بدأت صباح اليوم جلسات المؤتمر العربي الرابع عشر لرؤساء أجهزة الإعلام الأمني المنعقد حضوريا و عبر الدائرة التلفزيونية بحضور كلا من اللواء الدكتور سعد معن ابراهيم رئيس المؤتمر ورؤساء وأعضاء الوفود العربية, واستهلت الجلسة بكلمة الدكتور محمد بن على كومان الامين العام لمجلس وزراء الداخلية العرب.
حيث قال يسعدني أن أعرب في بداية هذا اللقاء عن تقديرنا البالغ للرعاية الكريمة التي تحيط بها تونس العزيزة مجلس وزراء الداخلية العرب وأمانته العامة، بما يسهم بشكل حاسم في نجاح مختلف الأنشطة والبرامج، فلها منا رئيسا وحكومة وشعبا وأجهزة أمن كل الشكر والعرفان.
ويشرفني أن أرفع إلى أصحاب السمو والمعالي وزراء الداخلية العرب بالغ الشكر والامتنان على الدعم الكبير الذي يوفرونه لأمانتهم العامة، وعلى حرصهم المعهود على توفير كل شروط النجاح للعمل الأمني العربي المشترك.
نجتمع اليوم في ظل هذا الظرف الدقيق الذي فرضته جائحة كوفيد 19 وما صاحبها من تحديات كبيرة في مختلف مناحي الحياة، فرضت على الأجهزة الأمنية مسؤوليات جديدة، وليست أجهزة الإعلام الأمني في منأى عن ذلك، بل إنها باتت مُطالبة أكثر من أي وقت مضى أن تلعب دورا حاسما في التصدي للشائعات وما يُصاحبها من بث الفتن والتحريض على العنف والجريمة ونشر الأكاذيب وتحريف الحقائق، والحيلولة دون استغلال الجماعات الإرهابية لوسائل الإعلام ووسائط التواصل المختلفة من أجل الترويج لعملياتها الدنيئة وبث فكرها المتطرف.
إن البعد المزدوج لتعاطي الإعلام مع قضايا الإرهاب يطرح معضلة حقيقية أمام أجهزتكم الموقرة، وهذا ما ستُناقشونه اليوم في مؤتمركم الرابع عشر الذي يتخذ من الإرهاب موضوعا محوريًا له، ويُعالجه من عدة جوانب.
وسيستأثر دور الإعلام في مكافحة الإرهاب بنصيب الأسد من مداولاتكم، من خلال عرض التجارب المتميزة للدول الأعضاء التي تعكس الاستثمار في الإعلام لمواجهة الإرهاب، وهو بند دائم على جدول أعمال مؤتمركم، يمثل فرصة لتقاسم التجارب الرائدة والممارسات الفضلى، وسيتم تدعيم هذا التوجه برؤية متكاملة أعدها المكتب العربي للتوعية الأمنية والإعلام بالتعاون مع المكتب العربي لمكافحة التطرف والإرهاب، بما يُعطي صورة واضحة عن الدور الايجابي الذي يمكن أن يلعبه الإعلام في التصدي للإرهاب.
وبقدر ما يسهم الإعلام في مكافحة الإرهاب، فإن الجماعات الإرهابية تستغله في الترويج للإرهاب ونشر الفكر المتطرف وإشاعة خطاب الكراهية والإقصاء واستقطاب العناصر وتنفيذ عملياتها الإرهابية الجبانة، وهو أمر يسترعي الانتباه لهذا البعد السلبي، وتدارسه بكل اهتمام.
ستنظرون اليوم في موضوع على درجة عالية من الأهمية، يتعلق ببرامج إعداد وتأهيل المتحدث الرسمي الأمني، الذي يمثل حلقة الربط بين المؤسسة الأمنية والجمهور، وتقع على عاتقه مهمة ايصال الرسالة الأمنية النبيلة ونقل الصورة الصحيحة للأحداث وتبصير الرأي العام وتنويره من خلال نشر المعلومات الموثوقة وترسيخ قيم المواطنة والانتماء لدى المواطن العربي ونشر ثقافة التسامح وتقبل الرأي الآخر والتعايش السلمي بين مختلف طوائف المجتمع، وإبراز دور الأجهزة الأمنية في مكافحة الجريمة، وتشكيل اتجاهات الرأي العام ضد الجريمة بشكل عام والإرهاب بشكل خاص.
وسيجمعكم بحول الله تعالى -يوم غد الخميس- اجتماع مشترك مع ممثلي وزارات الإعلام في الدول العربية، سيكون فرصة ثمينة لمد جسور التعاون وتوحيد الجهود الإعلامية العربية في مجال التعامل مع الأحداث الإرهابية، إذ ستناقشون فيه مشروع مدونة قواعد سلوك متعلقة بالتعامل الإعلامي مع الأحداث الإرهابية، ومشروع استراتيجية للتعامل الإعلامي مع قضايا التطرف والإرهاب.
إننا على ثقة تامة بأن هذه المواضيع المهمة ستنال منكم كل العناية وأن مناقشاتكم حولها ستُفضي إلى نتائج بنّاءة تُسهم في تعزيز الدور الايجابي لاستخدام الاعلام في مكافحة الإرهاب في وطننا العربي العزيز.
وختامًا يُسعدني أن أجدد الترحيب بكم، مُتمنيا لمؤتمركم كل النجاح.
وفقكم الله.
|