ننشر كلمة كومان فى المؤتمر العربي ال١٣ لرؤساء أجهزة الإعلام الأمني

 


بدأت صباح اليوم جلسات المؤتمر العربي الثالث عشر لرؤساء أجهزة الإعلام الأمني المنعقد بتونس بحضور كلا من اللواء منصور بن سلطان التركي رئيس المؤتمـر و أصحاب رؤساء وأعضاء الوفود العربية استهلت الجلسة بكلمة  الدكتور محمد بن على كومان الامين العام لمجلس وزراء الداخلية العرب حيث قال يسعدني أن أرحب بكم في مقر الأمانة العامة لمجلس وزراء الداخلية العرب الذي تحتضنه تونس العزيزة بكل كرم وعناية، فلها منا رئيسا وحكومة وشعبا خالص التقدير والامتنان.


 


ويشرفني أن أرفع أخلص معاني الشكر والعرفان إلى أصحاب السمو والمعالي وزراء الداخلية العرب على رعايتهم الكريمة للأمانة العامة لمجلسهم الموقر، وسعيهم الحثيث إلى تعزيز التعاون الأمني العربي.


 


تجتمعون اليوم في وقت باتت فيه وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي والتقنيات الحديثة تلعب دورا حاسما في كل مناحي الحياة، خاصة على الصعيد الأمني، إذ أصبح الإعلام الجديد سلاحا ذا حدين: يسهم في ارتكاب الجريمة ويسمح في الوقت ذاته بالتصدي لها.


 


وسيكون لهذا البعد المزدوج في الواقع الإعلامي والاجتماعي والثقافي نصيبُ الأسد من مداولاتكم اليوم من خلال عدة بنود تهتم كلها بالعلاقة بين الأمن وهذا الواقع الجديد.


فعلى صعيد استثمار الإعلام لمواجهة الإرهاب ستستعرضون تجارب الدول الأعضاء في نطاق بند دائم يشكل في كل مؤتمر فرصة لتقاسم التجارب الناجحة والممارسات الفضلى.


 


غير أنه يجب أن لا نغفل عن الجانب المظلم من الصورة وأعني بذلك استخدام الإعلام لا في التصدي للإرهاب بل على العكس للترويج له ولنشر الفكر المتطرف وإشاعة خطاب الإقصاء والكراهية.


 


وينسحب هذا الاستخدام السيئ للإعلام على وسائط ترفيهية ووسائل تواصل معاصرة مثل الألعاب الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي التي لا تتمثل سلبياتُها فقط في إضعاف الروابط الأسرية والاجتماعية وقطع الصلة بين الناس والواقع اليومي، وإنما تتجاوز ذلك إلى التأثير المباشر في الأمن والاستقرار، من خلال الإسهام في تهديد الأمن وبث الفتنة والأراجيف وتعطيل السكينة العامة.


 


وهذا ما ستناقشونه من خلال البندين المتعلقين بأثر الألعاب الإلكترونية في ارتكاب الجريمة والإرهاب، وتأثير الشائعات عبر مواقع التواصل الاجتماعي في الأمن الوطني للدول العربية والدور الذي يمكن لأجهزتكم القيام به لمواجهتها.


 


انسجاما مع توجهات المجلس لتوحيد الهياكل التنظيمية للقطاعات الأمنية العربية ووضع هياكل نموذجية تستهدي بها الدول الأعضاء، سينظر مؤتمركم اليوم في تصور لهيكل إداري نموذجي موحد لأجهزة الإعلام الأمني بالدول العربية وتوصيف وظيفي للعاملين فيها، وهو تصور ينبغي أن يراعي الرسالة النبيلة التي تقوم بها أجهزتكم الموقرة لا فقط على صعيد التوعية الأمنية والوقاية من الجريمة، ولكن أيضا على صعيد التواصل مع وسائل الإعلام لنقل الواقع الأمني الصحيح وتوفير المعلومات المناسبة عن الأحداث الأمنية مما يقطع الطريق أمام المتربصين بأمن الوطن ويحول دون انتشار الشائعات الهدامة.


 


 وختاما يسعدني أن أجدد الترحيب بكم راجيا أن تُكلل أعمالكم بالنجاح.


جميع الحقوق محفوظة لموقع الخبر الاقتصادي