تزايد السخط الشعبى فى إيطاليا تجاه النواب فى برلمان بلادهم، نظرًا للبذخ والترف المبالغ فيه اللذين يتخذانهما منهاجًا لنمط استهلاكهم، وطالب المواطنون نوابهم فى البرلمان بترشيد نفقاتهم بما يتوافق مع الأوضاع الراهنة فى إيطاليا.
فبلاط البرلمانيين الايطاليين وامتيازاتهم يبدأ عند مداخل البرلمان، إذ يحظى كل برلمانى بسيارة فارهة وسائق، وداخل البرلمان تبدو الرفاهة على أصلها، حيث يتناولون طعامهم فى أوانٍ مصنوعة من الكريستال، وبأدوات مائدة مصنوعة من الفضة الخالصة.
وطبقًا لتقرير أعدته "France 24"، اتضح أن نفقات النواب الايطاليين تكلف ضعف نفقات النواب الفرنسيين والبريطانيين، فهى تصل إلى 20 ألف يورو شهريًا، ما بين تعويضات وامتيازات للعضو الواحد.
ووصل الترف الذى يتمتع به نواب البرلمان إلى تواجد "حلاق للبرلمان" داخل المبنى، يتوجه إليه النواب حال ما أرادوا الحصول على جلسة استرخاء.
وعلى الرغم من كل ذلك، فإن البرلمانيين لا يجدون فى وضعهم ما يدعو للاستغراب، ويرون أن مباشرتهم مهامهم البرلمانية بشكل جدى تستلزم أن يتصرفوا على هذا النحو، ولم يقبل سوى نائب واحد فقط إعادة النظر فى نفقاته بما يتواءم مع مستوى معيشة المواطنين هو كارلو موناى، أحد نواب المعارضة الايطالية.
وقال "موناى" إنه اقترح القيام بإصلاح جذرى لتخفيض امتيازات النواب، وكان هو الوحيد الذى صوّت لصالح الاقتراح، فيما صوت النواب كلهم ضده.
وفى نهاية الأمر، رفض النواب الايطاليون تخفيض نفقاتهم، واكتفوا بالوعد بأنها لن ترتفع أكثر من ذلك.
|