق ضريبة القيمة المضافة والتوسع في برامج الانفاق الاجتماعي خاصة في قطاعي الصحة والتعليم ، كما تضمن البرنامج اصدار قانوني التراخيص الصناعية والاستثمار الجديد بهدف تحسين بيئة الاعمال وتحفيز النشاط الاقتصادي .
واضاف قابيل ان الربع الاخير من عام 2017 شهد تحسناً تدريجياً للناتج المحلي الاجمالي محققاً نسبة نمو بلغت 5%، مشيرا الي ان الحكومة ماضية قدماً في دفع برنامج الاصلاح الاقتصادي للأمام مستهدفة تشجيع الاستثمار وتحفيز الاقتصاد حيث تضمن الاصلاحات إزالة قيود تحويل الأرباح وإقرار قانون الإفلاس .
ونوه إلى أن هذه الإصلاحات استندت إلى رؤية مصر الخاصة بتحقيق التنمية المستدامة من خلال تنفيذ مشروعات تستهدف تحسين كافة الجوانب في المجتمع والتي تتضمن الجانب الاقتصادي والاجتماعي والبيئي بهدف تحقيق الرخاء والرفاهة للشعب المصري.
وقال قابيل أن مصر والبرتغال ترتبطان بعلاقات إستراتيجية على المستويين السياسى والإقتصادى في كافة المجالات ، مشيراً إلى أن حجم التبادل التجارى بين البلدين حقق إرتفاعاً ملموساً العام الماضى حيث بلغ 218 مليون يورو مقارنة بـ192.5 مليون يورو 2016 كما تبلغ الإستثمارات البرتغالية في مصر 405 مليون دولار في قطاعات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والملابس الجاهزة والطاقة المتجددة .
وأضاف أن مؤشرات التبادل التجارى والإسثتمارات المشتركة بين البلدين لا تعكس الإمكانات الضخمة للإقتصادين المصرى والبرتغالى، لافتاً إلى أن هناك فرصاً كبيرة للتعاون بين الجانبين في مجالات صناعة الجلود لاسيماً وأن صناعة الأحذية بالبرتغال تعد واحدة من أهم الصناعات في العالم كما تعد مصر من أهم الدول المصدرة للجلود للبرتغال.
وتابع وزير التجارة والصناعة أنه تم الإنتهاء من المرحلة الأولى من مدينة الجلود بالروبيكى ، كما يجرى العمل بالمرحلة الثانية والتي تقام على مساحة 135 ألف متر مربع وسيتم الإنتهاء منها خلال المرحلة القريبة المقبلة ، مشيراً إلى أن المدينة تستهدف جعل مصر محور ارتكاز لصناعة الجلود إقليمياً ودولياً .
ودعا الوزير الشركات البرتغالية المعنية للاستثمار في هذا المشروع الضخم، خاصة وان مصر تستهدف زيادة صادرات الجلود من 200 مليون دولار سنوياً الي مليار دولار بحلول عام 2020
ولفت قابيل الي ان هناك فرصة كبيرة لمجتمع الاعمال البرتغالى للاستثمار بمشروع تنمية محور قناة السويس خاصة وان مصر تمثل محوراً لاسواق القارة الافريقية والدول العربية مشيراً الى ان المشروع يقع في طريق التجارة الرئيسى بين آسيا واوروبا كما ان الموانئ الموجودة بمحور القناة تسهل مرور المنتجات لاسواق 1.8 مليار مستهلك في اوروبا وآسيا والشرق الاوسط وافريقيا ودول امريكا اللاتينية كما يضم السوق المصرى ما يزيد عن 100 مليون مستهلك
واضاف ان هناك فرصة اخرى للتعاون بين البلدين في مجالات الصناعات النسيجية وزراعة الـ 1.5 مليون فدان وصناعة السيارات والاثاث والالات والمعدات والصناعات الغذائية والتوزيع والنقل اللوجيستى والزراعة والانشاء
ومن جانبه أوضح محمد أبوالعينين رئيس الجانب المصرى بمجلس الأعمال المصرى البرتغالى المشترك أن السوق المصرى يمتلك فرصاً إستثمارية ضخمة في مختلف القطاعات خاصة في قطاعات الخدمات والإتصالات وتكنولوجيا المعلومات وصناعة السيارات ، لافتاً إلى إمكانية إنشاء مشروعات إستثمارية مصرية برتغالية مشتركة بمنطقة محور قناة السويس ومشروع المثلث الذهبى .
وأضاف أن زيارة الرئيس البرتغالى للقاهرة وتشكيل مجلس الأعمال المشترك يمثلان نقطة إنطلاق حقيقية لمرحلة جديدة من العلاقات الاقتصادية المتميزة بين مصر والبرتغال ، مشيراً إلى أن السوق المصرى يحظى بثقة عدد كبير من الشركات العالمية العاملة في مختلف المجالات لاسيما في قطاعات صناعة السيارت وتكنولوجيا المعلومات والبترول .
وأشار السيد باولو ألميدا رئيس الجانب البرتغالى بمجلس الأعمال المصرى البرتغالى المشترك إلى أهمية تعزيز العلاقات الاقتصادية التجارية الإسثتمارية بين مصر والبرتغال كى ترقى لمستوى العلاقات السياسية المتميزة التى تربط البلدين ، لافتاً إلى أن تشكيل مجلس الأعمال المشترك يمهد الطريق لبدء مرحلة جديدة من العلاقات الاقتصادية المتميزة بين البلدين
وأضاف أن البرتغال تسعى خلال المرحلة الحالية لتعزيز علاقاتها التجارية ليس فقط على المستوى الأوروبى ولكن مع كافة بلدن القارة الإفريقية ، لافتاً إلى أن مصر والبرتغال تمتكان فرصاً إستثمارية واعدة في مختلف المجالات .
|