قراءة فى جولة الإعادة للمرحلة الأولى: هل يكتمل تسونامى "الإسلام السياسي"؟

 


4   مرشحين فقط هم من ضمنوا مقاعدهم فى موقعة انتخابات برلمان الثورة، نصفهم من جماعة الإخوان المسلمين -التى كانت حتى 25 يناير "محظورة"- فأصبحت الآن صاحبة الصولجان ومقعد البرلمان، عقب ثورة قاطعوها فى بدايتها وتخلوا عنها فى نهايتها، وابتعدوا عن ميدانها عندما اختلفت مصلحتهم معه.





أما النائبان الآخران فيجمعهما تيار الدولة المدنية، وهما من نجوم شاشات الفضائيات، وإن اختلفت منابعهما الفكرية صحفى قومي - أو هكذا يفترض - هو مصطفى بكري رئيس تحرير جريدة الأسبوع، وأكاديمي ليبرالي وهو الدكتور عمرو حمزاوى الباحث السياسي المعروف.



فقط القاهرة هى التى حسمت معركة مدنية الدولة بترجيح كفة الثنائي (بكري - حمزاوي) فى حين سيعيد 98 مرشحًا الانتخابات في جولة ثانية تجرى يومي الإثنين والثلاثاء في منافسة على 49 مقعدًا، بخلاف مقعدا الدائرة الخامسة بالقاهرة ومقرها قسم شرطة مدينة السلام والتى لم يتم فرز أصواتها حتى الآن.



فى مقاعد الإعادة الـ 49 – الى جانب مقعدى الدائرة الخامسة بالقاهرة – يلعب "حزب الحرية والعدالة بـ 41 مرشحًا، معظمها مع مرشحى حزب النور الذى ينافس بـ 23 مرشحاً، واحد منها فقط بمحافظ القاهرة، وغالبيتها فى مراكز وقرى ونجوع محافظات الصعيد، حيث يشتد عود الشحن الطائفى، ويُستخدم كسلاح سياسي ناجح على المدى القصير، ومدمر للوطن على المدى الطويل، أما مرشحو تحالف الكتلة المصرية -الذى تعرض لأكبر حملة شحن طائفى مضادة بادعاء أن مرشحيه مدعومون من الكنيسة الأرثوذكسية- فاكتفى فقط بالمنافسة على 8 مقاعد فى جولة الإعادة، ولا عجب أن 7 منها فى العاصمة القاهرة، والثامن بمحافظة أسيوط.



أما حزب الوفد العريق فكانت نتائج الجولة الأولى بالنسبة لرئيسه رجل الأعمال السيد البدوى شحاتة بمثابة الصدمة الكبرى، حيث فشل الحزب على صعيد المنافسة على المقاعد البرلمانية فى حسم أى مقعد من الجولة الأولى، ليجرج كل مرشحى الحزب صفر اليدين، باستثناء مقعد وحيد ينافس عليه فى الإعادة النائب النائب السابق محمد عبد العليم داوود بمحافظة كفر الشيخ، تحت لواء الحزب الذى جمت عضويته فيه عام 2010 بقرار من السيد البدوي، وإبعاده عن الهيئة البرلمانية الوفدية فى آخر دورات برلمان 2005 – 2010.



المستقلون أيضا لهم مكان فى جولة الإعادة من خلال التنافس فى 16 دائرة، فقط اثنان منهما قامتا بتأمين استقلالهما بالتحالف مع جماعة الإخوان المسلمين وذراعها السياسي حزب "الحرية والعدالة" وهما المستشار محمود الخضيرى والمرشح حسني محمد طه، والاثنان يخوضان حرب الإعادة ضد مرشحين تابعين لحزب النور السلفى بالإسكندرية.



ذيول الحزب الوطنى المنحل لم تختفى من اللعبة السياسية تماما، وتدخل معركة الغعادة للمرحلة الأولى من برلمان الثورة من خلال 6 وجوه، بعضها كمستقلين، وبعضها عبرأحزاب ولدت من رحم الحزب الحاكم قبل إعلان وفاته بسقوط نظام "مبارك"، أبرزهم خالد عبد المنعم فراج الذى ينافس بأحد دوائر محافظة الاقصر من خلال حزب الحرية، وهو نائب شورى سابق عن الحزب الوطنى، ويوسف البدري عبد الفتاح الذى يخوض الإعادة بكفر الشيخ كممثل لـ"حزب مصر القومى" وهو نائب وطنى سابق، وعبد الباسط مبارك عضو حزب المواطن المصرى الذى يدخل الإعادة بمحافظة البحر الأحمر، الى جانب المستقلين الثلاثة من رجال الحزب سابقا وهم محسن محمد فوزي بدائرة قصر النيل، والنائب السابق ممثل الحزب الناصري قديما والحزب الوطنى حديثا محمد حيدر بغدادي بدائرة الجمالية بالقاهرة، وطارق طلعت مصطفى بالإسكندرية.



الغريب أن 4 من مجموعة الستة ذات النسب للحزب الوطنى ستواجه فى الإعادة ممثلين لحزب جماعة الإخوان المسلمين، وكلاهما يملك خبرة الصندوق ورفع مبدأ "الغاية تبرر الوسيلة"، ولكن بمنطق معكوس عما كان يجرى فى السابق بين حزب مسيطر وجماعة محظورة، ولكن بعد الثورة أصبحت المعطيات هى مواجهة بين فلول حزب منحل، وحزب صار شرعيا ويعمل فى العلن.



لم يبق فى قراءة قائمة الإعادة سوى 3 مرشحين .. 2 منهم يتبعان حزب البناء والتنمية المنبثق على الجماعة الإسلامية التى أصبح لها حزبا بقوة القضاء تمارس من خلاله السياسة.. وتترك السلاح.. على أمل ان تحقق أهدافها ببلوغ مرحلة التمثيل البرلمانى، والمرشحان الاثنين سيواجهان خصمين يتحدثان نفس اللغة، من مرشحى الإخوان.



المصير ذاته سيواجهه الناشط السياسي مصطفى النجار بدائرة مدينة نصر بالقاهرة، وهو أحد مؤسسى حزب العدل – أحد أحزاب شباب الثورة – والذى تعرض لأقذر حملة تشويه طائفية باعتباره مرشح الكنيسة هو الآخر، وتحريم التصويت له فى مواجهة منافس رجل الدين بزيه التقليدى العتيق، رغم الجذور الإخوانية للنجار الذى كان يوما أحد شباب الجماعة، ثم انشق عنها لإيمانه بحتمية مدنية الدولة، وحقوق المواطنة.



لم يتبق فى قراءة نتائج تلك المرحلة سوى أمرين، الأول هو وضع المرأة .. فمن الواضح أن حواء خرجت تمامًا من سباق المقاعد الفردية دون أى مشاركة فى جولة الإعادة، أما الأقباط فلم يعد أمامهما سوى مقعدين فقط يأملان فى نيلهما حتى يمثلان أبناء الكنيسة فى البرلمان وهما جون طلعت مرشح حزب المصريين الاحرار بدائرة الساحل التى كادت تحسم أمرها لولا ضياع أوراق 15 صندوقًا وتلف 75 صندوقًا أخرى، وأمير لمعي الذى يخوض معركة الإعادة بإحدى دوائر محافظة أسيوط.





 




جميع الحقوق محفوظة لموقع الخبر الاقتصادي