لا تزال مشكلات القمامة واحدة من الأزمات التي تؤرق المدن الكبيرة، خاصة تلك التي تمتلك معايير عالية للحفاظ على البيئة، فما بين إعادة التدوير أو استخدامها في إنتاج بعض أنواع الوقود، تتنوع خيارات الدول المتقدمة للاستفادة من القمامة، لكن الاتجاه الذي اتخذته العاصمة الدنماركية كوبنهاجن بتحويل أحد الجبال لديها إلى منتجع للتزلج، بدا أمرا مختلفا.
داخل منشأة (كوبينهيل) لمعالجة النفايات التي تبعد 10 دقائق عن وسط كوبنهاجن، استغل القائمون على المنشأة سقف مبناها الرئيسي المنحدر من ارتفاع 85 مترا، وقاموا بتغطيته بمادة تسمى (نيفيبلاست)، التي جعلته يبدو أشبه بمنحدر للتزلج، إلا أنه أخضر اللون.
ويتسع منحدر التزلج لـ150 فردا في الساعة الواحدة، كما يتميز هذا المكان أيضا بكونه يعتمد على مادة جافة وليس على الجليد، وهو ما يحافظ على استمراريته طوال العام.
ويمثل موقع هذا المنحدر للتزلج ميزة أخرى بالنسبة لزائريه، حيث وصف أحدهم التجربة بأنها رائعة، كونها قريبة من وسط المدينة، مضيفا أنه يمكنك الوصول إلى هنا خلال 10 دقائق، بدلا من أن يضطر إلى السفر إلى وجهة للتزلج تبعد مسافات تتراوح بين ست إلى عشر ساعات. ويعتبر هذا المبنى، الذي صممه المهندس المعماري ياركه إنجيلز، خطوة مهمة نحو تحقيق كوبنهاجن طموحها في أن تصبح أول عاصمة خالية من الكربون في العالم، ولقيت فكرة بناء المنشأة ترحيبا من سكان المنطقة.
وستعمل المنشأة أيضا على إحراق مخلفات يهدرها نحو 600 ألف من سكان المنطقة إلى جانب 68 ألف شركة، لتساعد في إنتاج الطاقة وعمليات تدفئة المنطقة، بالإضافة إلى إعادة تدوير جزء من تلك المخلفات.
وبدأت المنشأة عملها في عام 2017، في حين يبدأ المنتجع الترفيهي نشاطه بشكل دائم في الربيع المقبل، وسيظل منتجع التزلج مفتوحا طوال العام.
|