تبدأ كل محاولات عمليات أطفال الأنابيب بالجنين، الذي يعد المرحلة الأولى لإنجاب طفل. ومع ذلك، إذا أدت الجهود المتكررة للحمل إلى الفشل، فإن خبراء أطفال الأنابيب يقترحون إجراء مزيداً من التحقيقات الطبية من خلال مجموعة متنوعة من الاختبارات لزيادة فرص النجاح.
وتعد تشوهات الكروموسومات للجنين واحدة من الأسباب الرئيسية لفشل الغرس المتكرر، والتي بدورها تؤدي إلى فشل أكثر من ثلثي جميع عمليات الغرس.
ويمثل عمر الوالدين أحد المخاطر الرئيسية التي تسبب تشوهات الكروموسومات في الأجنة. وإن خطر حدوث دورة فاشلة بسبب مشاكل وراثية مع أم فوق سن 35 يكون أعلى بكثير من حالة أم في العشرينات من عمرها.
ومع ذلك، فإن التشخيص الوراثي قبل الغرس (PGT) هو اختبار يمكن أن يتحقق من وجود تشوهات كروموسومية في الجنين، ما يؤدي إلى غرس جنين سليم ويضمن مزيد من الحمل الصحي.
ويتم إجراء التشخيص الوراثي قبل الغرس (PGT) لفحص عدد الكروموسومات في الأجنة التي تم الحصول عليها عن طريق عملية أطفال الأنابيب أو الحقن المجهري قبل نقل الأجنة إلى رحم الأم، ويحدد الاختبار المحتوى الكروموسومي للأجنة بحيث لا يتم نقل سوى الأجنة ذات الكروموسومات الطبيعية، ويحسن ذلك بشكل كبير معدلات نجاح عمليات أطفال الأنابيب.
وقال الدكتور "فرانسيسكو رويز"، المدير الطبي لمركز "IVI Fertility" الشرق الأوسط في مسقط: "إن جودة الجنين هي أقوى مؤشر لعملية الغرس، ويعتبر التشخيص الوراثي قبل الغرس (PGT) هو أفضل اختبار وراثي للكشف عن أي تشوهات كروموسومية في الجنين.
وإننا ناجحون للغاية في الحالات التي يتم فيها التشخيص الوراثي قبل الغرس، ويتم إجراء الفحص على الخلايا من الجنين، وينطوي على خطوتين هما فتح الطبقة الخارجية للجنين (المنطقة الشفافة Zona pellucida)، ثم أخذ عينة من الخلايا. وأفضل وقت لأخذ العينة هو اليوم الخامس.
ويحتوي كيسة الأريمية (blastocyst)، جنين في عمر 5 أيام، على عدة مئات من الخلايا، ويمكن إزالة عدد قليل من الخلايا بأمان أثناء أخذ العينة وتكون النتائج أكثر دقة.
ونحن نوصي بشدة بإجراء التشخيص الوراثي قبل الغرس في الحالات التي يكون لدى المرأة تاريخ من حالات الإجهاض المتكررة أو فشل عمليات الغرس المتكررة، ولأولئك الذين لديهن حمل سابق مع شذوذ الكروموسومات، أو حينما يكون لدى الرجل تحليل الحيوانات المنوية الخاص به غير طبيعي، يمكن لأي عامل أو مجموعة من هذه العوامل أن تزيد من خطر حدوث تشوهات في الأجنة".
في حين أن جودة الجنين تعتبر عاملاً رئيسياً في عملية الغرس، إلا أن الأزواج الذين لا يحصلون على الحمل حتى بعد التشخيص الوراثي قبل الغرس (PGT) ، يمكن أن يواجهوا حالات لإصابة بطانة الرحم، يسمى ذلك "ضعف استقبالية بطانة الرحم"، وبما أن الفحص البصري عن طريق التصوير بالموجات فوق الصوتية وحده لا يمكن أن يكشف عن مشكلة كهذه، فإن الأطباء في مركز "IVI Fertility" الشرق
الأوسط يستخدمون تقنية أكثر تطوراً تدعى اختبار جينوم استقبالية بطانة الرحم (ERA). يساعد هذا الاختبار في تحديد حالة استقبالية بطانة الرحم، ثم يقومون بنقل الجنين في الوقت المناسب من خلال تحديد مكان محدد يكون الأنسب للغرس من أجل تحسين فرص الحمل.
ولم يكن أمام الأطباء في السابق سوى تكرار دورات إخصاب أطفال الأنابيب حتى حدوث الحمل الناجح. ولكن الآن مع اختبار ERA، يمكن نقل الجنين بشكل أكثر دقة، مما يزيد من معدل نجاح الحمل ويقلل من الوقت الذي يتعين على المرضى الانتظار لحدوث الحمل. وتكون نتائج ERA متسقة في دورات مختلفة لنفس المريض عند الحفاظ على أخذ العلاج الهرموني.
وتكلفة الاختبار غير مكلفة نسبياً عند النظر في التكاليف الإجمالية لعلاج الخصوبة والفوائد المحتملة لتقييم درجة استقبالية بطانة الرحم.