ألقى اليوم الجمعة، الدكتور خالد العناني وزير السياحة والآثار، محاضرة عن التعاون بين مصر ومنظمة اليونسكو والجهود التي تبذلها الدولة المصرية للحفاظ على تراث مصر الحضاري، وذلك بالمقر الرئيسي لليونسكو بباريس.
جاءت هذه المحاضرة في إطار زيارته الحالية للعاصمة الفرنسية باريس، بحضور 100 عالم من علماء الآثار وعددًا من سفراء الدول بفرنسا ومسئولي منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) وممثلي الجمعيات والمؤسسات الثقافية والأثرية ذات الصلة.
بدأت المحاضرة بعرض فيلم "مصر الحضارة" والذي استعرض بعض من أهم الاكتشافات والمشروعات الأثرية التي تمت في مصر خلال الأعوام القليلة الماضية، ثم سلط الدكتور خالد العناني، من خلال عرض تقديمي، الضوء على أبرز إنجازات الدولة المصرية في الحفاظ علي تراث مصر الحضاري وما شهده قطاع الآثار في الآونة الأخيرة من افتتاحات واكتشافات أثرية ومشروعات أثرية تعمل الدولة على الانتهاء منها.
واستهل الدكتور خالد العناني حديثه عن العلاقة الوثيقة بين الدولة المصرية ومنظمة اليونسكو والتي ترجع جذورها إلى القرن الماضي، والتي شهدت أهم مراحلها في حملة إنقاذ معابد النوبة، ثم توالت مشروعات التعاون بين اليونسكو مصر ومنها إنشاء المتحف القومي للحضارة المصرية بالفسطاط، بالإضافة إلى التعاون في ترميم وتأهيل متحف الفن الإسلامي بباب الخلق.
لفت الدكتور خالد العناني، إلى الزيارات المختلفة لقيادات منظمة اليونسكو إلى مصر وكذلك خبراء لجنة التراث العالمي وعلى رأسها زيارة أودري أزولاي مدير عام منظمة اليونسكو لمصر في أبريل الماضي لحضور حدث نقل موكب المومياوات الملكية من المتحف المصري بالتحرير إلى مكان عرضها النهائي بالمتحف القومي للحضارة المصرية، وقامت على هامشها بزيارة عدد من الأماكن الأثرية والسياحية بمحافظات القاهرة والجيزة والإسكندرية وأسوان.
ثم قام الوزير بإطلاع الحاضرين على آخر أهم الاكتشافات الأثرية ومستجدات الأعمال الخاصة بالمواقع الأثرية المصرية، والبعثات الأثرية المصرية والأجنبية، وقصص النجاح حول إعادة القطع الأثرية المصرية التي تم سرقتها وتهريبها للخارج.
كما سلط الوزير الضوء على أحدث افتتاحات المتاحف الجديدة ومشروعات الترميم، ومساعي وزارة السياحة والآثار في تحسين خدمات الزائرين بالمواقع الأثرية والمتاحف واتاحتها لذوي الهمم ومنها تطوير منطقة أهرامات الجيزة وقلعة صلاح الدين الايوبي وغيرها وذلك لتحسين تجربة زائريها بالاضافة إلى ما تقوم به الوزارة من جهد لرفع الوعي الأثري لدي المواطنين المصريين وخاصة الأطفال، والمساهمة في رفاهية المجتمعات المحلية من خلال تعزيز الحرف اليدوية المحلية، فضلا عن المشروعات القائمة بالمواقع المصرية ومنها مشروع تخفيض منسوب المياه الجوفية بموقع أبو مينا احد مواقع التراث العالمي وكوم الشقافة بالاسكندرية وكوم امبو بأسوان و الأوزيريون بسوهاج وكذلك ماتم افتتاحه من مشروعات تطوير لبعض المناطق الواقعة على مسار رحلة العائلة المقدسة في مصر.
وفي حديثه عن الافتتاحات الأثرية في الآونة الأخيرة سلط الوزير الضوء على افتتاح مشروع ترميم هرم زوسر المدرج والمقبرة الجنوبية للملك بسقارة بعد 14 عامًا من ترميمهما، وافتتاح أول متحف بالغردقة بالتعاون مع القطاع الخاص ومتحف شرم الشيخ لاستمتاع السائح بالبحر والشواطئ المشمسة بالمدينة والتعرف أيضا على الحضارة المصرية العريقة، وكذلك افتتاح متحف المركبات الملكية ببولاق بعد الانتهاء من تطويره.
وأشار إلى افتتاح مسجد الفتح بالقاهرة وزيارة الكنيسة المرقصية بالإسكندرية وافتتاح المعبد اليهودي بالاسكندرية بعد ترميمه، وذلك في يوم واحد مما يدل علي أن مصر ملتقي لجميع الأديان وبلد التسامح.
وتناولت المحاضرة كذلك الحديث عن التطوير الذي تشهده المواقع الأثرية المسجلة على قائمة التراث العالمي ومنها منطقة آثار سقارة والتي شهدت العديد من الافتتاحات وكذا موقع القاهرة التاريخية حيث تعمل الوزارة حاليا على تطوير الموقع ككل وما يضمه من آثار إسلامية هامة شاهدة على حضارة وحقبة تاريخية كاملة.
كما استعرض الدكتور خالد العناني أهم الاكتشافات الأثرية ومنها الكشف عن مقبرة واحتي الرائعة الجمال بسقارة و 16 مقبرة عائلية بداخلها 30 تابوت تخص كبار كهنة المعبود جحوتي بمنطقة آثار الغريفة بالمنيا، والكشف عن أكثر من ١٠٠ تابوت خشبي ملون وعدد كبير من التماثيل والتمائم وأقنعة من الكارتوناج بسقارة، و غيرها من اكتشافات هامة بالمنيا والأقصر والقاهرة والجيزة و غيرها.
وتطرق أيضاً للمعارض الأثرية الخارجية ومنها معرض الملك الشاب توت عنخ آمون والذي سافر إلى الولايات المتحدة الامريكية وباريس وانجلترا.
كما استعرض أيضاً الخدمات التي تعمل الوزارة على اتاحتها للزائرين بمختلف المتاحف والمواقع الأثرية ومنها ما يتم من تطوير في المتحف المصري بالتحرير، وتطوير الخدمات بمنطقة أهرامات الجيزة وافتتاح اول مطعم بها وكذلك تطوير الخدمات بقلعة صلاح الدين الأيوبي وإعادة تشغيل الساعة ببرج الساعة بساحة جامع محمد علي لأول مرة بعد صيانتها وترميم البرج الساعة.
وعن ملف استرداد القطع الأثرية المسروقة والمهربة خارج البلاد بطريقة غير شرعية، أوضح د. خالد العناني خلال المحاضرة أن الوزارة نجحت في الآونة الأخيرة في استرداد العديد من القطع الأثرية كان من أهمها التابوت الذهبي لنجم عنخ الذي اعاده متحف المتروبوليتان بأمريكا.
وفي نهاية المحاضرة، تم عرض فيلم عن المرمميين المصريين وإنجازاتهم في ملف الترميم المتاحف والمواقع الأثرية والمعابد في صعيد مصر و اعادة الوانها ورونقها مرة أخرى، وانبهر الحاضرين بهذه المحاضرة حيث وجهوا الشكر للدكتور خالد العناني، مثمنين علي الجهد الذي تبذله الدولة المصرية في الحفاظ علي تراثها الحضاري والثقافي.