بالرغم من توافق صحف العالم على إدانتها الجماعية لقمع المتظاهرين فى ميدان التحرير، فإنها انقسمت بين صحف تُحمل المجلس العسكرى مسئولية ما يحدث، وأخرى تُشير بأصابع الاتهام إلى الغشم السياسى الذى يمارسه الإخوان المسلمون وبينها رأى يقول إرث 60 عامًا يمحى فى أيام معدودات.
ورصدت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" الأمريكية، حالة الوحدة الوطنية التى عاشها المتظاهرون فى التحرير، حيث تحول مسجد عمر مكرم -بالقرب من ميدان التحرير-إلى مستشفى يُعالج فيها المسلم والمسيحي، كما كان الحال ذاته فى الكنيسة المتواجدة بالتحرير، يعالج فيها المسلم والمسيحي، بعد امتناع المصابين عن ركوب سيارات الإسعاف لاعتقادهم أنها ستقودهم إلى السجن والاعتقال بدلا عن المستشفى.
وفى صحيفة الـ"جارديان" البريطانية، كتبت فى افتتاحيتها أن الجيش الذى كان بالأمس بطل الثورة وحاميها، تحول اليوم إلى عدوها اللدود، مشيرةً إلى أن الأمر لا يعود فقط إلى قمع ثوار التحرير، وإنما بسبب العنف السياسى والمعنوى الذى سبق هذا القمع، وسط استمرار حالة الطوارئ وسجن المدونين وإحالتهم إلى محاكم عسكرية وقتل الأقباط وتقييد الحريات وتجميد محاكمة مبارك.
أما صحيفة "الشرق الأوسط" -التى تصدر من لندن- فقد كتب على إبراهيم، أن انزلاق ميدان التحرير إلى هذا الكم من العنف هو فى حد ذاته خسارة للقوى التقليدية خاصة الإخوان والسلفيين الذين حاولوا من خلال عملية غشم السياسى استعراض القوة والاستفادة من الهوة بين الشباب وبين المجلس العسكري، مؤكدًا أن حالة الإحباط والتخندق السياسى الذى حال دون الوصول إلى صيغة توافقية والمصالح الضيقة هى التى فجرت أحداث التحرير.
وفى "القدس العـربي" كتب رئيس تحريرها عبد البارى عطوان، أن مصر تستكمل ثورتها، تعليقًا على أحداث التحرير، واصفًا ما حدث بأنها مجزرة وبأنها محاولة لوأد الثورة، وأيًا كانت الجهة التى تسعى إلى وأد الثورة، حمّل الكاتب المجلس العسكرى المسئولية الأولى بسبب إدارته الفاشلة لشئون البلاد، وتخبطه فى قراراته، وإصراره على إطالة أمد هيمنته، دون الأخذ فى الاعتبار مطالب الجماهير وقيادات الثورة الشبابية والنخب السياسية الأخرى.
أما المفكر البريطانى مارتن لنجستون، فقد كتب فى صحيفة "صنداى تايم":
"عندما تشاهد منظر الشباب المصرى... وهم يمسكون بالقنابل المسيلة للدموع فى ميدان التحرير وكأنهم يلعبون الكرة فى الحارة.. تعرف وقتها ماذا سيفعل هؤلاء بالعدو لو خاضوا حربا، وتعرف كم هى عظيمة مصر وكم هو عجيب هذا الشعب؟.
|