هبط الدولار الأمريكي في ختام تعاملات أوروبا اليوم الخميس لأدنى مستوى فى أسبوعين مقابل سلة من العملات العالمية ، ليعمق خسائره لليوم الثالث على التوالي ، بسبب المعنويات الإيجابية التي تسيطر على المستثمرين ،وتباطؤ الطلب على العملة الأمريكية كأفضل استثمار بديل ، بفضل تقدم المرشح الديمقراطي "جو بايدن" بقوة للفوز بالانتخابات الرئاسية فى الولايات المتحدة ، يأتي هذا قبيل صدور طلبات إعانة البطالة الأسبوعية فى البلاد ،وقبل صدور قرارات السياسة النقدية فى ختام الاجتماع الدوري لمجلس الاحتياطي الاتحادي.
تراجع مؤشر الدولار بنسبة 0.7 % إلى مستوى 92.73 نقطة الأدنى منذ 23 أكتوبر الماضي ، من مستوي افتتاح تعاملات اليوم عند 93.40 نقطة، وسجل أعلى مستوى عند 94.54 نقطة، و أنهي المؤشر تعاملات الأمس منخفضا بحوالي 0.2% ، فى ثاني خسارة يومية على التوالي ، بفعل عمليات تصحيح وجني أرباح ، بعدما سجل فى وقت سابق أعلى مستوى فى خمسة أسابيع عند 94.30 نقطة.
وبخلاف عمليات البيع لجني الأرباح ، انخفضت مستويات الدولار الأمريكي ، بعد التقدم الواسع الذي حققه المرشح الديمقراطي جو بايدن فى انتخابات الرئاسة الأمريكية، ويذكر إن جو بايدن على بعد 6 أصوات من المجمع الانتخابي للإعلان عن فوزه رسميا بالانتخابات الرئاسية المتوترة فى الولايات المتحدة ، مع تصدره السباق المشتعل بـ 264 صوتا مجمعا مقابل 214 صوتا حصل عليها الرئيس الحالي دونالد ترامب ، وحتى يصبح بايدن رئيسا جديدا للولايات المتحدة لابد أن يحصل على 270 صوتا على الأقل من المجمع الانتخابي.
ومع استمرار الفرز فى عدد من الولايات حتى الآن ، فجو بايدن متصدر النتائج فى ولاية "نيفادا" بعد فرز أكثر من 90% من بطاقات الاقتراع ،و نيفادا تملك 6 أصوات من المجمع الانتخابي ،والتي يحتاج إليها بشدة حاليا المرشح الديمقراطي.
وهناك ولايات أخرى لم تحسم والصراع لا يزال مشتعلا بها ، على رأسها بنسلفانيا ( 20 صوتا مجمعا) و جورجيا (16 صوتا مجمعا) و كارولاينا الشمالية ( 15 صوتا مجمعا ) ، يتصدر دونالد ترامب النتائج الأولية هناك بعد فرز أكثر من 95% من بطاقات الاقتراع.
وأسواق المال العالمية تسعر فرص أكبر لفوز جو بايدن بالرئاسة الأمريكية ، حيث من المتوقع إن يعمل بايدن على إقرار تحفيز مالي ضخم فى البلاد لدعم الاقتصاد فى مواجهة أضرار جائحة كورونا ،مع اتخاذ نهجا أكثر حرية فى التجارة العالمية.
يترقب المستثمرين فى وقت لاحق اليوم صدور بيانات إعانة البطالة الأسبوعية فى الولايات المتحدة ، بهدف تقييم سوق العمل الأمريكي ، فى ظل التطورات الأخيرة لتفشي فيروس كورونا ،وارتفاع حالات الإصابة بالمرض مجددا فى العديد من الولايات.
يختتم مجلس الاحتياطي الاتحادي في وقت لاحق اليوم اجتماعه الدوري لمناقشة السياسة النقدية الملائمة لتطورات الاقتصاد ، وسط الاحتمالات الكاملة لبقاء أسعار الفائدة دون أي تغيير عند نطاق 0.25%، و يصدر قرار الفائدة وبيان السياسة النقدية والتوقعات الاقتصادية بحلول الساعة 19:00 بتوقيت غرينتش ، ويتحدث " جيروم باول" رئيس الاحتياطي الاتحادي .
وتبحث أسواق المال العالمية عن المزيد من الأدلة الجديدة التي تخص مستقبل الخطط التحفيزية فى الولايات المتحدة ، خاصة بعد تسارع انتشار الموجة الثانية لفيروس كورونا فى البلاد ،الأمر الذي ينذر بتدمير أي بوادر لتعافي للاقتصاد الأمريكي قد حدث بعد انتهاء الموجة الأولى.
|