تحوم أسعار الذهب حول 1900 دولار للأونصة لمعظم تعاملات شهر أكتوبر الحالي، وذلك بسبب معنويات السوق المتأرجحة كل يوم،فالأسعار ترتفع مع تزايد آمال المستثمرين في أن حكومة الولايات المتحدة على وشك التوصل لتشريعات قانونية لإقرار التحفيز المالي الجديد، في اليوم التالي تنخفض الأسعار مع انهيار تلك المحادثات نفسها، وعلى نفس الوتيرة المكاسب يتممحوهاثم تكرارها.
على الرغم من أن سوق تداول الذهب يبدو أنه لا يسير بسرعة في أي اتجاه، إلا أن بعض المحللين يتوقعون أن يشهد حركة صعودية في الأسابيع القليلة المقبلة، لكن من المهم على المستثمرين أن يدركوا المدى الذي وصل إليه سعر الذهب حتى الآن هذا العام، فحتى إذا استمرت الأسعار في التأرجح حول 1900 دولار فسوف يمثل ذلك مكسبًا بنسبة 25 ٪ تقريبًا لهذا العام.
إن أداء الذهب حتى الآن رائعًا للغاية فهو أعلى بكثير من العام الماضي 2019، لهذا يجب على المستثمرين النظر إلى ما وراء التقلبات الحالية في الشراء والتركيز على الأسباب التي دفعت بأسعار الذهب لأعلى مستوياته على الإطلاق في أغسطس لأنها حتى الآن لم تختف،فلا يزال هناك الكثير من الخلل الاقتصادي العالمي والسياسي بما سيدفع الأسعار عاليًا.
أداء قوي لعام 2019
كان عام 2019 عامًا قويًا لأسعار الذهب حيث تداول في بداية العام عند 1281 دولار للأونصة،وبحلول نهاية العام وصل سعره إلى 1509 دولار بزيادة قدرها 17.8 ٪.
بعد شهر واحد فقط من بداية عام 2020 في نهاية يناير ارتفع السعر ليصل عند 1583 دولار للأونصة، مما دفع المكاسب إلى 23.6٪، كان هذا كافيًا للتغلب على المكاسب الضخمة التي شهدناها في مؤشر داو جونز الصناعي خلال نفس فترة الـ 13 شهرًا.
وعقب تفشي فيروس كورونا وما نتج عنها من أضرار ارتفعت أسعار الذهب لتصل إلى أعلى مستوياتهاعلى الإطلاق في منتصف أغسطس 2020فوق 1940 دولار بقليل، مدفوعة بالمخاوف من ركود عميق في الاقتصاد جراء تداعيات الفيروس الذي لا يزال يتوسع في انتشاره.
توقعات بمواصلة الاتجاه الصعودي
يعتقد المحللون أن التقلب الحالي في الأسواق كان مدفوعًا جزئيًا بالاضطراب الذي يُحاط بحزمة الإغاثة المالية الجديدة في الولايات المتحدة.
ذكر البنك الكندي في تقرير أنه يتوقع أن تشهد أسعار الذهب نموًا مستدامًا، وأرجع ذلك إلى الدين والعجز القياسي وتسييل الأموال وسياسة سعر الفائدة المنخفضة للغاية التي يتبعها بنك الاحتياطي الفيدرالي، فكلها عوامل تشير جميعها إلى أن الذهب سيواصل اتجاهه الصعودي.
وبمجرد أن تبدأ الإدارة الأمريكية الجديدة في العمل في الأشهر الأولى من عام 2021، من المحتمل جدًا أن يتم تجاوز برامج الإنفاق المالي الكبيرة، التي تخطت بالفعل 5 تريليونات دولار على مدار العامين المقبلين، وبالرغم مما تم ذكره سابقًا إلا أن انخفاض أسعار الفائدة الحقيقية وضعف الدولار الأمريكي من العوامل الأساسية التي تساعد الذهب في انتقاله إلى مستويات قياسية جديدة.
لقد رأينا بالفعل الكثير من التوترات الجيوسياسية والمخاوف المتزايدة من فيروس كورونا والعديد من الأحداث الأخرى التي دفعت بأسواق الذهب عاليًا، لكن تلك الأخبار الرئيسية الهامة دائمًا ما ينتج عنها ارتفاعات قصيرة المدى والتي تميل في الغالب إلا التلاشي، لكن الأساسيات هي التي تحمل الاتجاه طويل المدى التي تتمثل في الدولار الأمريكي وأسعار الفائدة ومعدلات التضخم.
وبالنظر إلى الأساسيات نجد أن هناك حالة قوية مفادها أن الذهب لم يكتمل بعد في مساره الصعودي في عام 2020.
|