بدأت صباح اليوم جلسات المؤتمر الرابع والأربعون لقادة الشرطة والأمن العرب المنعقد عبر الدائرة التلفزيونية بحضور كلا من الفريق أول شرطة حقوقي خالد مهدي إبراهيم الإمام، مدير عام قوات الشرطة في جمهورية السودان، رئيس المؤتمـر و يورغن شتوك، الأمين العام للمنظمة الدولية للشرطة الجنائية الإنتربول و رؤساء وأعضاء الوفود, واستهلت الجلسة بكلمة الدكتور محمد بن على كومان الامين العام لمجلس وزراء الداخلية العرب
حيث قال يُسعدني وأنا أرحب بكم في هذا المؤتمر الهام أن أعرب عن جزيل الشكر والعرفان لتونس العزيزة على الرعاية الكريمة التي تُوليها لمجلس وزراء الداخلية العرب وأمانته العامة.
ويُشرفني في هذا المقام أن أتوجه بأنبل عبارات التقدير والامتنان إلى أصحاب السمو والمعالي وزراء الداخلية العرب، لدعمهم الموصول للعمل الأمني العربي المشترك.
ويسرني أن أرحب بسائر ممثلي المنظمات العربية والدولية المشاركة معنا اليوم.
نلتقي اليوم في مؤتمركم الرابع والأربعين عن طريق الاتصال المرئي، بسبب تداعيات جائحة كوفيد 19 التي خلقت أوضاعاً استثنائية في شتى المجالات وفي كافة أنحاء العالم.
ولقد كانت أجهزة الأمن - إلى جانب الطواقم الطبية - في صدارة الجهات المتصدية لهذه الآفة إذ عملت على السهر على تطبيق الإجراءات المتعلقة بالحجر الصحي وحظر الجولان ، مما جعل دورها حاسما في الوقاية من العدوى وتقليص الإصابات، كما كانت أجهزة الحماية المدنية في مقدمة المتعاملين مع المصابين بفيروس كورونا المستجد.
وسيكون مؤتمرُنا اليوم مناسبةً لاستعراض تداعيات الجائحة على الأمن العربي ودور مختلف القطاعات الأمنية وأجهزة الحماية المدنية في مواجهتها.
ودعوني أُشير هنا إلى أن الأمانة العامة قد حرصت على أن تكون تداعيات هذه الجائحة محل نقاش في عدد من المؤتمرات القطاعية واجتماعات اللجان التي عقدت في نطاقها منذ انتشار الوباء. فعلى سبيل المثال ناقش المؤتمر العربي الثامن عشر لرؤساء أجهزة المرور، دور هذه الأجهزة في التعامل مع جائحة كوفيد 19، كما استعرض المؤتمر العربي العشرون لرؤساء المؤسسات العقابية والإصلاحية تجارب الدول الأعضاء في الحد من تفشي فيروس كورونا المستجد داخل تلك المؤسسات.
أما المؤتمر العربي التاسع للمسولين عن الأمن السياحي فقد تدارس سبل التعامل الأمني مع السياح لمواجهة انتشار الفيروسات والأوبئة. ونتيجةً للمناقشات التي تمت أثناء المؤتمر العربي الرابع والثلاثين لرؤساء أجهزة مكافحة المخدرات، صدرت توصية بإعداد دراسة حول استهلاك المخدرات والمؤثرات العقلية أثناء فترة الجائحة، وأخرى بعرض موضوع تداعيات الجائحة على الاجتماع المشترك بين أجهزة مكافحة المخدرات وممثلي وزارات الصحة في الدول العربية المزمع عقده في وقت لاحق من هذا العام، بالتنسيق مع الأمانة الفنية لمجلس وزراء الصحة العرب.
ولم يقف الاهتمام بهذه الجائحة عند حد المؤتمرات الداخلية وإنما حرصنا على أن نتبادل التجارب والممارسات الفضلى بشأنها مع المنظمات الدولية مثل الإنتربول والمنظمات الإقليمية كالوكالات التابعة للاتحاد الأوروبي، خاصة الوكالة الأوروبية لحرس الحدود والسواحل التي نظمنا معها يوم 1 ديسمبر الماضي مائدة مستديرة تقنية أورو-عربية حول أمن الحدود، حظت تداعيات الجائحة بقسط وافر من مناقشاتها.
وسنعود إلى هذا الموضوع إن شاء الله بتعمق أكبر في المؤتمر الأورو-عربي الرفيع المستوى حول أمن الحدود الذي نعتزم تنظيمه بحول الله في الخريف القادم، تنفيذاً للتوصية الصادرة عن مؤتمركم الماضي بهذا الشأن. وقد كانت انعكاسات هذه الجائحة على الإرهاب موضوع الجلسة الافتراضية حول "فيروس كورونا والإرهاب: تحليل النموذج الأمني الجديد، وإدارة الأزمات والتنسيق"، التي عقدت بالتعاون مع مشروع مكافحة الإرهاب في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا التابع للمفوضية الأوروبية.
إلى جانب هذا الموضوع المحوري على جدول أعمالكم اليوم هناك عدة مواضيع هامة تصب كلها في تعزيز التعاون الأمني العربي سواء بوضع الهياكل والآليات او برسم السياسات المناسبة لذلك، فاللجنة الدائمة للإحصاء الجنائي التي ستنظرون اليوم في إنشائها في نطاق الأمانة العامة، ستكون رافدا مهما للعمل الإحصائي الجنائي العربي، بما يسمح باتخاذ القرار الأمني الصحيح.
وستكون آلية تبادل الزيارات بين الأجهزة الأمنية العربية النظيرة وسيلةً لتعزيز تبادل الخبرات والاطلاع الميداني على أساليب العمل في مختلف الدول العربية.
وإن مشروع الإستراتيجية العربية لمكافحة جرائم الاتجار بالبشر وبالأعضاء البشرية المعروض على مؤتمركم اليوم من شأنه أن يسمح بإيجاد إطار يحدد التعاون العربي في مواجهة هذه الجرائم الخطيرة والانتهاكات الجسيمة التي يمكن أن تنجم عنها.
كما تمثِّل الخطةُ المرحلية لتنفيذ الاستراتيجية العربية لمواجهة جرائم تقنية المعلومات أداة لترجمة هذه الاستراتيجية التي اعتمدها مؤتمركم الماضي الى برامج واقعية.
ويعكس البند المتعلق بتفعيل المؤتمر السنوي لقادة الشرطة والأمن العرب، اهتمامكم بتطوير الأداء رغم الإنجازات الكبيرة التي حققها هذا المؤتمر طيلة خمسين سنة حافلة بالعطاء، إذ سنحتفل في العام القادم 2022م، بحول الله باليوبيل الذهبي لهذا المؤتمر الذي انعقد لأول مرة بمدينة العين في دولة الإمارات العربية المتحدة في الثامن عشر من ديسمبر عام 1972م.
يُسعدني في الختام أن أجدد الترحيب بكم، راجيا لأعمال المؤتمر أن تُكلل بالنجاح، وسائلا الله عز وجل أن يرفع عنا هذا الوباء وأن نسعد باللقاء بكم وجها لوجه في مؤتمركم القادم بحول الله.