متظاهرو"مصر" و"اليمن" و"البحرين" يبلغون عن "سموم غامضة" استخدمتها قوات الأمن لقمعهم

 


 



بدأ النشطاء من مختلف أنحاء الشرق الأوسط في الإبلاغ عن مادة سامة غامضة، ربما هي غاز الأعصاب المحظور، داخل السحب الكثيفة للغاز المسيل للدموع الذي تستخدمه قوات الأمن لقمع التظاهرات المناهضة للأنظمة في الأشهر الاخيرة، خاصة وأن الأعراض بدت على أعصاب المريض، وليس في جهازه التنفسي، وحملت تلك البلاغات حقائق تفيد بتورط شركات أمريكية وبريطانية وفرنسية في توريد مثل تلك القنابل المحظورة دوليًا.



وخلال حواره مع وكالة "IPS"، قال محمود حسن، خبير التسويق إنه شعر بدوار وضعف لعدة أيام، ولم تتوقف يداه عن الإهتزاز والإرتجاف بعد إستنشاق الغاز المسيل للدموع خلال تظاهرة في القاهرة ضد الحكم العسكري، مؤكدًا على أن الغاز المستخدم ضد المتظاهرين كان أقوى عدة مرات من الغاز الذي استخدمته قوات الأمن خلال إنتفاضة 18 يومًا التي أطاحت بالديكتاتور المصري حسني مبارك في فبراير الماضي.



وأشار "حسن" إلى أن الغاز لم يكن مسيلًا للدموع، لأنه تسبب في حروق بالجلد والرئتين، وأسقط الجميع على الأرض وجعل أجسادهم تتشنج دون التمكن من التحكم بها.



في الوقت ذاته، يُشتبه في أن يكون نوع الغاز ذاته هو الذي تسبب بمقتل 8 مدنيين على الأقل في البحرين منذ فبراير الماضي، وهو الحال الذي تم رصده في اليمن، إذ أفاد الأطباء أن متظاهرين مناهضين للنظام تعرضوا لما يبدو أنه غاز مسيل للدموع، فوصلوا للمستشفيات الميدانية مشلولين، وفاقدي الوعي، أو مصابين بالتشنجات، ولم يكن للعلاج الروتيني الخاص بالتعرض للغاز المسيل للدموع أي تأثير.



وكانت عبوات قنابل الغاز المسيل للدموع، التي حصل عليها المتظاهرون من مواقع الإحتجاج بمدن عربية، تحمل علامات من عدة شركات مختلفة، معظمها تم العثور عليها قرب ميدان التحرير في القاهرة، بعد الاحتجاجات الأخيرة، حملت علامة الصانع التالية: "الأنظمة التكتيكية المختلطةCombined Tactical Systems CT خلال تظاهرة في القاهرة ضد الحكم العسكري، وهي شركة أمريكية تنتج مواد كيماوية مهيجة وذخائر الغازات لقوات الجيش والشرطة في جميع أنحاء العالم.



فيما حملت عبوات قنابلCS الأخرى علامات شركة المختبرات الإتحادية من الولايات المتحدة ومصنع الأسلحة البريطانية "شيمرينج ديفنس "Chermring Defence"، وتحمل أغلب عبوات القنابل التي تم العثور عليها في البحرين علامات الشركة الامريكية "NonLethal Technologies".



وتقوم المختبرات الإتحادية، والأنظمة التكتيكة المختلطة(CTS) ، وChemring، وشركة الأمن الفرنسيةSAE Alsetex بتوريد الغاز المسيل للدموع لهذه الدولة الخليجية العربية في السنوات الأخيرة، بينما تعد شركة الأنظمة التكتيكة المختلطة(CTS) هي المورد الرئيسي لمواد مكافحة الشغب للحكومة اليمنية.



فصلاحية غازCS تتراوح من 3 إلى 5 سنوات، لكن نشطاء في البحرين ومصر قد نشروا صورًا لعبوات قنابل عليها تاريخ إنتاج منذ أكثر من عشر سنوات. وهم يقولون أن مكوناتCS الكيميائية تتغير مع الزمن وتشكل مشتقات خطرة.



إلا أن الخبراء يختلفون بشأن إمكانية تشكل المواد الكيميائية القاتلة بشكل عفوي مع الوقت أو التخزين الخاطئ لقنابل الغاز المسيل للدموع. وهم يجادلون بأنCS يفقد فعاليته مع مرور الوقت مثل أي دواء.



هذا ولم تثبت التجارب المخبرية حتى الآن اي نتائج حاسمة. وأعلن مسؤولون في وزارة الصحة المصرية أن عبوات قنابل الغاز المسيل للدموع المستخدمة، والتي فحصتها الوزارة، لا تتضمن أي سموم قاتلة.



أما عمليات التحليل المستقلة فتزعم أنها وجدت أن الغاز المسيل للدموع، المستخدم في القاهرة، يحتوي على خليط من 2.5% من البروم- سيانيد والزرنيخ - على الرغم من عدم إمكانية التحقق من ذلك، ويتم إجراء مزيد من التجارب في الوقت الحالي.



 



 





جميع الحقوق محفوظة لموقع الخبر الاقتصادي