سجل الدولار الاسترالي هبوطا قويا خلال تعاملات سوق العملات اليوم الأربعاء وكان أكثر العملات خسارة بنسبة تصل إلى 2.30% بالتزامن مع المخاوف من تصاعد حدة التوترات بين الولايات المتحدة والصين مؤخرا في ظل الشراكة التجارية القوية بين الصين واستراليا.
ومع إعلان الخارجية الصينية خلال بيان صحفي أمس الثلاثاء بأنها سوف تأخذ ما يلزم من إجراءات من أجل حماية مصالحها الأمنية وبخاصة بعد إقدام الولايات المتحدة على بيع أسلحة لتايوان والتي تشمل شركات تصنيع أسلحة دفاعية تتعاقد مع حكومة الولايات المتحدة ، حيث لا تبيع الشركات المعنية الأسلحة مباشرة إلى تايوان، فإن ذلك قد يؤثر سلبيا على الاقتصاد الصيني بما يلحق الضرر باقتصاد استراليا.
بالإضافة إلى ذلك، فإن صدور بيانات التضخم في استراليا والتي تجاوزت توقعات الأسواق لم يكن له تأثير قوي في دعم الدولار الاسترالي خلال تعاملات سوق العملات، حيث أظهرت البيانات بأن التضخم سجل نموا بنسبة 1.5% خلال الربع الثالث من العام الحالي، ومع ضعف التضخم، فعلى الأرجح قد يواصل الاحتياطي الاسترالي على السياسات التسهيلية لفترة طويلة.
وفي المرتبة الثانية، جاء الدولار النيوزلندي بين قائمة العملات الأكثر هبوطا بنسبة تصل إلى 2.18% في ظل العلاقات القوية بين نيوزلندا والصين أيضا، وبالتالي فإن التوترات بين الصين والولايات المتحدة ساهم في التأثير على تداولات الدولار النيوزلندي بسوق العملات.
وأيضا، سجل الجنيه الاسترليني هبوطا قويا وكان من ضمن العملات الأكثر هبوطا، حيث تراجع الاسترليني بنسبة 2.08% بين قائمة العملات الرئيسية في ظل تضرر الاسترليني من المخاوف حيال تصاعد موجة ثانية من فيروس كورونا داخل بريطانيا والتي من شأنها أن تؤثر سلبيا على تعافي الاقتصاد البريطاني.
كما أن دخول مفاوضات البريكست مرحلة حاسمة للغاية أثر سلبا على تداولات الاسترليني بسوق العملات ، واَخر التطورات المتعلقة بمفاوضات البريكست، هي تصريحات رئيس المجلس الأوروبي والتي أكد فيها على أن مفاوضات البريكست حاليا هي الأهم وبخاصة وأنها نتاقش النقاط الخلافية الصعبة بين الطرفين، وهو ما يثير المخاوف حيال فشل هذه المباحثات حاليا، وأثر سلبا على تداولات العملات والاسترليني بشكل خاص.
وفي الوقت ذاته، سجل الدولار كندي هبوطا ملحوظا بنسبة تصل إلى 0.90% مقارنة بغيره من العملات الأخرى وبخاصة في ظل تضرر الدولار الكندي بقوة من الهبوط الذي لحق بأسعار النفط الخام بسبب ضعف الطلب العالمي على النفط الخام نتيجة تسارع وتيرة إصابات فيروس كورونا، وارتفاع مخزونات النفط الأمريكية. كما أن تصريحات رئيس وزراء كندا والتي أشار فيها إلى أنه مع دخول فصل الشتاء سيكون من الصعب للغاية مواجهة الموجة الثانية من إصابات فيروس كورونا التي تجتاح معظم أنحاء البلاد، ووصف الوضع بأنه مأسوي، أثرت سلبا على الدولار الكندي بسوق العملات.
وأخيرا، جاء اليورو في ذيل قائمة العملات الأكثر هبوطا بنسبة تصل إلى 0.89% ، ولا يزال اليورو يتضرر من ارتفاع وتيرة مصابي فيروس كورونا داخل البلدان الأوروبية، وهو ما يؤثر سلبا على اليورو مقارنة بعدد من العملات الرئيسية الأخرى.
|