"الحالمون"... حين يحكي الأدب قصة الثورة الألمانية التي هزت البلاد، وقسمت شعبها، وكان من الممكن أن تغير مسار القرن العشرين.
نقل الكاتب والصحفي فولكر فيدرمان هذه الحالة من الضيق من نوفمبر 1918 وحتى أبريل 1919.
وتبدأ أحداث الرواية في خضم المآسي الأخيرة للحرب العالمية الأولي.
خلال تحول المملكة البافارية إلى جمهورية شعبية.
في ليلة الأحد السابع من نوفمبر 1918 ينتقد الناقد المسرحي كورت إيزنر هو ومؤيدوه في مظاهرة هذا التحول وهم يسيرون في شوارع ميونخ، ككرة ثلج كثيفة، ليرحل الملك وعائلته تحت جناح الظلام ويدخل إيزنر مبنى البرلمان ويعلن نفسه رئيس الوزراء المؤقت وبافاريا دولة حرة.
وفي منتصف الليل قبل خطف ساعة من النوم، يذكره أحد رفاقه بأنهم أقاموا ثورة دون سكب قطرة دم، لم يكن هناك شىء من هذا القبيل في التاريخ.
ويتفوق فيدرمان في وصفه المثير لثورة عبرت من الشارع وحتى كرسي السلطة دون إسالة قطرة دماء، متابعا في التشويق لفترة الازدهار التي أعقبت ذلك، لكن قيادة أيزنر كانت ضعيفة حين ألقى خطابا يشرح فيه المبادىء الأساسية لحكمه: الديمقراطية الدائمة، والسلام الدائم والمصالحة مع أعداء ألمانيا.
ودعا فيه إلى انتخابات لتأييد الثورة، وحصل فيها على نسبة 2.5% فقط من الأصوات، ليقوم منتقدوه بتصعيد الهجمات والاستهزاء به في الأماكن العامة حتى فبراير 1919، ويغتاله أحد القوميين في أحد خطاباته.
وتنتصف القصة مع هذا الاغتيال الدموي، أما النصف الثاني لفيدرمان فمكرس لفراغ القوة الناجم عن ذلك، والصراع على السلطة في تلك الأيام.
ويؤرخ الكاتب لفترة من التقلبات السياسية ومحاولات استعادة القانون والنظام من قبل مجموعة من الكتاب والفنانين الذين يتمتعون بخبرة عن المحرومين منها من الكادحين.
ورسم فيدرمان الفصائل المتحاربة والانقلابات المتكررة، لينتهي النصف الثاني من الرواية عند نقطة محورية، وهي تولي الكاتب المسرحي ارنست تولر وعدد من الكتاب الشيوعيين والأناركيين لمجلس الجمهورية "قصيرة العمر" والتي كانت تفتقر إلى الوضوح والحيوية.
|