استطاعت البيانات الاقتصادية الصادرة خلال تداولات الأسبوع الماضي دعم تحسن أداء الدولار الأمريكي، خاصة عقب تراجعه في نهاية الأسبوع الماضي وبداية الأسبوع الجاري، إلا ان الضغوط لا تزال مستمرة على تحركات الدولار مع ترقب عدد من البيانات المهم خلال تداولات الأسبوع المقبل، إلى جانب تطورات المحادثات حول الحزمة التحفيزية، والتوترات بين الولايات المتحدة والصين، وأخيرا تطورات فيروس كورونا داخل البلاد.
سجل مؤشر الدولار الأمريكي ارتفاعا خلال تداولات الأسبوع ، بدعم من عدد من البيانات الاقتصادية الإيجابية، كان على رأسها بيانات سوق العمل الأمريكي، التي صدرت في وقت سباق اليوم. وقد دعمت تلك الأنباء ارتفاع مؤشر الدولار الأمريكي من مستويات 92.30 عند الافتتاح إلى مستويات 93.21 عقب صدور البيانات.
وعن أهم أهم المؤثرات على الدولار الأمريكي:
مؤشر ISMالتصنيعي
كانت البداية مع بيانات مؤشر مديري المشتريات التصنيعي ISMلشهر أغسطس الصادر يوم الثلاثاءالماضي، حيث سجل المؤشر ارتفاع إلى النقطة 53.1، بأقل من توقعات الأسواق بتسجيل ارتفاع إلى النقطة 53.6، كما تعد تلك الٌقراءة أسوأ من القراءة السابقة للمؤشر خلال شهر يوليو.
التغير في التوظيف بالقطاع الخاص غير الزراعي
أظهرت البيانات الصادرة يوم الأربعاء الماضي ارتفاع مؤشر التغير في التوظيف بالقطاع الخاص غير الزراعي ADPبأقل من التوقعات بصورة ملحوظة، حيث سجل المؤشر نحو 428 ألف وظيفة، في مقابل توقعات بإضافة نحو 1250 ألف وظيفة.
إعانات البطالة الأمريكية
كان لمؤشر طلبات إعانات البطالة الأمريكية خلال الأسبوع الأخيرة تأثير على تحركات الدولار الامريكي، خاصة مع تراجع المؤشر دون مستويات المليون طلب من جديد. فقد سجل المؤشر ارتفاع بنحو 881 ألف طلب، فيما كان من المتوقع ان يصعد بواقع 955 ألف طلب.
مؤشر ISMغير التصنيعي
ويوم الخميس، صدرت بيانات مؤشر ISMغير التصنيعي في الولايات المتحدة خلال شهر أغسطس، وقد أظهرت قراءة المؤشر نمو القطاع إلى النقطة 56.9، بما يقترب من توقعات الأسواق بتسجيل ارتفاع إلى النقطة 57، لكن تلك القراءة أسوأ من بيانات المؤشر خلال يوليو الماضي.
سوق العمل الأمريكي
وأخيرا، كانت آخر محطات الاسبوع الجاري مع صدور بيانات سوق العمل الأمريكي، والتي جاءت إيجابية إلى حد بعيد، مع ارتفاع معدل البطالة بوتيرة أقل من التوقعات حيث سجل 8.4%، في مقابل توقعات بتسجيل 9.8%. في الوقت نفسه، شهد مؤشر متوسط الأجور على أساس شهري ارتفاع خلال الشهر الماضي وصل إلى 0.4%. على الجانب اللآخر، جاءت بيانات مؤشر التغير في التوظيف بالقطاع الزراعي أقل من التوقعات بصورة طفيفة، بفارق بأكثر من 300 ألف طلب عن الشهر الماضي.
التطورات السياسة والعالمية
كان من أبرز الأحداث التي أثرت على تحركات الدولار الأمريكي الأنباء الصادرة عن تطورات حزمة التحفيز الأمريكية المرتقبة، وكان بعض تلك الأنباء إيجابي، فيما كان البعض الآخر سلبي، وهو ما دفع الدولار الأمريكي للافتتاح على تراجع.
وفيما يتعلق بتطورات فيروس كورونا، فقد كان لها نصيب من التأثير على تحركات الدولار، وتحديدا عقب تصريحات كبير خبراء الامراض المعدية في الولايات المتحدة، أنتوني فاوتشي، أمس، عن أن إيجاد لقاح كورونا بنهاية أكتوبر المقبل ليس أمرا مستحيلا. جاء ذلك عقب تصريحات مسؤول شركة الأدوية الأمريكية فايزر عن إمكانية التوصل إلى لقاح كورونا بحلول نوفمبر المقبل.
خلال تداولات الأسبوع المقبل مع بداية تعاملات الأثنين القادم ستكون الاسواق على موعد مع عدد من البيانات الاقتصادية المهمة في الولايات المتحدة، أهمها بيانات التضخم خلال أغسطس الماضي، وخصوصا عقب ارتفاع مؤشر متوسط الأجور الشهري. كذلك، من المقرر أن تصدر خلال الاسبوع المقبل بيانات كل من مؤشر أسعار المنتجين وإعانات البطالة. ومن المرجح أن يكون لتلك البيانات تأثير على تحركات الدولار الأمريكي، الذي ما زال يواجه عدد من الضغوط.
بالإضافة إلى ذلك، ستتجه الانظار خلال الأسبوع المقبل إلى تطورات محادثات حزمة التحفيز الأمريكي مع إعلان زعيم حزب الشيوخ عن تقديم مشروع قانون خلال الاسبوع المقبل، إلى جانب بدء الجولة الجديدة من المحادثات التجارية بين الولايات المتحدة وبريطانيا، متابعة تطورات لقاح كورونا وأعداد المصابين داخل البلاد.
|