فى بادرة غير مسبوقة وغير متوقعة، بعث بدرو باسوس كويلو، رئيس وزراء البرتغال- التى تأن تحت أزمة إقتصادية متنامية- برسالة لمواطنى بلاده قائلًا لهم: "هاجروا !!".
وأثارت تلك الرسالة جدلًا وسخطًا هائلًا فى البرتغال، فعندما يعانى المواطنون داخل بلادهم أحيانًا، ينتظروا قاداتهم السياسيين ليطلوا عليهم بالحل لأزمتهم، وليس بأن يضيفوا عبئًا جديدًا إلى أعبائهم الحالية.
وطبقًا لما أفادت به وكالة "IPS"، كانت استجابة رئيس الوزراء البرتغالى لأزمة البطالة فى فئة المعلمين والمدرسين البرتغاليين العاطلين عن العمل، هى بدعوتهم إلى الهجرة للدول الناطقة باللغة البرتغالية وخاصة البرازيل وأنغولا، ما رفع من حالة السخط فى جميع أنحاء البلاد.
وزاد من الأمر سوءًا أن رد فعل حكومتى البرازيل وأنغولا جاء محبطًا للآمال، إذ أعلنا أنهما ليس لديهما إحتياجات فورية فى هذا المجال.
وخلال حوارها مع وكالة "IPS"،قالت آنا ماريا جوميز، النائبة البرتغالية فى البرلمان الأوروبى وواحدة من أكبر منتقدى رئيس الوزراء، إنها عندما علمت بتلك التصريحات شعرت بالغضب الكبير، مشيرةً إلى أن تلك التصريحات هى آخر شيء يجب أن يقوله رئيس وزراء.
واتهمت "جوميس" رئيس الحكومة البرتغالية بالرضوخ لإملاءات الدائنين، أى "الترويكا"المؤلفة من صندوق النقد الدولى والاتحاد الأوروبى والبنك المركزى الأوروبي، إضافة إلى المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، مضيفةً إنه لم يفعل أى شيء للتفاوض لصالح البرتغاليين، وأنه بدون نمو إقتصادى وبدون وظائف، لن يكن من الممكن سداد ديون البلاد.
وأكدت النائبة على أنه مهمها كان الوضع معقدًا، فلابد من السير قُدما إلى الأمام، خاصةً فى ظل تمتع البرتغال بالشباب المهرة بعد الاستثمار الذى أجرى فى العقود الأخيرة فى مجال التعليم، لافتة إلى أن الحكومة البرتغالية المحافظة أهملت وضع إستراتيجية للنمو الاقتصادى وخلق فرص العمل، وركزت فقط على التقشف المالي، من أجل سداد ديونها البالغة 110 مليارات دولار وإرضاء الترويكا.
وفسر مانويل فيلافيردى كابرال، عالم الاجتماع ونائب عميد جامعة لشبونة سابقًا، تطور البرتغال المتواضع تاريخيا، بأنها كانت تعيش فى الماضى على إمبراطوريتها، ثم عاشت على تحويلات مهاجريها المالية، وفيما بعد على أموال الاتحاد الأوروبي.
|