توصلت دراسة حديثة إلى أن تركيز الثروة في الولايات المتحدة عاد إلى مستويات لم يشهدها منذ "عصر الجاز" أي قبل فترة الكساد العظيم.
وعصر الجاز "Jazz Age" هو العقد الثالث من القرن العشرين والذي بدأ في 1 يناير 1920 وحتى 31 ديسمبر 1929 ويعرف كذلك في أمريكا الشمالية باسم العشرينات الهادرة "Roaring Twenties".
وأوضحت نتائج البحث الذي أعده أستاذ الاقتصاد في جامعة كاليفورنيا في بيركلي "جبريل زوكمان" والصادرة في الشهر الجاري، أن كافة الأبحاث المتعلقة بهذه المسألة كذلك تشير إلى أن الثروات الكبيرة تركزت في الصين وروسيا خلال العقود الأخيرة.
وبحسب الدراسة، فإن الوضع نفسه يحدث في فرنسا والمملكة المتحدة لكن بمعدل زيادة أكثر اعتدالاً.
وأضافت الورقة البحثية أنه في عام 1929، قبل انهيار وول ستريت الذي تسبب في الكساد العظيم، فإن حصة أغنى 0.1% من الأثرياء البالغين كانت بالقرب من 25% من إجمالي ثروة الأسر.
ولكن هذه المعدلات تراجعت في فترة الثلاثينيات واستمرت في الهبوط إلى دون 10% في أواخر السبعينيات لكنها تعافت منذ أوائل الثمانينيات وتقع حالياً بالقرب من 20%، وفقاً للدراسة.
وذكر زوكمان أنه أوضح مراراً أن النمو المتزايد لعدم المساواة في الثروة بالولايات المتحدة عبارة عن نتيجة ثانوية لفقاعة غير مستدامة في أسعار الأصول مثل الأسهم والسندات.
وفي استجابة لتساؤل حول القاسم المشترك بين عدم المساواة بالثروة في الولايات المتحدة خلال فترة "العشرينات الهادرة" مقارنة مع الوقت الحالي، قال: "فقاعة هائلة بسوق الأسهم".
وتلقي دراسة "زوكمان" الضوء على مسألة عدم المساواة في الدخل، وهي القضية التي تشغل الأكاديميين والسياسيين والمليارديرات وحتى وكالات التصنيف الائتماني.
وفي العام الماضي،كانت وكالة موديز للتصنيف الائتماني ذكرت أن الفجوات المتزايدة في الثروة قد تؤدي إلى خفض تصنيف سندات الحكومة الفيدرالية.
وكانت دراسة لمؤسسة "أوسكفام" قد كشفت ثروة أغنى 26 شخصاً حول العالم في 2018 هي نفس قيمة ثروة النصف الأكثر فقراً من سكان الأرض.
|